سياحة الجودة في تونس: منتجعات راقية ومردود عالي

سياحة الجودة في تونس: منتجعات راقية ومردود عالي

الحكومة التونسية تبتكر أساليب جديدة لدعم القطاع السياحي بوصفه أحد أعمدة الاقتصاد والمشغل الثاني لليد العاملة.

ميدل ايست أونلاين

تونس تستقطب 9 ملايين سائح سنويا

تستعد تونس لإرساء نوعا جديدا من السياحة ذات المردود العالي أو ما يعرف بـ "سياحة الجودة" والتي تعتمد بالأساس على منتجعات سياحية راقية تتوفر فيها جميع مقومات الرفاه من نزل فخمة ومطاعم ومقاه عصرية ومراكز استجمام حديثة إضافة إلى تقديم مرافق وخدمات سياحيّة متطوّرة.

وبالنظر إلى تراجع صناعة السياحة العالمية بسبب الظرف الاقتصادي العالمي الصعب فقد شرعت الحكومة التونسية في البحث عن حلول فعالة وناجعة للمحافظة على استقرار القطاع بوصفه أحد أبرز روافد الاقتصاد التونسي. إذ تعد السياحة المصدر الأول للعملة الأجنبية في تونس وهي ثاني مشغل لليد العاملة بعد القطاع الزراعي بنحو 400 ألف فرصة عمل. كما تغطي عائدات السياحة قرابة 75 بالمئة من العجز التجاري لتونس.

ومن المنتظر أن يتم الشروع قريبا في إنشاء مشروع "منتجع الرأس الأبيض" بمحافظة بنزرت الساحلية وهو منتجع فخم يتميز بتكامل وتنوع مكوناته والمتمثلة بالخصوص في 4 نزل من الطراز الرفيع وشقق سكنية ومدينة عتيقة ومارينا ومركز غير مقيم للخدمات الطبية والعلاجية وحديقة ألعاب مائية ومراكز استجمام وفضاءات تجارية.

وقد اطلع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مؤخرا على مكونات هذا المنتجع الضخم ونوه إلى أهمية هذا المشروع ومطابقته للمقاييس العالمية في مستوى احترام الجوانب الطبيعية والبيئية والتهيئة العمرانية.

كما أكد بن علي دعمه للاستثمار بصنفيه الخارجي والوطني وخاصة في المجال السياحي.

من جانب آخر وقعت الحكومة التونسية مع شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري اتفاقية تعاون لانجاز منتجع صحراوي سياحي وثقافي ضخم من فئة خمسة نجوم في مدينة توزر في الجنوب التونسي.

وأكد محمد بن علي الهدفة رئيس المجموعة القطرية، ان "المشروع سيقام على مساحة قدرها 40 هكتارا وسيضم المنتجع 60 جناحا فاخرا ومرافق صحية وملعب تنس وعددا من المطاعم والمحلات التجارية ومرافق للمؤتمرات ومسرحا رومانيا وخيمة كبيرة على الطراز العربي ومركزا للاستشفاء والاستجمام".

وأضاف الهدفة أن المشروع سيعتمد على "تصاميم تمزج بين الهندسة المعمارية التونسية القديمة والشرقية مع الاستفادة من الأنماط الحديثة العصرية للإنشاء والتعمير".

ويؤكد خبراء اقتصاديون أن هذا المشروع الجديد سيساهم في الترويج للسياحة الصحراوية في تونس التي تعد أحد أبرز أنواع السياحة الثقافية في البلاد باعتبار قيمتها الاقتصادية والحضارية وباعتبارها المنتج السياحي الذي يميّز البلاد عن غيرها من الوجهات السياحية العالمية.

كما قالت مصادر رسمية أن تونس تستعد لبناء منتجعين للسياحة البيئية جنوب البلاد خلال العام المقبل وذلك قصد تطوير المواقع الطبيعية والترويج للسياحة البيئية التي صارت تعد من أرقى الأنواع السياحية وأكثرها مردودا، فضلا عن استقطابها لفئة معينة من السياح الذين يبحثون عن جمال الطبيعة واستكشاف خباياها.

ومن المقرر أن يتم إحداث المنتجعين في منطقة تمغزة بمحافظة توزر جنوب تونس ويتكون كلاهما من نزل فخمة وفضاءات خضراء ومناطق ايكولوجية إلى جانب أكشاك للحرف اليدوية ومطاعم ومقاهي وفضاءات الترفيه كما ستضم هذه المنتجعات صالات للاجتماعات ومسالك صحية.

من جانب آخر أعربت عدة مجموعات فندقية كبرى ذات صيت عالمي عن رغبتها في إقامة مشروعات استثمارية ومنتجعات سياحية فخمة ومن أبرزهم مجموعة فنادق"بريفيرد"، سلسلة الفنادق الرائدة حول العالم ومجموعة وسلسلة فنادق "سو" التركية، المتخصصة في إقامة المساكن السياحية والفنادق الصغيرة الفاخرة.

وتحولت تونس خلال السنوات السابقة إلى وجهة تستقطب مجموعات فندقية كبرى وذات صيت عالمي بالنظر لما توفره هذه البلاد من مميزات أهمها وفرة السياح الذين يقدر عددهم بسبعة مليون سائح سنويا وتوفر بنية تحتية ضخمة تساعد على إقامة مشاريع سياحية كبرى فضلا عن توفر عوامل جغرافية مناسبة.

وتتوافر لتونس جميع مقوّمات الجذب السياحي الأخرى، فهناك وعي سياحي عال على المستويين الرسمي والشعبي، ويجـد السائح في تونس بغيته مهما تنوّعت وتباينت، فإلى جانب شواطئها التي تبلغ طولها 1200 كلم على مياه المتوسّط والمجهّزة بمرافق وخدمات سياحيّة متطوّرة هناك المقصد السياحي الثقافي ممثلاً بكنوز من التراث والآثار والمتاحف تعكس كلها تواتر حضارات عريقة شهدتها تونس منذ فجر التاريخ.

وتتمتع تونس ببنية خدمات متطوّرة في مجال المواصلات والنقل جوا وبراً وبحراً بالإضافة إلى خدمات الاتصالات الحديثة التي تستوعب كل ما تنتجه تكنولوجيا الاتصال الحديثة وقد وفر هذا لتونس أن تكون سوقا ماليّة هامّة تنتشر فيها المصارف والمؤسسات الماليّة العالميّة الكبرى.

ويتوقع مسؤولون تونسيون أن تستقطب بلادهم في موفى 2014 أكثر من 10 ملايين سائح سنويا وأن تدر السياحة أكثر من 5 مليارات دولار. كما سيساهم القطاع السياحي في التحرير الكامل للدينار نهائيا وسيعزز