محاولة شن اعتداءات منسقة على سفارات اجنبية في اليونان وطرد مشبوه في مكتب ميركل

عثرت الشرطة اليونانية الاثنين والثلاثاء على طرود مفخخة موجهة الى عدد من السفارات الاجنبية في اثينا، ما اثار جوا من عدم الامان في العاصمة اليونانية قبل ايام من انتخابات محلية حاسمة بالنسبة للحكومة.

والثلاثاء، ابطل خبراء المتفجرات في الشرطة ثلاثة طرود مفخخة كانت موجهة الى سفارات بلغاريا وتشيلي والمانيا فيما انفجر طردان اخران موجهان الى سفارتي سويسرا وروسيا من دون ان يسفرا عن ضحايا، كما اعلنت الشرطة اليونانية.

وعلى الفور، اقفلت الشرطة عددا من طرق اثينا، ما تسبب بزحمة سير خانقة لكن دون ان تنتج عن ذلك بلبلة بين السكان.

وفي برلين، ضبطت السلطات الالمانية الثلاثاء طردا مشبوها في مقر المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

واعلن وزير الداخلية الالماني توماس دو ميزيير ان الطرد الذي عثر عليه في مكتب المستشارة انغيلا ميركل الثلاثاء يحتوي على مواد متفجرة ويرتبط بالطرود المفخخة التي عثر عليها في اليونان. وصرح الوزير للصحافيين ان الطرد ارسل من اليونان وان العبوة الناسفة صنعت بنفس الطريقة التي صنعت بها القنبلة التي انفجرت في السفارة السويسرية.

وقد اخطرت السفارات الاجنبية في اثينا الاثنين بضرورة توخي الحذر الشديد في ادارتها للطرود المرسلة اليها، على ما افاد مصدر دبلوماسي يوناني لفرانس برس.

وتأتي هذه الحوادث غداة اعتقال شابين يونانيين احدهما مطلوب لانتمائه الى حركة فوضوية متطرفة بتهمة محاولة ارسال طرود مفخخة الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والى سفارات المكسيك وهولندا وبلجيكا.

وبحسب مصدر في الشرطة، فان كل الطرود المفخخة المكتشفة الثلاثاء قد تم ارسالها الاثنين، وترجح الشرطة فرضية ضلوع مجموعة واحدة في العملية.

وبحسب مصدر في الشرطة، فان الطرود الخمسة المكتشفة الثلاثاء ارسلها شركاء للشابين اليونانيين المعتقلان الاثنين بتهمة تصنيع الطرود الاربعة الاولى المكتشفة.

ورجح المتحدث باسم الشرطة ثاناسيس كوكالاكيس لفرانس برس ان تكون العملية من تدبير "مجموعة واحدة يونانية تنتمي الى الحركة المناهضة للسلطة". الا انه اشار الى ان المحققين لا يحصرون عملهم بفرضية المنظمة الفوضوية "مؤامرة خلايا النار" التي بدات بالعمل عام 2008 والتي ينتمي اليها احد اللذين اعتقلا الاثنين.

الا ان المحققين يواجهون صعوبات في تحديد جهة واحدة بعينها لتحميلها المسؤولية عن هذه الطرود المفخخة، في بلد يشهد نشاطا متزايدا للتطرف المتمثل في مجموعات عدة تنادي بطروحات يسارية متطرفة وفوضوية.

وبحسب ثيودور باباثيودورو الاستاذ في علم الجريمة في جامعة بيلوبونيز، فان هذه الاعمال التي راى انها تحمل رمزية خاصة هي بمثابة "نداء" بهدف "جذب انتباه الراي العام على المستوى الاوروبي" و"التنديد بالازمة" التي تضرب اوروبا بمجملها وعلى راسها اليونان.

ومن بين الطرود الاربعة المكتشفة الاثنين، ضبط اثنان في وكالات للبريد السريع واثنان في حوزة مشتبهين اثنين اعتقلا في المنطقة نفسها. ويلاحق احد هذين المشتبهين وهو طالب في الكيمياء عمره 22 عاما بتهمة الانتماء الى حركات متطرفة فوضوية، فيما يعرف عن الثاني البالغ من العمر 24 عاما نشاطه في حركات سياسية معارضة للنظام.

وتمت احالة الشابين، اللذين كانا مسلحين، للاستجواب بعد ظهر الثلاثاء امام مدع عام، الذي قرر في حقهما ملاحقة قضائية بتهمة ارتكاب اربع جرائم منها "الانتماء الى منظمة ارهابية" والقيام "بنشاطات ارهابية".

ونددت الحكومة اليونانية "باعمال المجرمين الذين يحاولون عبثا زرع الرعب وتعكير الصفو العام" واشادت بعمل الشرطة التي "اظهرت رد فعل ممتاز".

وبحسب جورج مارنيلوس الصحافي في جريدة ايليفتيروتيبيا التي تهتم بشؤون الارهاب، فان "ظاهرة (***) في اليونان في ادنى مستوياتها. لكن يجب الا يعتقد احد ان هذا التراخي سيطول. لان اليونان تجتاز ازمة اقتصادية ولهذا تبعات على المجتمع برمته".

وتاتي هذه الاحداث في سياق اجتماعي متوتر في اليونان قبل ايام من انتخابات محلية حاسمة للحكومة القائمة التي فرضت برنامج تقشف غير شعبي في محاولة لتسوية الديون الهائلة لليونان لقاء مساعدة مالية من منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي.

والاثنين الماضي، ذهب رئيس الوزراء جورج باباندريو، الذي وصل الى الحكم في تشرين الاول/اكتوبر 2009، الى حد التلويح باجراء انتخابات تشريعية مبكرة بحال اظهرت نتائج الانتخابات المحلية رفضا للاصلاحات الجارية لتخفيض الدين العام.

وقال "انني اناضل كي تتجنب البلاد الافلاس، لقد اخذت على عاتقي مسؤوليات تاريخية"، داعيا الى مواصة الجهود في هذا الاطار.

© ANP/AFP