البيت الآرامي العراقي

مريم، أمّ الكنيسة... عاشت، تأمّلت واحتفلت بسرّ المسيح Welcome2
مريم، أمّ الكنيسة... عاشت، تأمّلت واحتفلت بسرّ المسيح 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

مريم، أمّ الكنيسة... عاشت، تأمّلت واحتفلت بسرّ المسيح Welcome2
مريم، أمّ الكنيسة... عاشت، تأمّلت واحتفلت بسرّ المسيح 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 مريم، أمّ الكنيسة... عاشت، تأمّلت واحتفلت بسرّ المسيح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Basim Al-Wakil
عضو شرف الموقع
عضو شرف الموقع
Basim Al-Wakil


مريم، أمّ الكنيسة... عاشت، تأمّلت واحتفلت بسرّ المسيح Usuuus10
مريم، أمّ الكنيسة... عاشت، تأمّلت واحتفلت بسرّ المسيح 8-steps1a
الدولة : لبنان
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
الابراج : السمك
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : راهب

مريم، أمّ الكنيسة... عاشت، تأمّلت واحتفلت بسرّ المسيح Empty
مُساهمةموضوع: مريم، أمّ الكنيسة... عاشت، تأمّلت واحتفلت بسرّ المسيح   مريم، أمّ الكنيسة... عاشت، تأمّلت واحتفلت بسرّ المسيح Icon_minitime1الجمعة 22 يناير 2010 - 10:10



مريم، أمّ الكنيسة... عاشت، تأمّلت واحتفلت بسرّ المسيح


1- من هي العذراء مريم؟

إنّها إبنة من عندنا، من أرضنا، إبنة لها رائحة الأرض، الأرض الطيّبة التي خلقها الله؛ إبنة من بين بناتنا، إمرأة من بين نسائنا. إمرأة تحمل الإنسانية (الخليقة) في تكوينها.
مريم، إمرأة مليئة بالدفء والإنسانية، بالحركة والحيوية. كلّ شيء يتكلّم فيها، طالما إنّها تحمل الكلمة، الحياة. مريم التي يتكلّم عنها الإنجيل هي امرأة من أرضنا، تشبهنا، أو الأصحّ، إنّها المرأة التي علينا أن نتشبّه بها. إمرأة ليست كباقي النساء... هي جوهرة نادرة وزهرة لطيفة بينهنّ، إنّها السيّدة العظيمة، سيّدتنا وسيّدة الجميع "ستّ الكلّ". إمرأة فريدة، حضورها ومثلُها يساعد الرجال والنساء على السواء. لها وجه مشرق ومعاملة لطيفة، طيّبة وحنونة. إذا كنتم التقيتم هكذا امرأة في حياتكم، فهنيئاً لكم لأنّكم عرفتم بطريقة أو بأخرى مريم التي من أرضنا، مريم التي اختارها الله لتحمل فرح السماء، حبيب الآب، إبنها يسوع...

2- مريم، رحابة وخصب:

إنّ كرامة مريم وجمالها ينبعان من انفتاحها على السرّ الإلهي. عرفت وهي تتأمّل في قلبها أن تستقبل الغامض والمستحيل... هكذا استطاعت أن تحوي من لا يُحوى...
في البشارة: إسم مريم ظهر في البشارة. مريم إبنة حنّة ويواكيم (ها هي العذراء تحبل وتلد...) إبنة غير معروفة حتّى الآن، تشبه كلّ بنات جيرتها... ومع هذا فمن خلالها سيأتي الخلاص. هذه الإبنة العادية ستكون إبنة شعبها وأمّاً لشعب جديد وذلك بسبب قدرتها الباطنية على الإنفتاح على سرّ الله وقبوله حتّى ولو لم تفهمه. سمعت... آمنت... لمست... وقالت: نعم... لأنّه في العمق لا نرى إلا بعيون القلب... والمهمّ والأساسي هو محجوب عن النظر...
مريم فهمت بقلبها... إنّها لمدهشة حقّاً هذه الصبية! بأيّة شفّافية استقبلت البشرى السارّة، ذلك الحمل الذي كان ممكناً أن يتحوّل إلى مأساة...
قبولها بشرى الملاك يجعلنا نتلمّس العالم القديم الذي كانت تعيش فيه. حياتها الداخلية لم تبدأ مع زيارة الملاك لها. بفضل حياتها الحميمية مع السماء، أُرسِل لها ملاك الله. هذه الزيارة، كما يبدو، أتت تنسُج حياكة خاصّة بينها وبين الله، إله آبائها، إله العهد والتوراة.
في الميلاد: مريم حملت بإبن الله... وفي صمت أحشائها، حفظته، حملته، أحبّته، إنتظرته، وعاشرته... إعتادت على حضوره... وعندما حان وقت ولادتها، إنفصلت مريم عن ابنها أوّل مرّة لتضعه في مذود، لتسلّمه كغذاء للعالم... أعطت ابنها... أليس لهذه الغاية حملته؟ أعطته بالحبّ نفسه التي قبلته فيه.
إختبار مريم، بهذا المعنى، هو اختبار فريد... لأنّه ليس هناك سوى واحدة إسمها مريم. نعم مريم فريدة واختبارها فريد، وحيد وغريب. ولكن إذا كانت هناك امرأة واحدة عاشته أليس ذلك لتسمح لكلّ إنسان أن يعود فيعيش الحدث نفسه. أليس هذا موضوع إيمان وتأمّل لكلّ واحد منّا؟ ألا يريد الله، في مخطّطه (بالأمس واليوم وغداً)، أن يكون كلّ واحد منّا، رحابة، إصغاء، صلاة، شركة مع الله الحيّ، أليس ليأتي الله ويسكن فينا، فنحمله ونعطيه للعالم. أليست هذه دعوة كلّ معمّد؟ أليست هذه دعوة الكنيسة، هذه الدعوة المرتبطة بهويّتها ورسالتها؟ أليست الكنيسة هي تلك المرأة الملتحفة بالشمس، والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها إكليل من إثني عشر كوكباً، كما في سفر الرؤيا؟
أليست تلك المرأة الحامل التي ستلد للعالم ولدأً يقود الأمم؟ (رؤيا 1: 12- 18).

3- مريم الناصرية، مريم إمرأة باطنية:

في الناصرة: إنّ مريم وجدت طريقة حياة تساعد على الحياة الخفية... ولكن أيّة حياة؟
الحياة الباطنية مع يسوع. إنّها حياة مليئة، مفرحة، حياة باطنية مكثّفة، حياة مغمورة بالحبّ والحضور، عاشت مريم مع إبن الله الذي صار إبنها، عاشت تحت نظره ونما تحت نظرها... إنّها لنعمة كبرى، إنّه لفرح عظيم!...
إسألوا الأمّهات بينكم، إسألوا مريم، لنسأل قلوبنا، نحن الذين تذوّقنا شيئاً من هذه الحياة الباطنية. لا شيء يساوي تلك الحياة، لا شيء...

4- مريم المؤمنة، إبنة إبراهيم:

على الطرقات كالرحّالة وكاللاجئة: "تركت" مريم مكان إقامتها ثلاث مرّات. تركت كما ترك أباها إبراهيم، وراحت تبحث عن مأوى. عاشت التخلّي واحتاجت للراحة والأمان... ولكنّها عاشت طاعتها لله وللبشر: حين ذهبت لتتمّ شريعة أوغسطس قيصر، وفي الطريق وضعت للعالم إبنها البكر... الله يزور الأرض... أرضه... جاء إلى خاصّته ولكنّ خاصّته لم تعرفه... لأنّها كانت مهتمّة بأمور هذا العالم... إنّه لألم كبير للأمّ كما للإبن...! ولكنّ مريم "الرحّالة" هي هنا... فالذين قبلوه أعطاهم أن يصيروا أبناء الله... بدل أن يستقبل الناس هذا الطفل بالهدايا، قدّم لهم هو هديّة البنوّة... ما عساه أن يكون هذا الطفل، طفل تلك المرأة؟
في أورشليم... وفي البحث عن الكنز المفقود: "يا بُني لما صنعت بنا ذلك؟ أنا وأبوك نبحث عنك متلهّفين" (لو 2: 48).
مريم التي إئتُمِنت على كنز السماء والأرض، ها هي تفقده... إنّها متلهّفة، إنّها متألّمة... إنّها في حيرة كبيرة وعجز! وحين وجدته، لم تفهم كثيراً ما حدث... ولكنّها حفظت كلّ شيء في قلبها... إلى حين كشف السرّ.
على طرقات الجليل... على خطى ابنها: "أمّك واخوتك في الخارج يسألون عنك" (لو 8: 19- 21).
ها إنّ الطفل ينمو ويكبر. مريم الأمّ التي حملت يسوع نراها تحوّلت إلى تلميذة. أصبحت تلميذة ابنها وابنها أصبح معلّمها. هي التي ولدته، يلدها هو اليوم كمثال للتلميذ الذي يصغي لكلام الله ويسمح لهذه الكلمة أن تلده.

5- مريم - حضور، مريم أمّ وشاهدة:

في عين كارم، "تعظّم نفسي الربّ"... عند خالتها أليصابات... مريم الرشيقة... مريم انطلقت لتشارك نسيبتها في فرح هذا السرّ المشترك... لتشاركها فرحها، نعم، ولكن أيضاً لتخدم... هي الصبيّة راحت تخدم تلك التي شاخت... مريم، حاملة الحياة، أصبحت من ذات فعلها خادمة البشر، مثال خدّام الإخوة، بعد أن كانت خادمة الربّ!
في قانا: "لم يَعُد لديهم خمر... إفعلوا ما يأمركم به" (يو 2: 3- 5).
مريم أظهرت دورها كأمّ للخليقة، حين استبقت الساعة وطلبت من ابنها: إنّها أمّ يسوع، ولكنّها أمّ الذين أخذوا يلمسون البؤس... إنّها المرأة التي ترى، والتي تهيّئ، التي تشعر وتتعاطف مع الإنسان... المرأة الخفيّة والفعّالة التي تخدم وتنصح وتطالب بحقّ الضعيف... إنّها المرأة التي تعرف كيف تختفي وهي حاضرة، إنّها حبّ وحضور...
على أقدام الصليب: "قرب الصليب كانت واقفة أمّه" (يو 19: 25).
مريم المداومة والمثابرة والجريئة... مريم الإنسانة والحسّاسة... مريم الأمّ صاحبة القلب المطعون والروح المنسحق، والجسد المنحني... مريم شهيدة الحبّ، شهيدة قرب ابنها الشهيد... مريم هي المتضامنة مع الإنسانية المتألّمة، مع كلّ المجرّبين في الأرض في كلّ الأوقات وكلّ الأمكنة... مريم واقفة على أقدام الصليب... في الآلام والحبّ إلى أقصى حدود، إنّها تعطي ابنها، وتلد معه الكنيسة... وكلّ البشرية المخلَّصة.
زمن القيامة: فكما كانت مع ابنها على أقدام الصليب، هي معه في فرح القيامة... "طوبى لمن يؤمن دون أن يرى!" (يو 20: 29).
زمن العنصرة: "مريم كانت هناك في العلّية" (أع 1: 14).
مريم كانت حاضرة... في قلب جماعة الرجال التي تتحضّر للإنطلاق في رسالتها. مريم، كما في قانا، هي هنا، إنّها تشدّد، تقوّي وتشارك التلاميذ - الرسل فرحهم، تشجّع، تفتح لهم أبواب العلّية وتدفعهم للخروج، على طرقات الناس...
مريم!!! الشفّافية...
إنّها ترى، تستبق الأمور، وتعطي الحاجة الملحّة.
إنّها تفهم في قلبها، وتتحاشى بلباقة، الظروف الصعبة.
إنّها تشعر، تشجّع وتغمر في ظلّ جناحيها من هو ضعيف...
إنّها تستقبل وتصغي بتعاطف، تشعر بالآخر.
إنّها تسهر، تحمي وتنظر أبعد من الأمور الحاضرة والمنظورة.
إنّها تشاركنا حالتنا البشرية، فرحنا وأتعابنا.
إنّها تخدم، تعذر وتصبر.
إنّها قريبة ولكنّها خفيّة.
إنّها تعزّي، تقود، وتصلح ما قد هُدِّم.
إنّها تفرح لفرحنا وتحزن لحزننا.
إنّها بكليّتها جسد من جسدنا...
إنّها تحبّ وترجو.
إنّها مختارة بين كلّ النساء، إبنة شعب يسير ويتقدّم لتكون له وأمامه المثل والقدوة.
إنّها باب السماء...!!!
ما الذي لم تعشه هذه الإبنة التي من أرضنا؟
الإستقبال والعطاء.
الثقة والتسليم لسرّ كبير.
الحياة الخفية وحياة الخدمة.
تجربة التهجير والتعب.
تجربة القلق والخوف.
تجربة صليب ابنها، تجربة ولادة الكنيسة.
فرح القيامة.
فرح ملء الروح، فرح الإرسال، فرح ولادة الكنيسة.
أخيراً فرح اللقاء النهائي بالآب وبابنها وبالروح القدس عروسها.
هكذا عاشت مريم، هكذا تعيش الكنيسة منذ ألفي سنة وهكذا ستعيش إلى الأبد...
هكذا حوّلت مريم كلّ حدث إلى عيد، إلى احتفال مفرح، لأنّها عاشت كلّ ذلك معه وبقربه ولأجله...
محورت حياتها وكيانها ورغبتها حول شخص ابنها، المسيح. (لننظر كيف نصلّي المسبحة انطلاقاً من أسرار المسيح: أسرار الفرح، الحزن، المجد). ولهذا السبب كان لكلّ حدث لون وطعم خاصّ، طعم حضور الله المكثّف في حياتها... لأنّ حياتها كانت ملء حياة، والفضل بذلك "للحياة"، "للعطية" المقبولة والمقدّمة لكلّ بشر... لأنّ مريم أحبّت ابنها وأحبّت كلّ إنسان بابنها... لأنّ مريم لم تكن سوى حبّ... لم تكن سوى كتلة حبّ صافي وطاهر... أكان بإمكانها أن تكون غير ذلك بقرب "الحبّ"؟

بعض النقاط العملية لنا اليوم:

مريم هي مثال المرأة، مثال السيّدة العظيمة الرائعة بحضورها الصامت، المنفتح والمستقبِل. تعلّمنا كيف نعيش هذا الحضور، نحن المعرّضون للحكم على الآخرين، لانتقاد من هم حولنا (الآخرين، الأقربين، البعيدين، الكنيسة...)، مريم في قانا تبقى لنا المثال الذي نقتدي به.

1- مريم هي مثال الطاعة والإنقياد والطواعية... بإيمانها وإصغائها، طاعتها وخوفها... كم من الظروف في حياتنا اليومية إذا حوّلناها إلى مريم تتغيّر، وخاصّة إذا تأمّلنا ذلك الوجه الجميل، وجه "ستّ الكلّ" وسمعنا بعضاً من نصائحها...

2- مريم هي مثال الإنسان المصلّي، لأنّها تعيش بتناغم مع الروح القدس... أليست هي عروسه المحبوبة؟... من حميميتها مع الروح، علينا جميعاً أن نتعلّم. لندخل في مدرستها فتنفتح أمامنا وفي قلوبنا أبواب السماء وتظهر نجمة الصباح في وسط ظلماتنا.

3- مريم، مثل ابنها، هي صلة الوصل بين الأرض والسماء. يكفي أن نلتجئ إليها لتنفتح لنا وللكنيسة والعالم أبواب الرجاء. مريم هي قريبة. مريم لم تخيّب يوماً من التجأ إليها.

لنأخذ مريم إلى بيتنا كما فعل يوحنّا: "وأخذها يوحنّا إلى بيته" (يو 19: 27). لنأخذ مريم إلى بيتنا اذا أردنا أن نعيش في حميمية الآب والإبن والروح القدس.


الأخت ماري أنطوانيت سعادة
راهبات العائلة المقدّسة المارونيات


http://www.ayletmarcharbel.org/taalim2retreat.htm


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مريم، أمّ الكنيسة... عاشت، تأمّلت واحتفلت بسرّ المسيح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: المنتديات الروحية Spiritual forums :: منتدى الأيمان (الدين والروحانيات ) Forum of faith (religion & spirituality)-
انتقل الى: