الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1467تاريخ التسجيل : 21/12/2009الابراج :
موضوع: الجاسوس الثلاثي وكتابه الفاضح ....مخابرات و تجسس الأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 23:56
الجاسوس الثلاثي وكتابه الفاضح
القسم: مخابرات و تجسس | الكاتب: مهند خليل-سيرياديز | --------------------------------------------------------------------------------
منذ وجود(أولنغ بنكوفسكي) في المخابرات السوفيتية وهو يرغب بالتعامل مع المخابرات الأمريكية، بعد أن ضاق ذرعاً من مرؤوسيه الذين لا يكفون عن الضغط عليه في الطلبات مقابل دفع مبلغ زهيد من المال، فاستغل فترة وجوده في أنقرة عام 1955 وقدم نفسه إلى بعض عملاء المخابرات الأمريكية، عارضاً خدماته، ولكن طلبه في حينه قد رُفض لأن فرع المخابرات الأمريكية في السفارة اعتبره جاسوساً مزدوجاً، وتخوّف من التعامل معه، لتقوم المخابرات البريطانية بتجنيده لصالحها، فقدم لها خدمات كبيرة ومهام جليلة، ما جعل المخابرات الأمريكية تشعر بالندم لتفريطها به.. فسعت إليه بواسطة عملائها في موسكو وتعاملت معه حتى عام 1963، حيث كشفته المخابرات السوفيتية، وجرى إعدامه في موسكو بعد أن كان زوّد المخابرات الأمريكية ومن قبلها البريطانية بمعلومات (قيّمة) عن الاتحاد السوفييتي، وكان يسلم بعض هذه المعلومات إلى عملاء المخابرات الأمريكية والبريطانية في موسكو، وبعضها الآخر أثناء سفره إلى الدول الغربية بمهمات دبلوماسية، ونتيجة للمعلومات الغزيرة التي قدمها بنكوفسكي للمخابرات الأمريكية قامت بالإيعاز إلى شركة (دوبلداي وشركاه) للنشر في واشنطن بإصدار كتاب باسمه "أوراق بنكوفسكي"، تضمن معلومات قيل إنها بقلمه، تتضمن النواحي الدقيقة والأسماء والتواريخ لنشاطات أغلب الأجهزة السوفيتية الرسمية ومنها المخابرات السوفيتية وأسماء عملائها في الغرب، ويزعم بنكوفسكي أنه حصل على هذه المعلومات من نوادي المجتمع السوفيتي والسهرات الراقصة التي كان يشترك فيها في السفارات الأجنبية بمناسبات أعياد الاستقلال، ومن الفنادق الفخمة في موسكو لدى مرافقته أو حضوره الاجتماعات التي كانت تعقد مع الوفود الشيوعية والصديقة للاتحاد السوفييتي، هذا بالإضافة للمعلومات الفاضحة عن بعض الشخصيات المهمة ومنهم (خروشوف)، إذ زعم الكتاب بأنه كان مغرماً بزوجة أحد وزرائه ويبادلها الغرام.. وعلى أصداء هذا الكتاب أخذت المخابرات السوفيتية بالتشكيك بما فيه، معتبرة أن بنكوفسكي لم يكن متزناً، بينما ردت المخابرات الأمريكية والبريطانية بأنه عميل له وزنه وخطره، وله اتصالاته حتى بين كبار المسؤولين في الحزب الشيوعي، وأكدوا على حقيقة اختياره العمل لصالح أمريكا وبريطانيا لأنه كان يعتقد أن سياسة الحكومة السوفيتية سوف تودي بالعالم إلى حرب ذرية شاملة. وفي آخر الكتاب يظهر للعالم أن (خروشوف) قد تآمر على الحزب عام 1960 بخصوص جدار برلين، وكررها مرة ثانية في كوبا عام 1963 بالمجابهة مع أمريكا. واختتم الكتاب بأن الحكام الجدد للاتحاد السوفييتي سوف يتآمرون مرة ثالثة على الحرب إذا اعتقدوا أن مؤامرتهم سوف تنجح وتثمر دون رد فعل سريع من الغرب، خصوصاً أمريكا.