الارهابيون الذين استهدفوا المسيحيين في كنيسة سيدة النجاة يسعون بعملهم هذا الى الاساءة للتنوع والتعايش الذي يعيشه مجتمعنا.واذا كان *** قد استهدف مكوناً عراقياً اصيلاً ،فأن الارهايين يوزعون الموت على العراقيين بلا استثاء وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق لابد ان توفر الحكومة واجهزتها الامنية اجراءات امنية خاصة لاماكن العبادة لتوفير الامن والامان لمرتاديها.في هذه الايام التي يتعرض فيها العراقيون الى موت عاجل واخر اجل وبكل فئاتهم ومكوناتهم القومية والدينية و** ،لابد من الالتفات الى ماتتعرض له الاقليات الدينية في العراق من اضطهاد وتهجير قسري ومصادرة للاملاك ،في محاولة لتحويلهم عن دياناتهم .هكذا يتعرض المندائيون والمسيحيون للاضطهاد والتهميش ،والحرمان من المشاركة السياسية والاقتصادية،فضلا عن تعرضهم للموت في الكثير من الاحيان .هل كان يمكن أن تصل الاوضاع بأقدم مكون مِن مكونات الشعب العراقي الكلدان والآثوريين والسريان وكذلك الصابئة المندائيين لايستطيع احد ان يطاوله في عراقيته وعراقته، الى هذا المُستوى مِن الاستهانة بهم وتجاهل وجودِهم الى حد انكارهم ؟ هل يمكن انكار الاباء الدومينكان،من اوائل من ادخل الطباعة الى العراق ،ودورهم في تأسيس المسرح في العراق ،ودورهم في الترجمةاو انستاس ماري الكرملي،او جميل جرجيس،وكوركيس عواد ،وميخائيل عواد ،ويوسف عبد المسيح ثروت ودورهم في الحياة العراقية وتطورها؟هل يمكن انكار الدور الوطني للصابئة المندائيين وماقدموه للثقافة العراقية؟ هناك من يحث الخطى باتجاه إيذاء العراقيين من المسيحيين والمندائيين بطرق عِدائية سافرة وبشتى الطرق التي تمارسها الجماعاتُ السلفية التكفيرية ،لزرع الفتنة والاساءة للعلاقات الاخوية بين العراقيين من غير المسلمين ،والتي ترسخت عبر عصور النضال الوطني. انه مخطط تآمري ارهابي يهدف الى افراغ العراق من سكانه الاصليين المسيحيين والصابئة المندائيين، ان عملية ايذاء المسيحيين والصابئة المندائيين في العراق شهدت تصعيدا خطيرا بعد سقوط بغداد على يد قوات التحالف حيث استغلت ذلك قوى ارهابية غريبة من خارج الحدود دخلت فشقت الصف الوطني وزرعت الفتنة الطائفية. كما ان سيطرة الميليشيات ** على بعض مناطق العراق وخاصة المناطق ذات الكثافة السكانية المسيحية، زاد من حجم الإيذاء، ففي العاصمة بغداد وفي مناطق الدورة والسيدية وحي العدل والبياع والنعيرية والكرادة والمعلمين وغيرها حدثت عمليات تهجير وقتل مكثفة جدا ما الجأ المسيحيين الى الفرار بارواحهم الي مناطق اكثر أمانا كسهل نينوى ومنطقة كردستان العراق ،وحدث نفس الشيء مع الصابئة المندائيين .حيث قامت عناصر من ميليشيات طائفية وارهابية مسلحة بتهديدهم وتخيرهم بين اعتناق الإسلام اوالرحيل او القتل. وفي ظل التنوع الديني والقومي الذي يعيشه العراق،هناك أعتراف قانوني دستوري يعامل المواطنين من خلاله على خط واحد من المساواة بغض النظر عن الاختلاف الديني والقومي،اذ لابد من احترام التنوع مجتمعيا من خلال اشاعة ثقافة التسامح واحترام الاختلاف الديني والقومي،فضلا عن الرعاية والاهتمام التي لابد ان توليهما مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لثقافة المكونات العراقية وتنمية هذه الثقافة ونشرها لتحقيق القبول المجتمعي،ومد جسور التفاهم والقبول بين جميع المكونات العراقية،من اجل الخلاص من عوامل الريبة والشك والصور النمطية التي تحاول بعض مؤسسات الضبط الاجتماعي اشاعتها،وماينتج عنها من فرقة وتشرذم،وبالتالي اقامة حواجز نفسية بين الجماعات العراقية.