الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8399تاريخ التسجيل : 25/12/2009الابراج :
موضوع: مريم العذراء وشيوخ الاسلام يتجاهلون غزو سيدة النجاة الجمعة 5 نوفمبر 2010 - 22:20
مع ان تغطية الفضائيات العربية " لغزوة " القاعدة التي استهدفت كنيسة سيدة النجاة في العاصمة العراقية بغداد كانت مقتضبة وتركزت على بث بعض اللقطات التي تظهر فيها صور الكنيسة شبه المدمرة ولقطات اخرى لمارة مرعوبين كانوا يقفون قبالتها دون اجراء اية مقايلات مع المصلين الذين نجوا من الموت فقد ضربت صفحا عن الاعلاميين الذين تواجدوا في مكان الحدث وقلت ربما تصرفوا على هذا النحو من اللامبالاة لان المكان المستهدف هو " وكر للكفر والشرك " حسبما جاء في البلاغ الجهادي للدولة العراقية الاسلامية وليس مسجدا اسلاميا حتى تتم التغطية الاعلامية بشكل مكثف وحتى يعرف القاصي والداني في الكرة الارضية بان ثمة حرب صليبية يشنها الغرب الصليبي ضد اماكن العبادة الاسلامية وضد الموحدين المؤمنين رغم ذلك فقد تمكنت وانا جالس قبالة شاشة التلفزيون متابعا لمشاهد الغزوة ان اتخيل تفاصيلها على النحو التالي : قبل وصول مجاهدي القاعدة الى الكنيسة كان ابونا الخوري الذي قاد قداس الاحد قد انتهى من القاء موعظته المعتادة التي غالبا ما تحث المؤمنين المسيحيين ان يحبوا مبغضيهم واعدائهم دون استثناء لاشدهم كرها للنصارى امثال ابن لادن والظواهري وابو محسود والقرضاوي و الدكتورالحوا وغيرهم ثم اخذ ابونا يردد مع المصلين صلاة " ابانا الذي في السماوات" ثم صلاة " السلام عليك يا مريم " وما ان انتهى ابونا من تلاوة صلواته حتى مد يديه الى الامام مباركا الرعية ضارعا الى العلي القدير وداعيا مريم العذراء وابنها الوحيد يسوع على التوالى ان يحفظوا الرعية من كل سوء وان ينجوهم من خبائث الشيطان الذي هو شرير وماكر في كل الاحيان وكان الكورس يقطع ايتهالات ابونا بلازمة " استجب يارب , يا رب ارحم " فجاة يدوي الرصاص داخل الكنيسة مصحوبا باالصرخات الجهادية " الله اكبر الله اكبر الموت للكفار المشركين " هنا يقطع ابونا صلاته ويتوقف الكورس عن الانشاد والترنيم ثم يلتفت الجميع باتجاه مصدر الصوت لاستجلاء الوضع ولمعرفة الدوافع التكتيكبة والاستراتيجية التي حفزت المجاهدين على اقتحام الكنيسة . في تتابع المشاهد الدرامية رايت سبعة مسلحين يصوبون رشاشاتهم باتجاه المصلين ثم سمعتهم يصرخون قائلين " انبطحوا ايها الكفار الانجاس على الارض الزموا الارض واي واحد منكم يتحرك او يحاول الهرب سينال رصاصة في راسه " احد المهاجمين يقاطعه قائلا " بل ساقطع راسه ذبحا بهذه السكين هل نسيت ان هولاء النجس لا يستحقون الا الذبح " يحاول الخوري ان يتقدم باتجاه المهاجمين ربما لاقناعهم بان المصلين هم مواطنين عراقيين مسالمين ولا دخل لهم " بالعملية السياسية ولا بالكتل السياسية المتصارعة على كرسي السلطة " ولكن قبل ان يخطو خطواته الاولى عاجله احد المهاجمين بصلية من رشاشه فخر ابونا صريعا على الارض ولفظاعة المشهد حاولت احدى النساء ان تهرب من احد ابواب الكنيسة حاملة على ذراعيها طفلها الرضيع ومرة اخرى لعلع رصاص المجاهدين مصحوبة بصيحات الله اكبر الله اكبر فسقطت المراة ميتة على الارض والى جانبها طفلها الرضيع ، ظل الطفل يبكي لبعض الوقت ولم يتوقف عن البكاء الا عندما دنا منه احد الماهجمين ثم امسك براسه واخذ يجز عنقه بسكين من الوريد الى الوريد . في المشهد الاخير للمذبحة رايت العشرات من رجال الامن الاشاوس يقتحمون الكنيسة من ابوابها ثم يطلقون رصاصهم باتجاه اي شيء يتحرك يستمر تبادل اطلاق النار بين الهاجمين ورجال الامن لبعض الوقت يحاول بعض المصلين الهروب من ابواب الكنيسة ولسوء حظهم كان المهاجمون لهم في المرصاد فحصدوهم برصاصهم قبل ان ينجوا بانفسهم ثم رايت اثنين من رجال الامن يركضون باتجاه احد المهاجمين لنزع سلاحه ولكنه قبل ان يلقوا القبض عليه كان قد ضغط على زناد حزام ناسف لفه على خصره ففجر نفسه " فاستشهد على الفور وفاضت روحه صاعدة الى باريها " وهنا اذا شئت ان ادليى برأيي بهذا الشأن فلا اظنه قد فجر نفسه تحاشيا لاسره وانما استعجالا لذهابه الى جنات النعيم وحيث تنتظره وعلى احر من الجمر الحور العين والغلمان المرد المخلدين. كنت قد طردت من مخيلتي اللقطات الاخيرة لمذبحة كنيسة سيدة النجاة عندما بدأ قارىء النشرة الاخبارية يتلو البلاغ العسكري الصادر عن دولة العراق الاسلامية ولاهميته في الكشف عن اهداف المهاجمين وعن المسوغات الدينية التى استند اليها " المجاهدون " لاقتراف هذه المذبحة البشعة اعيد كتابته كما ورد في الحرف الواحد : بتوجيه من وزارة الحرب بدولة العراق الاسلامية ونصرة لاخواتنا الاسيرات في ارض مصر المسلمة وبعد تخطيط واختيار دقيق صالت ثلة غاضبة من اولياء الله المجاهدين على وكر نجس من اوكار الشرك التي طالما اتخذها نصارى العراق مقرا لحرب دين الاسلام وارصادا لمن حاربه فتمكنوا بفضل الله ومنة منه من اسر المجتمعين فيه والسيطرة على مداخله بالكامل وان المجاهدين في دولة العراق الاسلامية يمهلون كنيسة مصر النصرانية المحاربة وراس الكفر فيها ثمانية واربعين ساعة لتبيان حال اخواتنا في الدين المأسورات في سجون اديرة الكفر وكنائس الشرك في مصر واطلاق سراحهن والاعلان عن ذلك عبر وسيلة اعلامية تصل الى المجاهدين في فترة الامهال ويشمل بهذا الانذار من كانت له مسكة عقل من رؤوس النصارى وكنائسهم ومنظماتهم في بلاد العالم ممن له تاثير على تلك الكنيسة والضغط عليها والا فلن يتردد ليوث التوحيد في تصفية الاسرى الحربيين من نصارى العراق ولتنفتح بعد ذلك في هذه البلاد وغيرها ابواب تبيد باذن الله خضراءهم وتكسر شوكتهم وتلزمهم الصغار الذي كتبه الله عليهم وتجعلهم عبرة لكل من ركبه الشيطان فصد عن دين الاسلام وتجرأ على كتابه ونبيه وليعلم المشركون النصارى بكل مللهم ممن غره بهذا الدين العزيز تخاذل المحسوبين عليه فتملأ على حرب الاسلام وجعل من كتاب الله وشخص رسوله غرضا للاستهزاء والاستهانة . اذا الهدف من هذه المذبحة كما يستدل من الييان هو هدف اسلامي نبيل ويتمثل في فك اسر كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين المحتجزتين في احد الاديرة المصرية وسنصدق ما جاء في البيان لولا ان بعض الايات الدينية تحض على قتل المشركين ولولا ان بعض الاحاديث الصحيحة تحض ايضا على طرد المشركين من الجزيرة العربية لتبقى بذلك دار الاسلام نقية مطهرة من المشركين طبعا لا اظن احدا سيصدق ما جاء في البيان اللهم الا البسطاء والسذج من المسلمين لان الهدف الذي حرك هؤلاء المجرمين لتنفيذ جريمتهم لم يكن اطلاق سراح المرأتين المحجوزتين كما ادعوا وانما لاشاعة الرعب في اوساط نصارى العراق ولدفعهم للهرب من العراق باتجاه دول اكثر امنا واستقرارا من العراق وحيث لا يوجد شيوخ وائمة يوظفون نصوصا دينية تحض على قتل المشركين . ومع ان هذه الجريمة واضحة في اهدافها و في دوافع مرتكبيها فلا زلنا نسمع من يؤكد من الساسة والمعلقين السياسيين العرب بان انفصال جنوب السودان مثلا عن شماله تقف وراءه الامبريالية والصهيونية وليس اصرار الترابي و عمر البشير على تطبيق الشريعة و بأن دين الدولة هو الاسلام رغم معارضة و رفض سكان الجنوب الذي تدين غالبيتهم بالديانة المسيحية ولا يرون حلا لمشاكل السودان ولا نهاية للصراعات الدينية بين الشمال والجنوب الا بعلمنة الدولة ومناهج التعليم . في العملية ***ية استوقفني ان كبار شيوخ الاسلام مثل القرضاوي و الزغبي ومفتى الديار السعودية وغيرهم من كبار الشيوخ الاجلاء انهم لم ينبسوا ببنت شفة استنكارا وتنديدا بمرتكبي الجرية وكما نراهم ينددون ويستنكرون ويملأون الاجواء ضجيجا عندما يرسم احد هواة الرسم رسما كاريكاتوريا يسىء من وجهة نظرهم للرسول او عندما تسن احدى الدول الاروبية قوانين تمنع بموجبها على طلاب مدارسها استخدام الرموز الدينية الى غير ذلك من الاجراءات التي يعتبرونها مسيئة للاسلام فهل تراهم صمتوا شماتة بالكفار وتعاطفا مع مجاهدي الدولة الاسلامية في العراق ام انهم لن يلبثوا ان ينددوا بها مؤكدين كما جرت العادة بان المنفذين للعملية هم من المتطرفين الاسلاميين الذين يجهلون تعاليم الدين الاسلامي السمحاء. ان يلتزم الشيو خ الافاضل بالصمت ليس امرا مثيرا للاستغراب مايثير دهشتي على الاقل ان "المجاهدين" كانوا يحصدون المصلين برصاصهم فيما كانت مريم العذراء تطل على المشهد بعيون حزينة فهل هذا يكفي لانقاذ ارواح مؤمنين راهنوا عليها سيدة للنجاة ؟
التعليق على المقالة (ملاحظة هامة : يرجى كتابة عنوان المقالة واسم الكاتب)