الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1467تاريخ التسجيل : 21/12/2009الابراج :
موضوع: ماذا تعرف عن صوم نينوى ؟ من كتاب المواعظ الإثنين 25 يناير 2010 - 10:58
من كتاب المواعظ بقلم اثناسيوس أفرام برصوم مطران بيروت وزحلة
صيام نينوى ـ ألبـاعـوث والنـبي يـونـان
سمي كذلك نسبة إلى مدينة (( نينوى ))عاصمة الآشوريين ، وهي اليوم أطلال بجوار مدينة الموصل بشمال العراق . وقد صامت هذه المدينة لمدة ثلاثة أيام بعدما أنذرها يونان النبي ابن أمتّاي أيام ملكها تغلاثفلاسر، وذلك حوالي عام 825 قبل ميلاد الرب ، وهو لمدة ثلاثة أيام ويبدأ قبل الصيام الخمسيني الكبير بعشرين يوماً ، ومنها اقتبسته بعض الطوائف الشقيقة مثل الأرمن والأقباط أيام البابا أبرام بن زرعة السرياني عام 968 ميلادية . والقصة كما هي واردة في العهد القديم ، أن أهل نينوى ازدادت شرورهم فأراد الرب إنذارهم بواسطة النبي يونان بن أمتّاي وكان في أيام الملك يربعام الثاني بن يوآش ، وكان يونان من قرية(( جث حافر )) في شمالي فلسطين . وعندما أمر الرب يونان أن ينطلق إلى (( نينوى )) عاصمة الآشوريين ويعلن عن خرابها بسبب شرورها خاف ، وحاول أن يتملص من هذه المهمة الصعبة فهرب في سفينة منطلقة إلى ترشيش( وهي مدينة فينيقية في اسبانيا ) فحدث في البحر نوءٌ عظيم عزا البحارة سببه إلى يونان الهارب من وجه آلهه كما كان قد أخبرهم ، فألقوه في البحر فابتلعه حوت كبير مكث في بطنه ثلاثة أيام ،وفي الأخير لفظه الحوت ورماه على ساحل البحر . فاقتنع يونان بأن ذلك كان عقاباً له لعصيانه أمر الرب ، فانطلق إلى نينوى وأنذر سكانها بخراب مدينتهم العظيمة وغادرها إلى ظاهرها وهو ينتظر خرابها . فكان أن صامت المدينة بأسرها وتابت ، حتى الصغار والحيوانات صاموا ، فغفر الرب لهم وعفا عن سيئاتهم ، إلا أن يونان اغتم لذلك متوهما بأن مصداقيته لدى أهل المدينة اهتزت . فظل في مكانه مغتماً وهو يراقب المدينة وكان الجو حاراً عندما غفا ، فأنبت الرب يقطينة نمت بسرعة وظللته فارتاح ، إلا أنه وهو نائم أيبس الرب اليقطينة فضربت الشمس رأس يونان فاستيقظ مزعوجاً ، فخاطبه الرب قائلاً : (( إذا كنتَ قد حزنت على يقطينة إشفاقاً عليها ، أفلا أشفق أنا على مدينة عظيمة كنينوى يقطنها هذا العدد الكبير من الناس ؟ )) . حدث هذا في العهد القديم ، في القرن التاسع قبل الميلاد ، أما في العهد الجديد فأن أبناء الكنيسة ورعاتها ، رأوا أن تصوم الكنيسة مثل أهل نينوى عندما تعرضت الكنيسة للضيق والاضطهاد . من ذلك مثلا ما فعله القديس ماروثا التكريتي المتوفى عام 649 ميلادية عندما تعرضت تكريت لغزو خارجي ، فإن هذا الراعي الصالح طلب من أبناء رعيته أن يصوموا لمدة ثلاثة أيام نظير أهل نينوى، فصاموا ولجأوا إلى كنائس المدينة وانصرفوا إلى الصلاة وتناول القربان ، وكان الأسقف القديس خلال ذلك يرأس الخدمات وفي نفس الوقت يفاوض الغزاة الذين كانوا يحاصرون المدينة ، وتمكن من إقناعهم بدخول المدينة سلمياً ، وكان كذلك إذ لم ترق نقطة دم بسبب حكمة هذا الراعي الحكيم . ومن ذلك أيضاً أنه في القرن السابع الميلادي وجد في مدينة الحيرة بجنوب العراق أمير فاجر طلب بأن تنضم مجموعة من عذارى النصارى إلى حريمه . فاستولى الجزع على نصارى الحيرة ولجأوا إلى أسقفهم يوحنا الأزرق ، فطلب منهم راعيهم بأن يصوموا لمدة ثلاثة أيام مثل أهل نينوى حتى يزيل الرب هذه التجربة القاسية عنهم ، فتدفق المؤمنون إلى الكنيسة الكبرى ولجأوا إليها مع أسقفهم وهم صائمون ، وفي ما كان الأسقف يوحنا يتلو الإنجيل المقدس خلال القداس في اليوم الثالث دخلت حمامة بيضاء إلى الكنيسة ورمت بورقة على الإنجيل المفتوح وغادرت الكنيسة ، فتوقف المطران بين دهشة المصلين وفتح الورقة وقرأها بهدوء، ثم رفع رأسه وخاطب المؤمنين والبشر يعلو وجهه قائلاً : (( أبشركم يا أولادي ، لقد مات الأمير الفاجر )) . ابن العبري أحد كبار علمائنا ذكر هذا في تاريخه .وهكذا دخل (( الباعوث )) الكنيسة وسمي (( صوم نينوى))