ما يتعرض له المسيحييون في العراق : الدكتور غالب الفريجات
كاتب الموضوع
رسالة
البيت الارامي العراقي الادارة
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10384تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: ما يتعرض له المسيحييون في العراق : الدكتور غالب الفريجات الأحد 14 نوفمبر 2010 - 1:57
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ما يتعرض له المسيحييون في العراق
شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات
ما يتعرض له المسيحييون في العراق وصمة عار في جبين الاحتلال الاميركي، قبل ان يكون وصمة عار في جبين ***هاب، الذي يسود العراق، ومساندة العمليات ***هابية من عملاء اميركا، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الذي شارك في الاعتداء على الكنيسة المسيحية في بغداد، واستهداف المسيحيين لترحيلهم من وطنهم هو عمل ارهابي، يحرم العراق والعراقيين من مكون ثري وغني بالثقافة والوطنية، من اجل القضاء على النهوض والتقدم في عراق ما بعد التحرير، وهو ما يهدف اليه الاحتلال وعملائه، الذين هالهم ما وصل اليه العراق قبل الغزو والاحتلال.
في زمن الحكم الوطني في العراق كانت الاقليات الدينية والعرقية تحظى باحترام، لان النظام السياسي كانت له اخلاقه السياسية النبيلة، وكان يؤمن بالمواطنة كأساس للتعامل مع الناس، بدون اي التفات لدينهم ومذهبهم وعرقهم، ولهذا تجد ان غالبية رجال الحكم التي اعلن عنها الاحتلال على اوراق اللعب الخاصة به، كانت من **ئفة الشيعية، وكان الاستاذ طارق عزيز فك الله اسره، يحظى باحترام وتقدير عال، ولم يستطع الاكراد ان يحصلوا على حقوقهم في جميع الدول التي يتواجدون فيها الا في العراق، رغم خيانات وعمالة قادتهم.
التنوع العرقي والديني في اي بلد هو غنى للوطن، ولم يكن تدميرا ولا تفتيتا ولا ارهابا، الا في ظل الانظمة القمعية ***هابية والشوفينية و**ئفية، ولهذا كان العراق يزهو بتنوعه الديني والعرقي، في ظل نظام حكم وطني، كان يرعى شؤون الجميع كمواطنين، ولم تمر مناسبة دينية للطوائف المسيحية دون ان يشارك فيها الرئيس الشهيد صدام حسين.
قبل الغزو والاحتلال لم يكن احد يعرف ان هذا العراقي شيعي او سني او عربي او كردي، فجميع المواطنين هم عراقيون، فالانظمة الوطنية التقدمية تعمل لصالح الوطن والمجتمع عموما، والانظمة **ئفية تعلي من شأن طائفة على حساب الوطن، والانظمة الامبريالية تكره نفسها وشعوب ***ض بما فيه شعبها، فانظروا للمشهد السياسي على ارض العراق، هو مشهد مقزز بشروره وعفونة ممارساته في حق الوطن والمواطنين، وانظروا لديمقراطية اميركا في العراق، قد اكلت الاخضر واليابس في ارض الرافدين، حتى انها لم ترع حرمة الكنيسة واتباعها، التي كان بوش يتدثر بردائها في تبرير الحرب على ما اسماه ***هاب، ومن اجل تبرير الغزو والعدوان على افغانستان والعراق.
اميركا وصمة عار في جبين الانسانية، والاجدر بالمسيحيين الاخيار قبل المسلمين الاخيار، ان يقفوا في وجه تغولها وممارساتها العدوانية، لانها تعمد على تشويه الانسان، وهي من خلقت الشرور في هذا العالم، بممارساتها وبتحالفاتها مع الصهيونية، والانظمة الفاسدة في هذا الكون، ف***هاب على ارض العراق الذي طال الكنيسة واتباعها، ويستهدف تهجير المسيحيين العراقيين من وطنهم، هو نتاج الاحتلال وسياساته وممارسات عملائه، والذي ادى لقتل مليون ونصف عراقي، وآلاف العراقيين الاحرار في السجون والمعتقلات، وتشريد خمسة ملايين مواطن من بيوتهم.
الاسلام دين محبة ودين تسامح، والمسيحييون في الوطن العربي، وكما يقول عنهم شيوخنا هم مسلمون بالثقافة، وهم ابناء هذا الوطن، يشاركون اخوتهم المسلمون بالوطنية، وهم من ابناء هذه الامة، من يعتدي عليهم كأنما يعتدي على الامة جميعها.
المسيحييون العرب نزهو بهم كمواطنين، فهم من زرع ثقافة التنوير في العصور المظلمة، وهم من يساهم في بناء الامة، ولا يحق لأي كائن من كان ان يمس حقوقهم، فهم عرب اصلاء، لم يتطفلوا على الوطن، بل هم جزء اساسي من مكوناته، نشاركهم افراحهم واحزانهم، كما هم معنا في السراء والضراء، وهم يقفون مع بقية المواطنين في خندق الدفاع عن الوطن، ولم يسجل تاريخ العدوان الامبريالي الصهيوني المجوسي على العراق خيانة مسيحي واحد، في حين ان هناك من يحمل لواء الاسلام يتخندق مع العدو ضد الوطن والمواطنين، فانظروا الى افرازات الاحتلال كم فيها من هؤلاء العملاء والخونة، فهؤلاء اولى بان يتم استهدافهم والقضاء عليهم، لانهم اعداء للوطن والمواطنين، لانهم يقومون على تنفيذ مخططات الاحتلال.
***هاب الذي يستهدف المسيحيين في العراق، لايخدم الا الاحتلال وعملائه، وهؤلاء الذين يستهدفون الكنائس واتباعها في العراق يتاجرون بالاسلام، لان هذا الدين السمح لا يقبل ان يعتدى على اهل الكتاب، خاصة وانهم من اصحاب ***ض الحقيقيين، فان كان مثل هؤلاء صادقين فيما يدعوه من جهاد، فلتتوجه عملياتهم باتجاه جنود الاحتلال وجيش العملاء واجهزتهم الامنية، لان هؤلاء الخطر المهيمن على ارض الوطن، والمطلوب وطنيا ودينيا الخلاص من الاحتلال وعملائه، وخلاص العراق لن يكون الا بتحريره، بطرد الاحتلال وكنس عملائه، ومحاسبة كل الذين شاركوا في الغزو والاحتلال، بدون اي اعتبار لدين او مذهب او عرق، فهناك معايير خاصة بالوطنية يشترك فيها الجميع، وليست هي حكر على طائفة او دين او عرق، ومثل هؤلاء تجدهم في صفوف المقاومة واتباعها.
dr_fraijat@yahoo. com
شبكة البصرة
الجمعة 6 ذو الحجة 1431 / 12 تشرين الثاني 2010
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
ما يتعرض له المسيحييون في العراق : الدكتور غالب الفريجات