|
| حسام طبرة : استهداف المسيحيين.... لماذا ؟ | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
البيت الارامي العراقي الادارة
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10384 تاريخ التسجيل : 07/10/2009
| موضوع: حسام طبرة : استهداف المسيحيين.... لماذا ؟ الأحد 14 نوفمبر 2010 - 16:55 | |
| حسام طبرة : استهداف المسيحيين.... لماذا ؟
14/11/2010
|
من يظن أنه قادر على افراغ العراق من أبناء شعبه الأصلاء من المسيحيين فهو واهم ومن يعمل على ترسيخ مقولة ان مرتكبي جرائم المجموعات الأرهابية المتشددة ضد المسيحيين في العراق هم من الطيف الفلاني فهو واهم أيضا فاللعبة باتت مكشوفة وعرفها مسيحيو العراق قبل غيرهم ومصداق ذلك تصريحات أدلى بها المعاون البطريركي للكلدان المطران شليمون وردوني في 3/11/2010 " قال فيها بالنص "" لست مقتنعا تماما بإعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته" عن الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد، بل""أعتقد أن هناك دورا كبيرا أيضا للانقسامات **ئفية في البلاد "" ومعلوم ان هذا الرجل ليس في موقف يسمح له بأن يبدو وكأنه يدافع عن القاعدة وحاضناتها من مجموعات الأرهابيين الناشطة في عراق ما بعد الأحتلال والتي تنفذ أجندة ايرانية باتت مكشوفة بل انه اراد أن يؤشر حقيقة ما يجري في هذا البلد . وقد يعلم الذين يستهدفون أمن وحياة المسيحيين أبناء العراق انهم يضربون على وتر حساس ذي ارتدادات عالمية لسبب مهم لا ينبغي أن نتجاهله أو نستحي من ذكره كونه مرتبط بالجانب الديني الذي يثير تعاطف العالم المسيحي خاصة في أربع قارات من العالم مقفلة على الديانة المسيحية عدا بلدان في آسيا وأفريقيا بكل ما تمثله من قوة بشرية واقتصادية وعسكرية وامكانيات أخرى يمكن أن تفعل فعلها في التدخل برسم معالم الخريطة السياسية في العراق وعلى نحو خاص ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة على قاعدة اقصاء الطرف الذي بات يعتبر جزافا حاضنة للتنظيمات الدينية المتشددة ابتداءا بالقاعدة وانتهاءا بمجموعات تدعي انها تفرعت من القاعدة لتعمل هنا وهناك تحت رداء دين الأسلام الحنيف الذي أساءت اليه اساءات قاتلة الى أن وجدت سوقا رائجا في عراق ما بعد الأحتلال فيما هي تعمل في حقيقة أمرها لصالح أجندات تهدف الى فرض الهيمنة الأيرانية على مقدرات العراق ولا ينبغي أن يفوت على البعض ان المسيحيين هم ليسوا الخاصرة الرخوة الضعيفة في العراق لسبب لن يتجافى مع حقائق التاريخ اذا قلنا ان مسيحيي العراق وبلاد الشام ومصر هم أحفاد الموجات السامية الأولى التي انطلقت من جزيرة العرب على مدى عشرات القرون بل آلاف السنين التي سبقت الموجة الأخيرة من الساميين/العرب/ وهم يحملون خاتمة الرسالات السماوية وينشرون تعاليمها دون اكراه سيما مع الكتابيين,,, مسيحيون أم يهود أم صابئة انطلاقا من العراق حيث الوثنية في فارس شرقا وبقايا من الوثنية في بلاد الشام ومصرغربا,,, حقائق التاريخ تقول ان أرض العراق والشام كانت الأكثر ثراءا بميراث أهلها من المسيحيين كما ان هذه الحقائق تؤكد ان الأسلام لم يتعامل مع المسيحيين خاصة ومع اليهود أيضا الا من منطلق انهم أهل كتاب يتفاعل مع القرآن وفيه من المشتركات أكثر مما يحسب على المختلفات . خلاصة القول هو ان مسيحيي العراق الذين هم موضوعنا اليوم اذ يتعرضون لحملة بشعة من جرائم القتل والغدر هم أعرق من أهل الموجة السامية الأخيرة وهم أهل العراق الأصلاء ولا أظن ان كلامي هذا سيغضب أحدا أو سيخالف حقيقة موازية في مسارها التاريخي لحقيقة ان الساميين الذين عاشوا في العراق قبل الأسلام,,, منهم قبائل عربية نذكر منها تغلب وبكر وغيرهما من العرب الغساسنة,,, وفيهم من بقي على المسيحية وفيهم من لم يكن يعتنق المسيحية أصلا فاعتنق الأسلام وعلى هذا النحو كانت خريطة التداخل الديني والديمغرافي في الشام والعراق متشابكة الى درجة أن أبناء القبيلة الواحدة في صدر الأسلام كان منهم المسلم والمسيحي تماما كما نجد اليوم تداخل المذاهب بين قبائل وعشائر العراق فنرى أبناء العم بينهم الفرع الشيعي والآخر السني لا بل داخل العائلة الواحدة والبيت الواحد . فضلا عن ان الأسلام أباح للمسلم الزواج من كتابية مع بقائها على دينها وكتابها الى ما شاء الله . وظل الحال على ما ذكرناه طيلة قرون مديدة الى أن حل العقد الأول من الألفية الثالثة حيث تم احتلال العراق في نيسان 2003 من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا مؤطرا بموجة من الغضب العالمي ازاء جرائم تنظيم القاعدة بلغ الذروة بتفجيرات برج التجارة العالمي في 11/سبتمبر 2001 في نيويورك . الكل يعلم ان أصحاب العقول المتحجرة من المتشددين كانوا طرائد سهلة ابتلعت طعما ألقاه أسامة**** بين أبناء المسلمين في بلاد غالبيتها من السنة وما دفعها الى ابتلاع ذاك الطعم عوامل كثيرة في مقدمتها سياسة فرض الهيمنة الغربية وعلى نحو خاص الهيمنة الأميركية على مقدرات البلدان الأسلامية والعربية منها خاصة بحيث امتد ذلك الى خصوصيات الحياة اليومية لشعوب هذه البلدان بل وعلى تعاليم الأسلام التي روج الغرب لمجتزءات فيها من القرآن الكريم وادعى من خلالها بالبهتان المبين عدائية الأسلام لبقية الديانات السماوية وعلى هذا النحو تم اعداد الأرضية والتربة الخصبة لتفقس بيوض الفكر المتشدد ضد كل ما هو غربي / مسيحي / بين المتشددين الذين تلقطتهم القاعدة اثناء اعداد عدتها الى أن جاء الأحتلال الأمريكي للعراق . وبرز الصراع الطائفي على السلطة وكانت واشنطن هي الدافع بهذا الأتجاه لولا انها تراجعت مؤخرا فوجدت ايران فرصة ذهبية وشحذت أسلحتها للهيمنة على العراق لعلمها ان المحتل لن يبقى الى أبد الآبدين فيما هي باقية الى جوار العراق وهذه فرصتها لتغليب موقفها وموقف مناصريها في العراق ,,, فما العمل ؟ العمل تلخص في انه كان لا بد لأيران أن تضرب منافسي أنصارها من الوجهة **ئفية في العراق وتهمش دورهم وتقمع تطلعاتهم بأن تحاربهم من داخل مجتمعهم فبدأت مشروعها الهدام بتجنيد المتشددين من جهلة هذا الطيف لارتكاب كل ما يسئ الى انتمائهم الأجتماعي والمذهبي لكي تقول للعالم انه يجب تهميش وابعاد هذا الطيف حتى عن المشاركة في قيادة العراق وذلك ما بدا في محاولات لا سبيل لحصرها بدأت منذ ما قبل انتخابات 7 آذار 2010 واستمرت الى يومنا هذا متخذة مسارا سياسيا الى أن بلغت مخاوف طهران ذروتها من أن يتصدر هذا الطيف في قيادة العراق الى جانب الطيف الآخر وتصاعدت هذه المخاوف بعد فوز ائتلاف العراقية في تلك الأنتخابات فعمدت بعد فشل كل المسارات السياسية الى تفعيل الجانب الأرهابي ضد مسيحيي العراق والقاء التهمة على من ينتمون الى الطيف المنافس تحت اسم القاعدة أو بيوض القاعدة,,,,,,, التوزيع الديمغرافي للقاعدة محسوب على هذا الطيف ولكن من المعلوم جيدا أيضا ان هذا التنظيم تعامل مع نظام تصدير الثورة الأسلامية الذي تحفظ أشد التحفظ على أن تكتشف قنوات ارتباطه مع القاعدة وهي تقدم له خدمات جليلة في العراق من أهمها تدمير البيئة الحياتية للطيف الذي تعتبره كابحا لتطلعاتها في العراق وهكذا وبحكم تداعيات الفوضى التي أفرزتها حرب الأحتلال ونمثلت بشيوع البطالة بين أبناء الطيف المهمش بات الأمر أسهل على أيران لتجنيد العاطلين من الجهلة الذين تلبستهم عقيدة التشدد من أبناء هذا الطيف أو ممن ركبتهم موجة جامحة لمقاومة الأحتلال فانخرطوا وأوغلوا على غير هدى في جرائم مخزية استثمرتها ايران باتجاه تكريس واقع جديد لعزل وتهميش طائفي وترويج مقولة باتت وكأنها حقيقة وبديهة عالمية تدعي ان حاضنة تنظيم القاعدة هو طيف معين في العراق وبذلك فالجار الشرقي ضرب عصفورين بحجر أكبرهما هو التخلص من منافس لدود له على أرض العراق باتت كل جرائم القاعدة تلصق به جزافا فيما يغدق ذلك الجار مكافئاته الخيالية على مرتكبي تلك الجرائم ,,,, وبهذا قد نفهم ان الجريمة الدامية التي أدمت قلوبنا في كنيسة سيدة النجاة وسارع تنظيم القاعدة الى الأعتراف بتحمل مسئولية ارتكابها قد نفهم أولا ان تنظيم القاعدة لن يستفيد من عار الجريمة سوى انه سيزداد عارا على قائمة جرائمه أي انه بالمعنى الفلسفي الذي روج له من منطلق ديني لن يجد نفعا في خدمة الأسلام ,,,, الجهة المتضررة الوحيدة هم المسيحيون أولا وطائفة من المسلمين العراقيين يحتسب تنظيم القاعدة على حصتهم من الخريطة الديمغرافية للعراق , ولعل القرينة التي تزامنت مع تنفيذ جريمة كنيسة سيدة النجاة وما تلاها في الأيام اللاحقة من جرائم ضد المسيحيين في بغداد باتت مفضوحة أكثر حيث تصاعد وعلى نحو غير مسبوق جهد ايراني غير مسبوق لتكريس نوع جديد من الدكتاتورية **ئفية في العراق تعقدت معه سبل الوصول الى حل عقدة تشكيل الحكومة والجميع يعلم ما لجريمة كنيسة سيدة النجاة من صدى سئ على المستويات المحلية والأقليمية والدولية ضد الطيف الفلاني من العراقيين . لكننا نعود الى تصريحات المعاون البطريركي للكلدان المطران شليمون وردوني في 3/11/2010 التي قال فيها " لست مقتنعا تماما بإعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته" عن الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد، بل "أعتقد أن هناك دورا كبيرا أيضا للانقسامات **ئفية في البلاد " وفي هذه الشهادة ربما يوجد ما يسلط الضوء على حقيقة ما ذهبنا اليه وما يجري في العراق .
|
| |
| | | | حسام طبرة : استهداف المسيحيين.... لماذا ؟ | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |