واقتَرَبَ مِن أَريحا، وكانَ رَجُلٌ أَعْمى جالِسًا على جانِبِ الطَّريقِ يَستَعطي. فلمَّا سَمِعَ صَوتَ جَمْعٍ يَمُرُّ بِالـمَكان، استَخبَرَ عن ذلك ما عَسى أَن يكون. فأَخبَروهُ أَنَّ يسوعَ النَّاصِريَّ مارٌّ مِن هُناك. فأَخَذَ يَصيحُ فيَقول: «رُحمْاكَ يا يسوعَ ابنَ داود!» فانتَهَرَه الَّذينَ يَسيرونَ في المُقَدِّمَةِ لِيَسكُت. فصاحَ أَشَدَّ الصِّياحِ قال: «رُحماكَ يا ابنَ داود!» فوقَفَ يسوع وأَمرَ بِأَن يُؤتى بِه. فَلَمَّا دنا سأَلَه: «ماذا تُريدُ أَن أَصنعَ لَكَ» فقال: «يا ربّ، أَن أُبصِر». فقالَ له يسوع: «أَبصِرْ، إِيمانُكَ خَلَّصَكَ!» فأَبصَرَ مِن وَقتِه وتَبِعَه وهو يُمَجِّدُ الله، وَرأَى الشَّعبُ بِأَجمَعِه ما جَرى فسَبَّحَ الله.
الاية/35..43
الاثنين الثالث والثلاثون من زمن السنة : Lc 18,35-43 تعليق على الإنجيل القدّيس خوسيه ماريا إسكريفا دي بالاغير (1902 - 1975)، كاهن ومؤسّس عظة عن أصدقاء الله
"فانتهره السائرون في المقدّمة ليسكت، لكنّه صاح بصوت أعلى"
فلمّا أحسّ بمرور الجموع، سأل الأعمى: "ما هذا؟" فأخبروه أنّ يسوع الناصري كان يمرّ من هناك. فصاح الأعمى: "يا يسوع ابن داود، ارحمني!" أنت المتوقّف على جانب طريق الحياة، وهو طريق قصير جدًّا، ألا ترغب في أن تصيح أنت أيضًا؟ أنت الذي ينقصك النور وتحتاج إلى نِعَم جديدة لتقرّر أن تبحث عن القداسة، ألا تشعر بالحاجة الملحّة إلى أن تصرخ: "يا يسوع ابن داود، ارحمني"؟ صلاة قصيرة وحارّة يجب تلاوتها باستمرار! أنصحكم بالتأمّل بشكل بطيء في اللحظات التي سبقت هذه المعجزة، لكي تنطبع هذه الفكرة الواضحة جدًّا في روحكم: يا الفرق بين قلب يسوع الرحوم وقلوبنا المسكينة! ستساعدكم هذه الفكرة باستمرار، خاصّة في أوقات المِحَن والتجارب، وأيضًا حين يجب الاستجابة إلى متطلّبات الحياة اليوميّة وفي ساعة البطولة. فقد "انتهر كثيرون الأعمى ليسكت". أنت أيضًا، حين شعرت بأنّ يسوع كان يمرّ بالقرب منك، خفق قلبك أكثر وبدأت تصرخ نتيجة إصابتك باضطراب عميق. لكنّ أصدقاءك وعاداتك ورفاهيّتك ومحيطك نصحوك بأن تهدأ وبألاّ تصرخ: "لمَ تنادي يسوع؟ لا تزعجه!" ذاك الأعمى التعيس لم يصغِ إليهم؛ بل على العكس، صاح بصوت أعلى: "يا يسوع ابن داود، ارحمني!" والربّ الذي كان قد سمعه منذ البداية، تركه يتابع صلاته. وهذا الأمر ينطبق أيضًا عليك. إنّ يسوع يسمع في الحال نداء نفسنا، لكنّه ينتظر. هو يريدنا أن نكون مقتنعين بالكامل بأنّنا نحتاج إليه. هو يريد أن نتضرّع إليه بإصرار، كما فعل ذاك الأعمى على جانب الطريق. وكما قال القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: "فلنَتمثّل به. حتّى لو لم يمنحنا الربّ على الفور ما نطلبه منه، وحتّى لو حاولت الجماهير أن تلهينا عن صلاتنا، علينا ألاّ نكفّ عن التضرّع إليه".
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :