الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 800مزاجي : تاريخ التسجيل : 20/05/2010الابراج :
موضوع: البريد الألكتروني لم يعد وسيلة للتواصل الأنساني الأربعاء 17 نوفمبر 2010 - 1:29
البريد الإلكتروني لم يعد وسيلة للتواصل الإنساني
ربما يعد كاتب هذه المقال القصير أكثر شخص تواصل أو أرسل أو رد أو وصلته أو تجاهل رسائل (لكثرتها أو لعدم علمه بوصولها) أو صرف وقتا على البريد الإلكتروني، ولهذا فهو يتحدث بعين الخبير الذي سئم كل التقنية وبات يحن لأيام الريف البسيطة على أمل أن يعيش بهدوء مع قطيع من الأغنام في الجبال والوديان بعيدا عن البريد الإلكتروني والجوال وسكان القارة السابعة!
إن من يعتقد أن هناك من يقرأ مئات الرسائل يوميا، فهو إنسان مخطئ. لذا عليك أن تغير من استراتيجيتك في التعامل مع وإدارة البريد الإلكتروني الذي فقد بريقه وتغيرت أهدافه.
البريد الإلكتروني بات الآن وسيلة للتعريف بالنشاط الشخصي أو العلمي أو التجاري، واستكشاف الفرص للعمل أو التعاون مع الآخرين، ولذا فإنه يجب أن يتبعه اتصال هاتفي لترسيخ أي علاقة أو تعاون. أنا شخصيا لم أعد أؤمن بالبريد الإلكتروني كوسيلة للتعريف بالنشاط الثقافي والأدبي لأنني عرفت آلاف الكتاب والمثقفين عن كثب ولأن معظم رسائلهم وشخصياتهم مكررة ومملة.
مر علي مئات الأشخاص الذين يرنون علي ثم يغلقون الهاتف حتى أقوم بالاتصال بهم، فعلت ذلك مئات المرات برغم ايماني بأن من لا يملك القدرة على الاتصال الهاتفي، لن تسمع منه ما هو مفيد، بل هي طلبات أو شكاوي، الخ. كنت أبادر بالاتصال كون بعضهم أصدقاء، وفي أغلب الأحيان حياءً وشعورا بالجانب الإقتصادي للناس برغم أن كثيرا منهم هم أفضل حالا مني. بعد فترة قررت أن لا أبادر بالاتصال بأي شخص يرن علي ثم يغلق الخط.
ترى كثيرا من الناس هم بحاجة إليك، أو للعمل معك ويتبادل معك عدة رسائل دون أن تصل إلى نتيجة ودون أن يكلف نفسه الاتصال ليختصر الوقت والجهد. مر علي قبل أيام شركة محاماة معروفة في بلد عربي تطلب التعاون وفتح فرع للمؤسسة في لبنان، وأرسل صاحب الشركة رقم هاتفه، فبادرت بالاتصال به حيث كان الجوال مغلقا، ثم اتصلت بمكتبه وتركت له خبرا ليعيد الاتصال بي، وإذا به يرد على برسالة بعد أيام "أرجو الاتصال بي على رقم.." سألت نفسي إذا كان لا يجرؤ على الاتصال الهاتفي، فكيف سأعمل معه، فالمكتوب يقرأ من عنوانه! ورددت عليه بذلك وتركته لحال سبيله، لكنه استشاط غضبا عندما أظهرت له بطريقة غير مباشرة عجزه ونفسيته!
تغيرت النظرة للبريد الإلكتروني وبات من المهم أن يستخدم للعمل والتعاون المشترك الذي يصاحبه التواصل الهاتفي، لا يمكن للرسائل المتبادلة والبريد الإلكتروني أن ينجز أو يتوج عملا. لذا من المهم أن تدرك أن الرسالة التي تكتبها قد لا يقرؤها الشخص المعني وقد لا يتفاعل معها كما تتصور أو كما تريد، فرسالتك هي رسالة من مئات الرسائل التي تنهمر كالقنابل على رأسه/ها.
فتح البريد الإلكتروني بات كابوسا يتجنبه الكثيرون، لذا عليك أن تفكر كثيرا قبل كتابة أية رسالة وقبل الضغط على زر "الإرسال"!
في الختام، أرجو أن تسمح لي شخصيا ـ عزيزي القارئ ـ إن لم استطع قراءة حتى ردك أو تعقيبك على مقالي هذا لأنني لا أستخدم بريدي الخاص!