ابن داؤد ورب داؤد ـ القس ريمون سركيس

إبنُ داود ورب داود

القس ريمون سركيس

كيف أمكن لداود الملك ان يُميز المسيح كأبن ورب له؟ لقد كان لقب "أبنُ داود" من أشهر الألقاب عند اليهود التي كانت تُطلق على شخصية المسيح. وقد نظر الشعب اليهودي نظرة بعيدة وطويلة الأمد ومترقبة لحضور المخلص يوماً ما، والذي يأتي بحسب النبؤات من نسل داود. أما الملك داود فقد أعلن بنفسه بأن المسيح سيأتي بالفعل من نسله كما وعده الله بذلك. وقد تنبأ أيضاً في المزمور (110) بأن المسيح لن يكون ببساطة أبنه ووريثه فقط، بل ربه ومخلصه والذي سيحكم العالم، وليس فقط إسرائيل.

يعلن المسيح بأن الروح القدس هو الذي ألهم داود ليقول هذه الكلمات في المزمور (110): "قال الرب لربي أجلس عن يميني، لأجعل أعدائك موطيء قدميك". عرف داود الملك منذ زمن بعيد بأن المسيح الموعود به سوف لن يكون أميراً من خط الملك داود والذي سيفتح بلداناً ويحرر أُناساً مثلماً فعل داود. من خلال وحي الروح القدس، عرف داود بأن المسيح سيكون هو أبن الله الحقيقي والذي سيفدي شعبه ويُقيمهم ككهنوت ملوكي وأمة مقدسة. هكذا نقول بأن عمل الروح القدس هو الذي يكشف الهوية الحقيقية للمسيح لكل الذين يفتحون قلوبهم وعقولهم ليقبلوا هذا الكشف الإلهي.
يشير يسوع إلى نفسه بأنه هو وارث عرش داود وهو أيضاً رب داود. أما بولس الرسول فيصرح قائلاً: "لا أحد يستطيع ان يقول أن يسوع هو رب إلا الروح القدس" (1كور 12: 3). لم يأتي يسوع بجيش ليفتح الأمم، بل جاء بقوة الروح القدس ليفتح قلوب الرجال والنساء لملكوت البر والسلام والفرح (رومة 14: 17). لقد فاز بالمصالحة والحرية من أجلنا من خلال حبه المضحي وإنتصاره على الصليب.

ما معنى أن نسلم بأن يسوع هو رب؟ كلمة الرب معناها "الحاكم" أو "الملك" .. الشخص الذي يستحق الولاء ويبغي الرضوخ له. شئنا أم أبينا، فأننا حقيقة محكومين من قبل شخص أو شيئاً ما. إن رب وسيد حياتنا هو الشخص او القوة التي لها نُخضِع حياتنا بشكل كامل. يمكن أن نُحكم من قبل أمور كثيرة ... مثل (الشهوة – الجنس – الكبرياء – الحقد – حب المال – الإدمان على المخدرات والكحول .. ألخ). فقط رب واحد يُمكنه حقيقة ان يُحررنا لكي نُحِب ونُحَب كما قصد لنا ذلك إلهنا منذ البدء. فعندما نسلم بأن يسوع هو ربنا فأننا ندعوه لكي يكون هو السيد على قلوبنا والحاكم على أفكارنا وأفعالنا وعلاقاتنا وبيوتنا وعلى كل ما نفعله ونقوله. فهل الرب يسوع هو السيد والملك الحقيقي على قلبك، معطياً له حرية المُلك على كل بقعة من حياتك؟

ابن داؤد ورب داؤد ـ القس ريمون سركيس 745917

مشكورين شماشا عــزّيــزا * يوسف حودي * على هل الموضوع الرّوحاني المنقول !

خالص ودّنــــا وآحترامنـــــــا ...