يثور جدل عنيف حول تحديد التاريخ الدقيق لوصول يوسف إلى مصر. فيقول كثيرون من العلماء إنه وصل إليها في أثناء فترة حكم الهكسوس. وكان الهكسوس أجانب جاءوا من منطقة كنعان وغزوا مصر وحكموها قرابة مائة وخمسين عاما. ومع أن تواريخ حكم الهكسوس توضع عادة بعد حكم يوسف كما يبدو من ترتيب الأزمنة في سفر التكوين ولكنها تواريخ غير مؤكدة. فإذا كان يوسف قد وصل في فترة حكم الهكسوس، فليس ثمة مشكلة في رفع شأن شاب أجنبي عبقري في سلم الحكم، حيث أنهم هم أنفسهم كانوا أجانب.
كانت بلاد مصر القديمة مملوءة بالمتناقضات، فكان الناس إما ذوي ثراء فاحش بلا حدود، أو فقر مدقع. فلم يكن هناك الكثيرون من الطبقة الوسطى. وقد وجد يوسف نفسه يخدم فوطيفار أحد الأثرياء في بلاد فرعون. وكان للعائلات الغنية مثل عائلة فوطيفار، بيوت فاخرة ترتفع طابقين أو ثلاثة، لها حدائق جملية وشرفات. وكانوا يستمتعون بوسائل الترفية في بيوتهم. كما كانوا يأكلون الفاكهة اللذيذة في أطباق ثمينة، وكانت تحيط بهم الأزهار في أصص من المرمر، والرسومات الرائعة، والسجاجيد الفاخرة، والكراسي ذات المساند المنقوشة، وكان طعامهم يقدم في أوان ذهبية. كما كانت تضيء الحجرات منارات ذهبية. وكان الخدم، مثل يوسف، يؤدون عملهم في الطابق الأول، بينما كانت العائلة تقيم في الطوابق العليا.
كان يمكن ليوسف كسجين وعبد أن يرى موقفه ميئوسا منه، ومع ذلك كان يبذل أقصى جهده في القيام بأي عمل صغير يسند إليه. وسرعان ما ظهر لسيده اجتهاده وموقفه الإيجابي فرقاه وجعله مديرا لبيته. فهل تجد نفسك في مأزق ميئوس منه، في العمل أو في البيت أو في المدرسة؟ فاتبع مثال يوسف ببذل أقصى الجهد في كل عمل صغير. واذكر كيف حول الله موقف يوسف إلى النقيض تماما، والرب سيرى جهودك ويمكنه أن يعكس الظروف الصعبة.
فشلت امرأة فوطيفار في إغواء يوسف الذي قاوم هذه التجربة قائلا : "كيف أقترف هذا الشر العظيم وأخطيء إلى الله؟" فلم يقل يوسف لسيدته : "إن في هذا أذية لك!" أو "إنني أخطيء ضد فوطيفار"، أو "أخطيء إلى نفسي". فتحت الضغوط يسهل علينا تقديم مثل هذه الأعذار والتبريرات. اذكر أن الخطية الجنسية ليست محصورة بين طرفين متفقين، بل هي فعل عصيان ضد الله.
تجنب يوسف امرأة فوطيفار بقدر ما استطاع، ورفض عروضها، وأخيرا هرب منها. وأحيانا يكون مجرد محاولة تجنب التجربة غير كاف، بل يجب أن نتحول ونهرب، وبخاصة عندما تكون التجارب أقوى منا، وهذا هو الحال كثيرا في التجارب الجنسية.
كانت السجون أماكن فظيعة وسيئة الأحوال. وكانت تستخدم لإيواء العمال المسخرين أو المتهمين في انتظار المحاكمة مثل يوسف. وفي العصور القديمة كان السجناء يعتبرون مذنبين إلى أن يثبت أنهم أبرياء. وكثيرون من السجناء لم يعرضوا على المحاكم، لأن المحاكمة كانت تجرى حسب هوى الحاكم. وقد ظل يوسف في السجن سنتين قبل أن يمثل أمام فرعون، حين دعي لتفسير حلمه وليس للمحاكمة.
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: تكوين (39 / 01 – 23) قصة يوسف (3) الأحد 21 نوفمبر 2010 - 22:41
أختنا العزيزة * كريمــة عم مرقس * كانَ يوسف رجُــــلاً باراًّ يخاف الله ! فعندمــا دخل الشّيطان عقــل زوجة فوطيفـار , وأرادت أن تزنـي معَ يوسف تذكر ـ مخافــة الله ـ فتركَ لها رداءهُ ! فكافــأهُ الله بأن جعلـــه حاكمــاً فعليــاً لمصر ـ الفراعنـــة ـ وخلّــــصَ والدهُ يعقوبّ وإخوتــــهُ من مجاعــــة حقيقيّـــــــة ! موضوع متميّـــــــز جـــــداً !!! خالـص تقديرنا وآحترامنـــــــا ...
كريمة عم مرقس عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010الابراج :
موضوع: رد: تكوين (39 / 01 – 23) قصة يوسف (3) الإثنين 22 نوفمبر 2010 - 19:09