الأربعاء الرابع والثلاثون من زمن السنة : Lc 21,12-19 تعليق على الإنجيل القدّيس أوغسطينُس (430 - 354)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة العظة 306
"إنّكم بثباتكم تكتسبون أنفسكم"
أتريد بلوغ تلك الحياة حيث تصبح دائمًا بمأمن عن الخطأ؟ مَن لا يريد ذلك؟... كلّنا نريد الحياة والحقيقة. ولكن كيف يمكن بلوغ ذلك؟ وأيّ درب نسلك؟ لم تنتهي رحلتنا بعد، لكنّنا نرى النهاية منذ الآن... نحن نطمح إلى الحياة وإلى الحقيقة. والمسيح هو كلاهما. ما هو السبيل إليه؟ لقد قال: "أنا الطريق". إلى أين يقودنا؟ "أنا الحقّ والحياة" (يو14: 6).
هذا ما أحبّه الشهداء؛ لهذا السبب بالتحديد، تجاوزوا حبّ المقتنيات الأرضيّة؛ لا تندهشوا أمام شجاعتهم؛ فقد تغلّب فيهم الحبّ على الألم... لنسِر على خطاهم وأنظارنا ثابتة على مَن هو قائدنا وقائدهم؛ فإنّ كنّا نرغب في بلوغ سعادة قصوى كهذه، علينا ألاّ نخشى من سلوك الدروب الصعبة. إنّ ذاك الذي قطع علينا هذا الوعد لصادق حقًّا؛ إنّه وفيّ ولا يمكنه أن يخدعنا... ولِمَ الخشية من درب الألم والعذابات الصعبة؟ إنّ المسيح بذاته قد مرّ فيه.
وإذا بك تجيب: "لكنّه المخلّص!" اعلم إذًا بأنّ الرسل سلكوا ذلك الدرب أيضًا. فتُجيب مجدّدًا: "كانوا رسلاً!". أعرف ذلك. لا تنسَ أنّ عددًا كبيرًا من الرجال مثلك سلكوا ذلك الدرب بدورهم...؛ ومن النساء أيضًا...؛ ومن الأطفال، ومن الشابّات. فكيف يكون ذلك الدرب صعبًا بعدما وطئه هذا العدد من المارّة وجعلوه سهلاً؟
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :