كان السحرة والحكماء موجودين دائما في قصور الحكام قديما. وكان من مهام عملهم دراسة الفنون والعلوم المقدسة، وقراءة النجوم، وتفسير الأحلام والتنبوء عن المستقبل، وممارسة السحر. وكان أولئك الناس ذوي قوة ونفوذ (انظر خر 7: 11، 12). ولكن قوتهم كانت شيطانية، وعجزوا عن تفسير حلم فرعون، ولكن الله أعلنه ليوسف في السجن.
قد تأتي أعظم الفرص في أقل الأوقات انتظارا لها. أحضر يوسف في عجلة من السجن وأوقف أمام فرعون. هل كان لديه وقت للاستعداد؟ نعم ولا! لم يكن لديه أي إنذار بأنه سيخرج فجأة من السجن لكي يمثل أمام الملك لاستجوابه، ومع ذلك كان يوسف مستعدا لأي شيء لأنه كان على علاقة صحيحة بالله. فلم تكن معرفة يوسف بالأحلام هي التي أعانته على تفسيرها، بل معرفته بالله. فكن مستعدا للفرص بالمعرفة أكثر عن الله، وعندئذ تكون مستعدا للتعامل مع أي شيء يعترض طريقك.
بعد أن فسر يوسف حلم فرعون، قدم له خطة للأربعة عشر عاما التالية. فالطريقة الوحيدة للتغلب على الموت جوعا هي التخطيط الدقيق، فالمجاعة القادمة كانت كفيلة بتدمير قوة مصر. ويجد الكثيرون أن التخطيط الدقيق متعب أو لا لزوم له. ولكن يجب على المؤمنين أن يدركوا أن التخطيط مسئولية وليس اختيارا. وهكذا استطاع يوسف أن ينقذ أمة كاملة بصياغة خطة الله لمصر في السنوات التالية في خطوات عملية. ويجب أن نعطي وقتا لتحويل خطة الله لنا إلى خطوات عملية أيضا.
ارتفع يوسف، مرة واحدة، إلى الذروة، من السجن إلى قصر فرعون، فقد تضمن تدريبه لهذا المركز العظيم أن يكون عبدا ثم سجينا. وفي كلا الموقفين، تعلم أهمية خدمة الله والآخرين. ومهما كان موقفك، ومهما يكن صعبا، فاعتبره جزءا من برنامج تدريبك لخدمة الله مستقبلا.
لعل فرعون حاول إعادة صياغة يوسف بإعطائه اسما مصريا وزوجة مصرية. والأرجح أنه أراد : (1) أن يحجب حقيقة أن يوسف كان راعيا بدويا، وتلك مهنة كرهها المصريون في ذلك الوقت. (2) أن يجعل اسم يوسف اسما يسهل على المصريين النطق به وتذكره. (3) أن يبين مدى إكرامه له بإعطائه ابنة أحد رجال مصر البارزين.
كان يوسف ابن ثلاثين سنة عندما أصبح حاكما على مصر. كان ابن سبع عشرة سنة عندما باعه إخوته عبدا، وبذلك يكون قد قضى إحدى عشرة سنة عبدا في مصر، وسنتين في السجن.
كان الجوع من كوارث العصور القديمة، فكان يلزم على الدوام توفر الظروف الملائمة تماما لإنتاج المحاصيل الجيدة، لأنه لم يكن ثمة أسمدة كيمائية أو مواد قاتلة للآفات. فأي تغير في الميزان الدقيق للأمطار أو الحشرات، كان يمكن أن يسبب نقصا في المحاصيل وجوعا عظيما، حيث كان الناس يعتمدون في طعامهم على ما ينتجونه من محاصيل. ونقص وسائل التخزين والثلاجات ووسائل النقل، يجعل من المجاعة حتى وإن لم تكن شديدة، حالة ميئوسا منها. وكانت المجاعة التي مرت بمصر في وقت يوسف "مجاعة شديدة"، فلولا عناية الله لانهارت الأمة المصرية.
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: تكوين (41 / 01 – 57) قصة يوسف (5) الجمعة 26 نوفمبر 2010 - 0:20
كــــل قصص الكتاب المقدّس ـ الأنجيــــل ـ رائعــــة جــداً ! تسلم الأيادي أختنا العزيزة * كريمة عم مرقس * على قصّــة يوسف المشوّقـة ! والتي فيها الكثير من الدّروس والعبر للبشريّة ! خالص تقديرنا وآحترامنــــا ...
كريمة عم مرقس عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010الابراج :
موضوع: رد: تكوين (41 / 01 – 57) قصة يوسف (5) الجمعة 26 نوفمبر 2010 - 20:08