شكاوى إنسانية تثير حملات أوروبية لإيقاف ترحيل طالبي اللجوء العراقيين

رفض طلباتهم في هولندا

أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الأربعاء 24-11-2010 قراراً بالتوقيف المؤقت لإجراءات ترحيل طالبي اللجوء العراقيين الذين تقدموا بشكاوى للمحكمة بعد رفض طلباتهم في هولندا.

وطالبت المحكمة السلطات الهولندية بعدم ترحيل أي عراقي تقدم بشكوى للمحكمة بسبب رفض طلب لجوئه من السلطات الهولندية خلال الفترة القادمة التي ستقوم فيها المحكمة بدراسة معمقة لكل حالة بشكل منفصل، وذلك "لمعرفة ما إذا كان العراق بلداً آمناً بما فيه الكفاية لإعادة أولئك الذي تم رفض طلباتهم"، حسب ما ذكرت الإذاعة الهولندية.

ويأتي قرار المحكمة التي تتخذ من مدينة ستراسبورغ الفرنسية مقراً لها بعد عدة شكاوى فردية تقدم بها عدد من الذين تم رفض طلبات لجوئهم في هولندا بدعوى أن العراق ليس بلداً آمناً يمكن الرجوع إليه.

ورحّبت منظمة مساعدة اللاجئين الهولندية بقرار المحكمة الأوروبية وعبرت رئيسة المنظمة دورين مانسون عن سعادتها إزاء القرار التي اعتبرت أن دراسة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لكل حالة على حدة هو أمر حيوي. مؤكدةً أن القرار سيكون مُفرحاً للاجئين العراقيين في هولندا وأوروبا عموماً.

ويأتي قرار المحكمة بعد أسابيع قليلة من قرار وزارة الهجرة الهولندية بوقف ترحيل اللاجئين العراقيين الذين رُفضت طلباتهم بعد ضغوط تعرض لها وزير الهجرة الجديد خيرت ليرز من طرف أحزاب المعارضة في البرلمان، والتي دفعته إلى التراجع عن خطة ترحيل عدد من اللاجئين العراقيين، رغم وجود قرار استشاري من المحكمة الأوروبية يدعو إلى وقف الترحيل.

وكانت المحكمة قد أبلغت وزارة الهجرة الهولندية في وقت سابق خطياً، أن تسمح سلطاتها للعراقيين الذين قدموا شكاوى إلى المحكمة الأوروبية، بالبقاء في هولندا لحين موعد الجلسة يوم الأربعاء 24-11-2010.

إجراءات مماثلة في السويدوفي السياق ذاته أعلنت السلطات السويدية أنها أوقفت جميع إجراءات ترحيل العراقيين الذين تقدموا بشكاوى إلى المحكمة الأوروبية، حتى الثامن من ديسمبر/كانون الأول لانتظار ما ستصدره المحكمة بشأنهم.

وناقش البرلمان الأوربي بعد ظهر الثلاثاء 23-11-2010 القضية التي رفعها روبرت غلف النائب البرلماني عن الحزب المسيحي الديمقراطي المتعلقة بعدم إعادة طالبي اللجوء المسيحيين المرفوضة طلباتهم إلى العراق. حضرها عدد كبير من مسيحيي العراق طالبي اللجوء، والمهددين بإعادتهم بعد رفض مصلحة الهجرة طلبات لجوئهم في السويد.

واعتبر روبرت أن على قرار إيقاف الترحيل إلى العراق أن يشمل الجميع، لأن الوضع الأمني غير جيد، وشدد في مداخلته أمام البرلمان على أن إيقاف الترحيل "لا يعتبر حلاً"، مطالباً سلطات بلاده بمنحهم الإقامة الدائمة في البلاد.

مساندات من الكنائس السويديةفي هذه الأثناء، تجمع عشرات من طالبي اللجوء العراقيين المسيحيين والمتضامنين معهم في تظاهرة قرب مبنى البرلمان، نظمها تحالف الكنائس الإنجيلية السويدية.

وقال الصحافي دانييل غران من صحيفة "داغن" السويدية إنه تم تسليم وزير الهجرة السويدي توبياس بيلستروم قائمة موقعة من قبل 60 ألف شخص يطالبون فيها بوقف تسفير اللاجئين المسيحيين، معتبراً أن كل الكنائس السويدية تقف وراء هذا المطلب.

يُشار إلى أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان كانت قد ناشدت في وقت سابق بلدان أوروبية عديدة بوقف تنفيذ إجراءات تسفير اللاجئين المسيحيين العراقيين الذين رفضت طلبات لجوئهم بعد أن توصلت بشكاوى عديدة في الآونة الأخيرة خصوصاً بعد التفجير الذي استهدف مسيحيي العراق نهاية الشهر الماضي