انجيل للقديس متى//8

ودخَلَ كَفَرْناحوم، فدَنا مِنه قائِدُ مائةٍ يَتَوَسَّلُ إِلَيه
فيَقول: «يا رَبّ، إِنَّ خادِمي مُلقىً على الفِراشِ في بَيْتي مُقعَدًا يُعاني أَشَدَّ الآلام».
فقال لَه: «أَأَذْهَبُ أَنا لأَشفِيَه؟».
فأَجابَ قائدُ المِائة: «يا رَبّ، لَستُ أَهْلاً لأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقفِي، ولكِن يَكْفِي أَن تَقولَ كَلِمَةً فيَبرَأَ خادِمي.
فأَنا مَرؤُوسٌ ولي جُندٌ بِإِمرَتي، أَقولُ لِهذا: اِذهَبْ! فيَذهَب، ولِلآخَر: تَعالَ! فيأتي، ولِخادِمِي: اِفعَلْ هذا! فيَفعَلُه».
فلَمَّا سَمِعَ يسوعُ كَلامَه، أُعْجِبَ بِه وقالَ لِلَّذينَ يَتبَعونَه: «الحَقَّ أَقولُ لَكم: لَم أَجِدْ مِثلَ هذا الإِيمانِ في أَحَدٍ مِنَ إِسرائيل.
أقولُ لَكم: سَوفَ يَأتي أُناسٌ كَثيرونَ مِنَ المَشرِقِ والمَغرِب، فَيُجالِسونَ إِبراهيمَ وَإِسحقَ ويَعقوب على المائِدةِ في مَلَكوتِ السَّمَوات،
الاية5..11

الاثنين الأوّل من زمن المجيء : Mt 8,5-11
تعليق على الإنجيل
القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 - نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد


سيأتي الكثيرون من المشارق والمغارب ليشاركوا مع إبراهيم في وليمة ملكوت السماوات

ها إنّها تأتي أيّام، يقول الربّ، أقطع فيها مع بيت إسرائيل (وبيت يهوذا ) عهدًا جديدًا... ولكن هذا العهد الذي أقطعه مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيّام، يقول الربّ، هو أنّي أجعل شريعتي في بواطنهم وأكتبها على قلوبهم (إر31: 31). وأعلن أشعيا أنّ هذه الوعود يجب أن تكون بمثابة إرث لدعوة الوثنيّين؛ فمن أجلهم أيضًا فُتح كتاب العهد الجديد: "في ذلك اليوم يلتفت الإنسان إلى صانعه وتنظر عيناه إلى قدّوس إسرائيل... ولا يلتفت إلى المذابح صنع يديه ولا ينظر إلى ما صنعت أصابعه" (أش17: 7). بدا واضحًا أنّه توجّه إلى أولئك الذين تخلّوا عن الأوثان وآمنوا بالله خالقنا بفضل قدّوس إسرائيل، وقدّوس إسرائيل ما هو إلاّ المسيح...
وقال الكلمة نفسه في سفر أشعيا إنّه سيظهر بيننا، فإنّ إبن الله قد صار إبنًا للإنسان، وإنّه سيدعنا نجده نحن الذين لم نكن نعرفه: "إنّي اعتلنتُ لمَن لم يسألوا عنّي ووجدني الذين لم يطلبوني. قلت: "هاءنذا هاءنذا" لأمّة لم تدعُ باسمي" (أش65: 1). إن كان على هذا الشعب الذي تكلّم عنه أشعيا أن يكون قدّوسًا، فقد أعلن هوشع ذلك في الإثنيّ عشر نبيًّا: "مَن لم يكن شعبي، سأدعوه شعبي، ومَن لم تكن محبوبتي سأدعوها محبوبتي، وحيث قيل لهم: لستم بشعبي، سيدعون أبناء الله الحيّ (رو9: 25-26)، "وأقول لليس بشعبي: أنت شعبي. وهو يقول: أنت إلهي" (هو2: 25). وهذا يحمل في طيّاته أيضًا ما قاله يوحنّا المعمدان: "إنّ الله قادر على أن يخرج من هذه الحجارة أبناء لإبراهيم" (متى3: 9). وبعد أن أبعدنا الإيمان عن عبادة الأوثان، تعاين قلوبنا الله ونصبح بالتالي أبناء إبراهيم الذي تبرّر بالإيمان.