حِيْنَ تَصِفُ اللُّغَة بَعْضَ الأَحْوال ......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الجمعة 10 ـ 7 ـ 2009 / الأثنين 15 ـ 11 ـ 2010
تُعْتَبرُ اللُغَة الوَسِيلَة الَّتِي تَصُوغُ الأَفْكار وتَرْسِمُ مَلامِحَها وتُؤطِرُ لها وتُعَرِّفُ بِناطِقيها .
تَقُولُ اللُّغَة ..........
الجُزْءُ الأَوَّل :
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أَعِزائي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء ، فيما يَلِي بَعْضٌ ، وهو بَعْضٌ مِنْ كَمِّ ما جَادَتْ بِهِ قَرِيحَةِ اللُغَةِ مِنْ أَلْفاظٍ ومُفْرَداتٍ لِوَصْفِ حَالَةِ التَواصُلِ والتَلاحُمِ والتَمازُجِ بَيْنَ طَرَفَيْن ــ الأُنْثَى والذَّكَر ــ ، أَرْجُو أَنْ تلْقُوا عَلَيْها ولَوْ نَظْرَة قَصِيرَة خَاطِفَة لاسْتِشْعارِ الرَوْعَةِ أَوْ القُبْحِ في نُفُوسِكُم تُجاهَها .
عن معجم لسان العرب : ــ
.....................................
ــ نَكَحَها يَنْكِحُها نِكاحاً : إِذا تزوجها ، باضعها أيضاً وكذلك دَحَمَها وخَجَأَها .
ــ المُجامعة والجِماع : كناية عن النكاح .
ــ وَطِئَ الشَّيْءَ يَطَؤُهُ وَطْأً : داسَه .
ــ وفي حديث مسروق في الرجل تكون تحته الأَمة فيُطَلِّقها ثم يشتريها ......
ــ حَطَأَ المَرْأَة حَطْأً : نكحها .
ــ مَسَحَ المَرْأَة يَمْسَحُها مَسْحاً ومَتَنَها مَتْناً : نكحها .
ــ مَحَجَ المَرْأَة يَمْحَجُها مَحْجاً : نكَحَها وكذلك مَخَجَها .
ــ نَجَرَ المَرْأَة نَجْراً : نكَحها .
ــ البُضْعُ : النّكاح .
ــ المُباضَعة : المُجامَعة .
ــ نَشَلَ المَرْأَة يَنْشُلها نَشْلاً : نكَحها .
ــ كامها كَوْماً : نكَحَها .
ــ غَسَلَ الرجلُ امرأَته وغَسَّلَها إِذا جامعها .
ــ أَرّها : نكحها .
ــ المُباشرة : الجماع .
ــ المزَخَّة بالكسر : الزوجة ، ورُوِي مَزَخَّة ، بنصب الميم ،
كأَنَّها موضع الزَّخِّ أَي الدفع فيها لأَنَّهُ يَزُخُّها أَي يُجامعها ،
وسُميت المرأة مِزَخَّة لأَنَّ الرجل يُجامعها .
ــ زخَّ المرأَة يَزُخُّها زَخّاً وزَخْزَخَها : نكحها ، وهو من ذلك لأنه دفعٌ .
ــ مِزَخَّته : امرأَته ، قال اللحياني : هو من الزَّخِّ الذي هو الدفع .
ــ شَطَأَ المرأة يَشْطَؤُها شَطْأً : نَكَحَها .
ــ الوِقاع : مُواقَعةُ الرجلِ امرأَتَه إِذا باضَعَها وخالَطَها .
وواقَعَ المرأَة ووَقَعَ عليها : جامَعَها .
عن القاموس المحيط : ــ
....................................
ــ نَشَلَ المَرْأَة : جامَعَها .
ــ افْتَرَشَ الرَّجُلُ المَرْأَة .
ــ النِّكاح : الوَطْءُ والعَقْدُ لَهُ .
ــ وَطِيءَ المَرْأَة : جامَعَهَا .
ــ افْتَضَّهَا : افْتَرَعَها .
ــ ........ لأَنَّهُ خُوطِبَتْ به امْرَأَة كانَتْ تَحْتَ مُوسِرٍ ،
فَكَرِهَتْهُ فَطَلَّقَها ، فَتَزَوَّجَها مُملِقٌ ......... إلخ .
ــ جَلَدَ جارِيتَه : جامَعَها .
ــ واقَعَ المرأةَ : باضَعَها وخالَطَها .
عن معجم العباب الزاخر : ـــ
.......................................
ــ دَرَسَ المَرْأَة : أي جامَعَها .
ــ وَطِئْتُ الشَّيْءَ برِجلي وَطْأً : داسَه . ووَطِيءَ الرَّجُلُ امرأَتَهُ يَطَأُ فيها .
ــ داسَ الشيء يَدوسُهُ : وَطِئَه بِرِجلِه .
وداسَ جارِيَتَه : إِذا جامَعَها وبالغَ في وَطْئِها .
عن الصحاح في اللغة : ــ
...................................
ــ النِّكاحُ : الوَطْءُ وقَدْ يَكُونُ العَقْدُ .
ــ وَطِئْتُ الشَّيْءَ برِجلي وَطْأً : داسَه . ووَطِيءَ الرَّجُلُ امرأَتَهُ يَطَأُ فيها .
تَوَقَّفِي هُنا عَزِيزَتِي القَارِئة ، تَوَقَّفْ هُنا عَزِيزِي القَارِئ ، وتَبَيَّنِي / تَبَيَّنْ مَشَاعِرَك حِيالَ هذهِ الكَلِمات قَبْلَ أَنْ تُواصِلي / تُواصِلَ قِراءَة الصَفْحَة .
هُنا بَعْضُ الأَسْئِلَة حَاوِلي / حَاوِلْ الإِجابَة عَلَيْها لِتَجْمَعِي / لِتَجْمَع مَشَاعِرَك إِزاءَها : ــ
1 . هَلْ تَعْكِسُ هذهِ المُفْرَدات احْتِراماً لِلأُنْثَى بِشَكْلٍ ما ؟
2. هَلْ هي طَبِيعِيَّة مَقْبُولَة الوَقْعِ في النَفْسِ ، أَمْ مُقَزِّزَة ؟
3 . هَلْ تُوحِي ، أَوْ تَعْكِسُ ، أَوْ تَرْمِزُ لِشَيْءٍ مِن العَلاقَةِ الحَمِيمِيَّة ـ الحُبُّ ـ بَيْنَ الذَكَرِ والأُنْثَى ، أَوْ لِجَمِيلِ التَواصُلِ بَيْنَهُما ؟
4 . هَلْ هي أَلْفاظٌ جَمِيلَة لاغُبارَ عَلَيْها أَمْ مُنَفِّرَة ؟
5 . أَيُّ الكَلِماتِ أَجْمَل وأَفْضَلُ اسْتِعْمالاً ؟
6 . أَيٌّ مِنْها ذُو وَقْعٍ مُسْتَحب ولَطِيف على الأَسْماع ؟
7 . أَيُّ الكَلِماتِ أَقْبَحُها ؟
إِضافَات أُخْرَى لِلإِطلاع :
..........................................
عن لسان العرب :
ــ والمرأة تسمى فِراشاً لأَنَّ الرجل يَفْتَرِشُها
ــ افْتَرَشَ الرجل المرأة للَّذَّة
ــ الفُرُشُ والمَفارِشُ : النِّساء لأنهن يُفْتَرَشْن .
ــ البَعْل : سُمِّي زوج المرأَة بَعْلاً لأنّهُ سيدها ومالكها .......
ــ العُذْرة : البَكارة ، قال ابن الأثير : العُذْرة مالِلْبِكْرِ من الالتحام قبل
الافتضاض.
ويقال فلان أبو عُذْر فلانة إِذا كان افْتَرَعَها واقتضَّها ، وأبو عُذْرَتها .
ــ ابن شميل : خاشَ لرجلُ جاريتَه بأَيْــ .... ، قال والخوْش كالطعن وكذلك
جافَها يجُوفها ونَشَغَها ورفغها .
ــ ...... والشِّعار : ماولي شَعَرَ جسد الإِنسان دون ماسواه من الثياب ، والجمع أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ .
وفي المثل : هم الشَّعار دون الدِّثارِ ؛ يصفهم بالمودة والقرب .
والدثار : الثوب الذي فوق الشعار .
وأَشْعَرَه سِناناً : خالطه به ، وهو منه ..................
ويُقال : شاعَرْتُ فلانة إذا ضاجعتَها في ثوب واحد وشِعارٍ واحد ، فكنتَ لها شعاراً وكانت لكَ شعاراً .
ويقول الرجل لامرأَته : شاعِرِيني .
الجُزْءُ الثَانِي :
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
يَقِفُ الإِنْسَانُ مَشْدُوهاً أَمامَ هذهِ المُفْرَداتِ تَعَجُّباً ، أَوْ تَقَزُّزاً ، أَوْ لامُبَالاةً ، أَوْ .............. إلخ ، وهي تَصِفُ عَلاقَةٍ ( فِعْل ، حَالَة ) مُمَيَّزة يُفْتَرَضُ أَنْ يَتَوَفَّرَ على أَساسِها ولَوْ قَدْراً صَغِيرَاً مِن الاسْتِلْطافِ المُتَبادلِ ونَزْرَاً مِن الشُعُورِ بالآخَرِ ووُجُودِهِ ــ إِنْ تَغَاضَيْنا عن الاحْتِرامِ والتَقْدِيرِ اللازِمِ تَواجُدِهما ــ ؛ وهُنا نَعْنِي بِالقَصْدِ عَلاقَة مُتعارَفٍ عَلَيْها في السُلُوكِ البَشَرِيِّ بَعِيداً عن حَالاتِ الاغْتِصَاب والإِجْبارِ والعُنْف ....... إلخ ، لَكِننا حِيْنَ نَقْرَأُ هذهِ المُفْرَدات ونَتَأَمَّلُ فيها نَسْتَدِلُّ فَراغَها مِنْ كُلِّ هذهِ اللَوازِمِ لِفِعْلِ التَمازُجِ ونَكْتَشِفُ فيها غَيْرَ مايَدُلُّ على ذلك ، ففي هذهِ المُفْرَدات الكَثِير لِلذَكَرِ ولاشَيْءَ لِلأُنْثَى ، فهي انْطِلاقاً من هكذا مُفْرَدات في مَنْزِلَةِ المَفْعُولِ بِهِ الأَدْنَى والأَقَلّ ، بَيْنَما احْتَفَظَتْ لِلذَكَرِ بِحَقِّ الفِعْلِ والسِيَادَةِ ، أَمَّا الأُنْثَى فهي تَابع ، وبِالتَالِي فهي مُفْرَدات تَنَالُ مِن الأُنْثَى أَكْثَرُ مِمَّا تُعْطِيها ، مِثَال : كَلِمَة وَطَأَ ، فالوَطْأُ لَهُ مَعْنَى الدَّوْس .
هكذا تَلْعَبُ اللُّغَة دَوْرَاً غَيْرَ مَحْمُود في حِفْظِ كَرَامَةِ الأُنْثَى ومَكانَتِها ، إِنَّها تُوَسِّخها وتُوَحِّلها أَكْثَر مِمَّا تُعْطِيها وتَحْفَظُها وتَحْتَرِمُها .
يَنْبَغِي الإِشارَة إِلى أَن بَعْض المُفْرَدات وَرَدَتْ مُمَثَّلَة بِوَضْعِ الجَارِية ، لَكِنَّ هذا لايُبَدِّلُ مِن الأَمْرِ حَالاً لأَنَّ المُفْرَدات يُمْكِنُ اسْتِعْمالَها لِكُلِّ أُنْثَى بِغَضِّ النَظَرِ عن صِفَتِها الاجْتِماعِيَّة ، وهي تَنالُ مِنْ الجَارِيةِ كإِنْسَانَةٍ وأُنْثَى بِنَفْسِ القَدْرِ الَّذِي تَنالُ مِن الأُنْثَى في صِفَةٍ اجْتِماعِيَّة أُخْرَى .
نَكَحَها ..... يَنْكِحُها ، حَاولْتُ أَنْ أُحْصِي ولَوْ بَعْضاً مِنْ بُذُورِ الاحْتِرامِ لِلأُنْثَى في هذهِ الكَلِمة والكَلِماتِ الأُخْرَى .... لم أَعْثَرْ عَلَيْها ، فكَمْ مِنْ أَسفٍ على مُفْرَداتٍ تُكَرِّسُ لاحْتِقارِ الأُنْثَى ودَفْعِها إِلى أَسْفَلِ السُلَّمِ .
افْتَرَشَها .... يَفْتَرِشُها ، هَلْ سيُرْتَضى في اللُغَةِ أَنْ يُقال : افْتَرَشَتْهُ ...... تَفْتَرِشُهُ ...... إلخ ، أَمْ حِيْنَها سيَغْضَبُ البُرْكان ويَقْذِفُ بِحُمَمِهِ إِلى ما لانِهايَة ؟
مَاذا يَقُولُ الرِجالُ في هذهِ المُفْرَداتِ والأَلْفاظ ، إِنْ كَانت لاتُخَدِّشُ أَسْماعَهُم ودَواخِلَهُم إِنْ قِيلَتْ في حَقِّ زَوْجَاتِهم بِاعْتِبارِها تَحْكِي عَنهم وتُجَسِّمُ سُلْطَانهُم ، فهَلْ يَتَقَبَّلُونها ويَرْضونَ عنها عِنْدَما تَكُونُ وَصْفاً لِحَالِ بَناتِهم وأَخَواتِهم وقَرِيباتِهم وهي تَحْكِي عن رِجالٍ آخَرِين غَيْرِهم .
عَبَّرَ عَدَدٌ مِن النِساءِ عن رُدُودِ أَفْعالِهِنَّ ومَشَاعِرِهِنَّ تُجاهَ هذهِ المُفْرَداتِ ووَقْعها في نُفُوسِهِنَّ بِالقَوْلِ : إِنَّ جَمِيعَ هذهِ المُفْرَدات لاتَعْكِسُ أَيَّ احْتِرامٍ لِلأُنْثَى ، وإِنَّها مُقَزِّزَة ولاتَعْكِسُ أَيَّ تَواصُلٍ بَيْنَ الأُنْثَى والذَكَرِ وهي أَلْفاظ مُنَفِّرَة ، لَيْسَ فيها ولَوْ كَلِمَة وَاحِدَة جَمِيلَة أَوْ خَفِيفَة أَوْ لَطِيفَة الوَقْع على الأَسْماعِ ، وقَالَت إِحْدَى النِساء إِنَّ أَكْثَرَها بَشَاعَةً هي كَلِمَة : حَطَأَ المَرْأَة حَطْأً : نَكَحَها .
إِحْدَى النِساء ، وهي أُمٌّ وزَوْجَة ، كَتَبَتْ جَوابَاً ــ أَعْرِضهُ هُنا كنَمُوذجٍ مِنْ إِجاباتٍ أُخْرَى كَثِيرة مُشَابِهة ــ تَقُولُ فيه : [ هذهِ الكلمات ليس لها أي علاقة بالحب والأحترام ، بل هي مُقرفة ووقحة وكأن الرجل يعاقب المرأة ويستعملها ، وخصوصاً كلمة نكحها ، فهي خالية من أي معنى للمحبة أو اللهفة على الزوجة اوالحبيبة ، وهذه الكلمة فيها بعض من حب السيطرة والتكبر وكأن الرجل قادر على فعل هذا الشيء بالمرأة كعقوبة أو توبيخ وليس كحب متبادل بين الطرفين فيه مشاعر كثيرة ترمز للحب والشوق واللهفة ، إنها كلمة بعيدة كل البعد عن كل هذهِ الأشياء التي ذكرتها وليس فيها أي احترام للمرأة أو حباً لها وبها ، والكلمات الباقية بالنسبة لي كذلك .
الحب الذي هو أحلى ما في الوجود ويدل على العلاقة الحميمة غائب وممسوح ومنفي من هذه المفردات .
كلمات فظيعة مُقززة ، وكأن المرأة لاحول لها ولاقوة في الموضوع كله ، مغلوبة على أمرها في الحياة ، في الفراش ، والرجل هو الكل بالكل ينكح ويفعل ما يشاء ..........
الكلمة نكحها ينكحها وكأنه يعني أغتصبها . ]"
انْتَهى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تَفَحَّصي مَشَاعِرَكِ عَزِيزَتي القَارِئة حِيال هذهِ المُفْرَدات ...........
تَفَحَّصْ مَشَاعِرَكَ عَزِيزي القَارِئ حِيالها ...........
مُفْرَدَة " التَّواصُل أَوْ الاتِّصال " قَدْ تَكُونُ المُفْرَدَة الوَحِيدَة الَّتِي لايُلْمَسُ مِنْها انْتِقاصاً لِلأُنْثَى ، فكَفَّتا مِيزانها مُتعادِلة ، لَكِنْ يُعاب لَها إِنَّها لاتَعْكِسُ أَيَّ وَجْه مِنْ أَوْجُهِ المَشَاعِرِ الَّتِي تَأْخُذُ حَيِّزاً مُمْتَدَّاً في فِعْلِ التَواصُلِ هذا بَيْنَ كَائِنين ، فهي مُفْرَدة غَيْرُ واسِعَة ، تُخْبِرُ عن الفِعْلِ ولَيْسَ عن مَكْنُونِهِ الإِنْسَانِيّ ، ولم يَتِمّ إِشْباعها وسَقْيها كِفايَةً بِماءِ المَعْنَى المُعَبِّر عن هذا الفِعْل ، وبِالتَالِي فَجُبْلَة الفِكْرَة فيها لازَالَتْ قَاصِرَة عن احْتِضانِ المَكْنُونِ الإِنْسَانِيِّ لهذا الفِعْل .
لِلإِشَارَة : مُفْرَدَة التَّواصُل أَوْ الاتِصال لم تَكنْ مُدْرَجَة في قَائِمةِ أَحَد المعاجم أَعْلاه لِلدَلالَةِ على حَالَةِ التَلاحُمِ والتَمازُجِ بَيْنَ الذَكَرِ والأُنْثَى ، على قَدْرِ ما بَحَثْثُ .
رُبَّما مُفْرَدَة الفِعْل " شَاعَرَ " إِنْ تَتَّصِل بِالمَشَاعِرِ والمَوَدَّة والقُرْب ، تَكُونُ مُلائِمَة لِوَصْفِ حَالَةِ التَمازُجِ والتَلاحُمِ بَيْنَ الذَكَرِ والأُنْثَى ، فأَنْ يُقال " شَاعَرَ الرَّجُلُ زَوْجَتَه " ، مُسْتَسَاغَة .
إِنَّ مُفْرَدات كـ : مَتَنَ ،مَخَجَ ، نَشَلَ ، أَرّها ، وَطِيءَ ، جَلَدَ ، دَرَسَ ....... وغَيْرها ، لهي مُفْرَدات تَصُبُّ في شُعُورِ المُتَلَقِّي انْصِباب الحَدِيثِ عن حَالاتِ العُنْفِ والإِجْبارِ ، ولَيْسَ كمُفْرَداتٍ مُعَبِّرة عن حَالاتِ تَواصُلٍ طَبِيعِيَّة وشَفافَة بَيْنَ طَرَفَيْن قَوامُها الرِّضى التَّامّ بَيْنَ الشَرِيكيْن ، وقَدْ يُعْلِنُ الزَّمَنُ الآتِي نفُورَهُ مِنْها يَوْماً ما فتُعَرَّفُ كشَكْلٍ مِنْ أَشْكالِ العُنْفِ اللَفْظِيِّ المُوَجَّه لِلأُنْثَى .
حِيْنَ كُنتُ أَجْمَعُ هذهِ المُفْرَدات مَرَّ بِخَاطِري سُؤَالٌ يَتكَرَّرُ مِدْرَارَاً : أَلمْ يَبْلُغ الوَقْت مَدَاه لِتَنْظِيفِ اللُغَة مِنْ مُفْرَداتٍ كَثِيرَة ، أَقَلُّ ما تُوصَفُ بِهِ ، إِنَّها غَيْرُ مُلائِمَة ، أَوْ لاتَتَرافَقُ مَعَ مُسْتجداتِ العَصْرِ الحَالِي ، ولا تَتَماشَى مَعَ طَابِعِهِ .
بَعْضُ الأُمَمِ والشُعُوبِ تَعْتَقِدُ إِنَّ السَّماءَ تَنْطِقُ ذَهَباً ودُرَرَاً في لُغاتِها ومُفْرَداتِها ، وتَغْفُلُ إِنَّ كَمَّاً مِنْ مُفْرَداتِها تَقْطُرُ سُمَّاً زُعَافاً وتُسَبِّبُ الشَلَلَ لِمُجْتَمعٍ بِأَكْمَلِهِ ، وتَقُودَهُ إِلى حَتْفِهِ حِيْنَ تُعَطِّلُ نِصْفَهُ تَماماً وتَحْجُرُ عَلَيْهِ في قَفَصِ كَلِماتٍ فَظَّة وغَيْر مُدِلَّة ، مِنْ مُنْطَلَقِ كَوْنِ اللُغَة هي الوَسِيلَة الَّتِي تَصُوغُ الأَفْكار وتَرْسِمُ مَلامِحَها وتُؤطِرُ لها وتُعَرِّفُ بِناطِقيها .
كُلُّ الأَحْوال تَتَغَيَّر ، وكُلُّ الدُنْيا تَتَبَدَّل إِلاَّ بَعْضُ الأُمَمِ والشُعُوبِ حِيْنَ تَرَى القَدِيم ـ المَاضِي يَحُثُّ الخُطَى هَارِباً إِلى مَثْوَاه لِيَسْتَرِيح مِنْ غُبارِ السِنين ، تَتَسارَعُ بِهِسْتِيريا لِلحاقِ بِهِ تَجُرُّ أَذْيَالَهُ الرَّثَّةَ ، تَتَوَسَّلَهُ أَنْ يَبْقَى ، رَغْمَ أَنَّهُ فَقَدَ كُلَّ أَسْنَانَهُ وتَقَطَّعَتْ مَعِدَتَهُ ولم يَعُدْ قَادِراً على مَضْغِ الجَدِيدِ .
إِنَّهُم مُصِرُّون على الإِغْفاءَةِ في أَوْعِية المَاضِي العَتِيق ، فلاجَدِيد ، ولاخُطُوات نَحْوَ المُسْتَقْبَلِ .
نَكَحَها .... يَنْكِحُها ..... هَلْ يُرادُ لَها أَنْ تَبْقَى لأَنَّها مِنْ أَثِيرِ ، أَوْ خَصِيص ِ ، أَوْ ثَمِينِ لُغَةً لايُجازُ مَسَّ ما فيها ، كما البَعْضُ بِهذا القَوْلِ يَقْطَعُون .
على دَرْبِ التَواصُلِ ، أَقُولُ لَكُم عَزِيزاتي أَعِزَّائي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء دُمْتُم بِخَيْرٍ وسَلامٍ وأَمْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معلومات :
ــ لسان العرب : هو أحد معاجم اللغة العربية ، أكبرها وأشملها ، جمع مادته ابن منظور .
ــ الصحاح في اللغة : هو أحد معاجم اللغة العربية ، ويُعتبر من أهم الكتب التي أُلِفت في اللغة ، مؤلِفه : الجوهري .
ــ القاموس المحيط : للفيروز آبادي .
ــ العباب الزاخر : هو أحد معاجم اللغة العربية ، مؤلفه : الحسن بن محمد الصفاني .
المصدر : ــ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ القاموس لغة : قعر البحر وأبعد نقطة غوراً فيه ، من مادة قمس ، بمعنى غطس وغاص بالماء .
وعندما ألف ( الفيروزابادي ) معجمه أطلق عليه اسم القاموس المحيط .
ولكثرة تداوله بين الناس أطلقوا على كل معجم في اللغة اسم القاموس .
المصدر : ــ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ المعجم : ( ويجمع على معاجم ) هو كتاب يضم مفردات لغوية مرتبة حسب مصدر الكلمة : ثلاثي أو رباعي ، وشرحاً لهذهِ المفردات . ويجب عدم الخلط بين المعجم والقاموس ، المعجم يوضح معنى الكلمة العربية باللغة العربية ، بينما القاموس يترجم بين العربية ولغات أُخرى .
هناك عدة معاجم ذاع صيتها :
المعجم الوسيط ( اصدار مجمع اللغة العربية بالقاهرة )
مختار الصحاح
لسان العرب
تاج العروس
المصباح المنير
معجم العين
معجم الغني
المعجم العربي الأَساسي ( المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ــ طبعة لاروس 1989 ) وهو إجماع مجامع اللغة العربية المختلفة .
المصدر : ــ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ