الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 55تاريخ التسجيل : 17/03/2010الابراج :
موضوع: سقوط بغداد سنة 1917 الخميس 9 ديسمبر 2010 - 22:04
عراق ألأنقلابات
سقوط بغداد الجزء الاول
في 11 آذار عام 1917 سقطت بغداد بأيدي القوات البريطانيه،بقيادة الجنرال ستانلي مود ،،( أزاح الشعب العراقي تمثاله من أمام باب السفارة البريطانيه في يوم ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة)، أثرهزيمة الجيش العثماني وأنكساره امام الجيش البريطاني،وبعد ان تم احتلال بغداد والسيطرة وساد الهدوء، قام الجيش البريطاني باستعراض عسكري حاشد كبير في شارع الرشيد لترهيب وتخويف العراقيين، و بدأ الاستعراض العسكري بالخياله، ثم المشاة،بعدها البغال الصغيرة التى تسحب عربات الرشاشات،،(اللويس و الفيكرز)،، ثم البغال الاستراليه الضخمه التي تجر المدافع الثقيله، تتقدمهم الموسيقى ورامي الصولجان المدهش و حركاته الايقاعيه الرتيبه مع الصولجان الملون عند أستقباله له ، و أنبهار وأندهاش اهل بغداد بهذة الفعاليه الغريبة عليهم و الممتعه، لقد كان كبار الجيش من البريطانيين وهم قله ،يركبون الخيول، أما الباقون من الضباط الهنود فيمشون خلفهم، يرافقون فصائلهم، وكان الجنود خليطا من مختلف الدول والشعوب التي استعمرتها بريطانيا، منهم ، الافارقه، طوال القامه عريضو المنكبين، والسيك الهنود ، وهم يتمنطقون بالسيوف المزركشه، و البوذيون، حاسري شعار رؤوسهم، والگرگه، الذين تتدلى من أعلى هاماتهم ظفائر الشعر الطويل و البانيان اللذين يتباهون بطاقياتهم الملونه وسدائرهم ، والليفي الآشوري العراقي الشجاع (أبو تويله، ريشه ملونه فوق قبعته) والمسلمون الهنود الملتحون وغيرهم من الشعوب المستعمرة المقهورة والمغلوب على امرها، وفي غضون ذلك الاحتلال والضياع والتيه والحراك الوطني، صرح مجلس وزراء الحرب البريطاني ما يلي،،( في ضوء احتلال بغداد ، من هي الجهه العليا للسيطرة السياسيه على بلاد ما بين النهرين ؟؟) أولت الحكومه البريطانيه رغبتها الى أيجاد أدارة سياسيه لولايتي البصرة وبغداد، وفي عام1920 وصل، برسي كوكس، المعتمد السامي البريطاني الى بغداد يحمل في دواخله مشروعا،يهدف المشروع الى أنشاء حكومه عراقيه تحت الوصايه البريطانيه، وفقا لنظام ألأنتداب، يعني حكومه عراقيه تركيبها الداخلي انكليزي، ووجهها الظاهري عربي ،حيث برز في الساحه الوطنيه العراقيه مرشحان هما، عبد الرحمن النقيب الكيلاني، وهو رجل له منزله اجتماعيه واسعه ومقامه دينيه محترمه عند العراقين ، وكان اكثرهم ذكاء ودهاء و نفوذا، والثاني هو الرجل الطموح، طالب النقيب من اهالي البصرة ، الذي اصبح فيما بعد وزير الداخليه في اول حكومه رئيس وزراء في تاريخ العراق الحديث تراسها عبدالرحمن النقيب، وشكلت من سبعه وزراء،وكانت الاجتماعات تعقد في بيت عبدالرحمن النقيب، يصل بعضهم الى الاجتماع بسيارة، والاخر في عربه، وياتي آخرون على ظهورالخيل، او مشيا على الاقدام،وكان مجلس الوزراء يعقد جلساته باشراف المستشار البريطاني،و يوقع على القرارات بموافقه المندوب السامي البريطانى،و من اعمال الوزارة الملحه و المهمه وقتذاك هي،أولا- أعادة المنفيين و المبعدين العراقيين الوطنيين من جزيرة (هنجام) الهنديه بسبب أشتراكهم في ثورة العشرين ومعارضه الاحتلال البريطاني ،ثانيا- انشاء دوله مدنيه ومؤسسات هيكليه حكوميه،ثالثا- تاسيس الجيش العراقي ، رابعا- التمهيد لأنتخابات المجلس التاسيسي لأنتخاب حكومه عراقيه دائمه* ،وأوكلت الى جعفر العسكري مهمه تنظيم الجيش العراقي، حيث ان جعفرا هو من مؤيدي العائله الهاشميه في الحجاز ومن المشاركين مع فيصل في الحرب ضد الاتراك، وخلال هذا التشاور والتداول المستمر بين المستشارين البريطانيين وبين تشرشل وزير الهجرة حينذاك ، اتيحت فرصه للدعوة الى ترشيح احد ابناءالشريف حسين بن علي أمير مكه ملكا على العراق، وهو الامير فيصل ، وقد صرف كوكس المعتمد السامي في العراق النظر عن منافسي الامير فيصل ملكا على العراق، منهم عبد الرحمن النقيب ،،و السيد طالب النقيب،،و شيخ خزعل أمير المحمرة،،و ابن سعود،،و برهان الدين باشا اعيان ، فقام عبدالرحمن نقيب بغداد رئيس الوزراء و السيد طالب النقيب وزير الداخليه بحملات دعائيه واسعه لهما، واعلنا ان العراق يجب ان يحكمه أحد ابنائه من العراقيين الوطنيين، وليس الغريب،أما الامير فيصل فقد كسب ولاء الضباط العراقيين الموجودين معه في سوريا ولهم الفضل في التأييد له و ترشيحه ملكا على العراق،و كان الضباط العراقيون في الجيش التركي والمثقفون العراقيون فيها يشكلون مركز ثقل في الحركه الوطنيه و الوعي القومي العراقي، كما تضافرت المشاعر الوطنيه كحاله للاحتجاج على جمع الضرائب(الخاوة) وما خلفه لهم(السفربر)من آلام و احزان بفقدان وتشريد، والموت جوعا باعداد كبيرة من العراقيين المختطفين من ابنائهم من البيوت و الشوارع وتجنيدهم(صخرة) من قبل الاتراك، وزجهم في أتون نيران الحرب العثمانيه،، البريطانيه، مع تزايد الاستياء والخوف من وباء الأمراض الفتاكه التى انتشرت في تلك الفترة في البلد، مثل (أبو زويعه - الكوليرا)و(أبو سعيله – السل)( وأبو دميه – البلهارزيه) و(أبو جويه – التايفؤيد) و(أبوكريحه – الجرب، الجذام) ثم لحقهم هجوم الجراد المسمى (المكي) الطويل الأرجل لذيذ الطعم، فكان الفلاحون يقطعون رأسه ثم يملحونه و ياكلونه،اما الجراد النجدي(أبو دبيله) القارض العابث الذي اجتاح العراق القادم من الجزيرة السعوديه فأكل الزروع وعشعش في البساتين ولم يستطع اصحاب البساتين و الفلاحون من مكافحته سوى اشعال النار وتكثيف الدخان بالقرب من المزارع لطرده او قتله، لذلك عم القحط في ربوع العراق، ثم تكاثرت كوارث الفيضانات المستمرة وغرقت الاراضي الزراعية المتبقية ،فازدادت المظالم والفقر والجوع والحرمان والقهر، بالاضافة الى التخلف الموروث المستشري في البلاد،لذلك تجمع الافنديه و رؤساء العشائر ورجال الدين للتداول فيما بينهم لمواجهة الاحتلال الانكليزي البربري والحالة المأساوية التي يحياها الشعب العراقي ، أنهم جميعا عارضوا الاحتلال العسكري البريطاني ،لكن الغريب ان رجال العشائر لا تثق برجال المدن الافنديه( باش بزق) جامعي الضرائب، لابسي( البرنيطه و السدارة و البينباغ) الذين كانوا جزءا من الادارة العثمانيه و البريطانيه، اما الفئات الدينيه فقد لعبت دورا هاما بين ابناء العشائر والمدن، لذلك كان الحراك الثوري والعمل الجماهيري عند العشائر والفلاحين والكسبة و رجالات الدين أكثر حماسا، ولكل هذا توحدت المشاعر الدينيه والوطنيه ورفض الأوضاع الحاليه المتدهورة، مما استدعى من اخذ أجراءآت عسكريه بريطانيه أضافيه ضد الوطنيين العراقيين، الذين تبنوا نهجا وطنيا، من الصعوبه بمكان مقاومته وهوالوحدة بين السنه و الشيعه وجميع مكونات الشعب العراقي والعشائر والتجار، والقوى الوطنيه المتنوره التي تطالب بالأستقلال ،، ،،، (من يريد ان يوقد شعلة قوية في لحظة واحدة ، يبدأ بأشعالها بقليل من القش) – شكسبير،،