الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 55تاريخ التسجيل : 17/03/2010الابراج :
موضوع: قاتل العائلة المالكة الخميس 9 ديسمبر 2010 - 22:06
عبدالستار سبع العبوسي قاتل العائلة المالكة وفي مقدمتهم الملك فيصل الثاني وولي العهد وهولم يكن منتمي الى مجموعة الضباط الأحرار
سيف الدين الدوري
في هذه المناسبة لن أتحدث علي الطريقة الكلاسيكية التي اعتدنا الحديث عنها من حيث تنظيمات الضباط الاحرار وبطولات العقيد عبد السلام عارف في سيطرته علي اللواء العشرين والزحف به الي بغداد واسقاط النظام الملكي واعلان الجمهورية.وتولي الزعيم عبد الكريم قاسم آمر اللواء التاسع عشر مهام القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء ووزير للدفاع.ا سأتناول هذه المرة المأساة الحقيقية للعائلة المالكة بل مأساة وطن وشعب بدأت من قصر الرحاب ولم تنته حتي يومنا هذا. بدأت حين أقدم النقيب عبد الستار سبع العبوسي آمر دورة تدريب مشاة في مدرسة المشاة بمعسكر الوشاش علي ارتكاب جريمته، والذي لم يكن من الضباط الاحرار ولا من المبلغين بالثورة، اذ أنه حينما علم بالثورة تحرك ومعه عشرون شخصا بعد أن فتح مخازن الاسلحة في معسكر الوشاش وتوجه نحو قصر الرحاب حيث تقيم العائلة المالكة هناك وارتكب أبشع جريمة شهدها العراق في تاريخه الحديث عندما أطلق الرصاص من رشاشته تجاه العائلة المالكة التي خرجت مستسلمة فقضي بفعلته الشنيعة عليها، وخاصة الملك الشاب فيصل الثاني وخاله الأمير عبد الاله الذي سحلت جثته في شوارع بغداد ثم قطعت الي أشلاء. شاهدت بنفسي صبيحة ذلك اليوم جثة عبد الإله معلقة من احدي البنايات في الشارع الذي حمل اسمه بمنطقة الكرخ الممتد من جسر الشهداء باتجاه الشواكة وبالذات بالقرب من عيادة الدكتور عبد المجيد القصاب. ثم اطلق علي الشارع اسم (شارع النصر) فيما كانت زوجة الامير عبد الاله الاميرة هيام - الوحيدة الناجية من المجزرة- بعد ان اصيبت اصابات طفيفة نقلت علي اثرها الي مستشفي مير الياس- الشعب فيما بعد في منطقة العيواضية القريبة من جسر الصرافية ودخلت باسم مستعار حتي جاءت والدتها واخرجتها سرا من المستشفي خوفا من افتضاح امرها ثم انتقلت الي الاردن بضيافة العاهل الاردني الراحل حتي انتقلت الي جوار ربها. كما لقيت مصرعها الاميرة نفيسة والدة الامير عبد الاله واحدي بناتها داخل قصر الرحاب فجر يوم الرابع عشر من تموز 1958. تلك الجريمة المروعة حين سالت دماؤهم البريئة علي ارض قصر الرحاب والتي ظلت تسيل، بل ان شعبنا العراقي ظل يعاني منها ومن تداعياتها حتي يومنا هذا. كما استشهد ايضا النقيب ثابت يونس والجندي محمد فقي فيما جرح نائب العريف عبد فهد. اما العقيد طه مصطفي البامرني، آمر الحرس الملكي في قصر الرحاب والذي شغل المنصب خلفا للواء عبيد المضايفي الذي انتقل الي كبير المرافقين العسكريين. وكان قد رشح لهذا المنصب قبل ان يشغله البامرني كلا من العميد الركن ناظم الطبقجلي الذي اصبح قائدا للفرقة الثانية بكركوك عقب نجاح الثورة، وكذلك رشح لهذا المنصب العقيد الركن محي الدين عبد الحميد الذي شغل منصب وزير التربية، الا ان عبد الحميد تم الاعتراض عليه لانه كان مرافقا عسكريا للعقيد كامل شبيب، احد ابطال حركة مايس 1941 كما رشح لهذا المنصب العقيد الركن عبد العزيز العقيلي، الذي اصبح فيما بعد وزيرا للدفاع في عهد الرئيس عبد السلام محمد عارف، كما كان اقوي المرشحين العميد الركن احمد محمد يحيي الذي شغل منصب وزير الداخلية عقب اقصاء عبد السلام عارف عنها. وكان يحيي هذا احد اصدقاء الامير عبد الاله الشخصيين واخيرا تم تعيين العميد الركن محسن محمد علي الملحق العسكري العراقي في القاهرة، ثم نقل الي منصب مدير الدعاية العام فتسلم طه البامرني آمرية لواء الحرس الملكي الذي لم يطلق رصاصة واحدة دفاعا عن العائلة ومعه رئيس الخفر النقيب سالم رشيد الذي فتح المشاجب ووزع السلاح بمساعدة الملازم محمد أمين والنقيب عبد الرحمن محمد صالح والملازم الاول محمد رضا الدجيلي من ضباط لواء حرس الشرف ومعهم خفر القصر الملازم كاظم جبر. طه البامرني هذا تحول 180 درجة من آمر لواء الحرس الملكي الي قائد للمقاومة الشعبية.اما النقيب منعم عزيز ضابط مدرعات فوج الحرس الملكي والملازم عبد الله مجيد ضابط مفرزة تصليح آليات لواء الحرس الملكي فقد اصبحا مرافقين للعقيد الركن عبد السلام محمد عارف مفجر الثورة.حيث جاء الملازم الاول عبد الله مجيد ووقف الي جانب القوة المهاجمة وتحدث معها ثم عاد تاركا القوة تهاجم القصر( سبحان الله) ويقال انه اوصل هذه القوة الي القصرالتي كانت بقيادة المقدم جواد الكناوي احد مرافقي الامير عبد الاله الذي كلف بالتحرك باتجاه قصر الرحاب ومعه قوة من 40 جنديا تقريبا، بقيادة النقيب منذر سليم والنقيب جواد حميد من الفوج الثاني للواء العشرين.
تحذيرات الملك الأردني اما الاميرة بديعة شقيقة الملكة عالية وزوجة الشريف حسين فقد كانت تسكن في شارع الاميرات، وحينما علمت مع عائلتها بأمر الثورة استنجدت بالمهندس عبد القادر رانية الذي نقلها ومعه زوجته نجاة طعيمة بالسيارة الي السفارة السعودية ببغداد ومعها ولداها محمد (7 سنوات ) وعبد الله (5 سنوات) وعاد مرة اخري ونقل معه الشريف حسين ومعه ولده علي (سنتان ونصف) ومكثوا في السفارة السعودية قرابة الشهر حيث علم قادة الثورة بذلك وسمحوا للعائلة بالسفر الي القاهرة، حيث كانوا يحملون جوازات سفر مصرية. وهنا ابدي العقيد طاهر يحيي مدير الشرطة العام اهتماما بضمان سلامة وصول العائلة الي القاهرة وأمر ضابط الشرطة عبد اللطيف عبد المجود الصميدعي بمرافقتهم بالطائرة الي القاهرة وتسليمهم هناك. قبل ثورة 14 تموز التقي العاهل الأردني الراحل الملك حسين رفيق عارف رئيس اركان الجيش العراقي واخبره بأن هناك تحركات لبعض الضباط العراقيين للاطاحة بالنظام الملكي الا ان رفيق عارف لم يكترث لذلك بل ضحك ضحكة وصفها الملك حسين بالبلهاء، ويقول قلت له لا تضحك! ان الامور جد خطيرة. فرد عليه رفيق عارف ان الجيش العراقي ولاؤه للملك وعليكم انتم ان تحذروا ذلك. كانت قد وردت معلومات عن نشاطات العسكريين السرية منهم العميد الركن ناجي طالب آمر احد الالوية في الفرقة الاولي والمرافق الاقدم السابق للامير عبد الاله. يقول عبد الله بكر رئيس الديوان الملكي انه قبل الثورة بأيام جاء بهجت العطية مدير الامن العام لمقابلة الامير عبد الاله واخبرني قائلا له ان هناك تكتلات في الجيش ولدي معلومات تفصيلية سأخبر الملك بها. وبعد مقابلته للملك والامير عبد الاله استدعي الملك رئيس اركان الجيش رفيق عارف وابلغه بما جاء به بهجت العطية من انباء ، فأجاب رفيق عارف بأن هذه المعلومات مغلوطة وان هذا العمل هو تجسس علي الجيش من بهجت العطية وارفضه رفضا قاطعا. ويضيف عبد الله بكر انه بعد خروج رفيق عارف من مقابلته للملك وعبد الاله جاء الي غرفتي وقلت له سمعنا عن وجود حركة في الجيش يخشي من عواقبها، اجابني بالعامية "لا تدير بال.. ترهات" واتبعها بقهقهة. ان الثوار او الانقلابيون اقتدوا بثورة 23 تموز/يوليو 1952 في مصر منطلقين من مقولة ان ما يصح لمصر لماذا لا يصح للعراق. الا انهم مع الاسف كما يقول المثل" ان الصحة لا تعدي . بل المرض يعدي" فهم لم يقلدوا ثورة يوليو بمصر من حيث انها ثورة بيضاء لم تسفك بها قطرة دم واحدة، فالملك فاروق عند خلعه تم تسفيره الي نابولي بايطاليا علي ظهر الباخرة "المحروسة" مودعا من قبل عدد من اعضاء مجلس قيادة الثورة مع اطلاقة 21 اطلاقة مدفع. بينما ثوار تموز في العراق بدأوا حكمهم بمجزرة قصر الرحاب وتركوا الأمور الي الغوغاء في الشارع تتولي قتل وسحل كل من يشكون به. تماما كما حصل عقب الاحتلال الامريكي للعراق حين خرج البعض يقتلون وينهبون ويحرقون ويحطمون كل شيء امامهم. ومنذ ذلك اليوم دخل العراق في برك من الدماء لا نعرف متي تنتهي. كان المطلوب حسب ما ادعي بعض الضباط الذين تولوامهمة السيطرة علي قصر الرحاب اعتقال العائلة المالكة ونقلها الي وزارة الدفاع ومن هناك يجري تسفيرها الي الخارج. لكن اطلاقات العبوسي الرعناء هذه غيرت مجري التاريخ من ثورة بيضاء الي مأساة ملك وعائلته، بل مأساة شعب ووطن