لم يظهر الملاك جبرائيل لزكريا ومريم العذراء فقط بل ظهر أيضا لدانيال النبي قبل ذلك بنحو خمسمائة عام (دان 8: 15 ؛ 9: 21). وكلما ظهر حمل معه أنباء هامة من الله.
كانت الناصرة، موطن مريم ويوسف، بعيدة عن أورشليم مركز اليهودية والعبادة. ولما كانت الناصرة تقع على طريق تجاري كبير، لذلك فكثيرا ما كان يزورها تجار أمميون وجنود رومان. لذلك ذاع لها صيت سيىء بين اليهود (يو 1: 46). وقد ولد الرب يسوع في بيت لحم، لكنه تربى في الناصرة. إلا أن أهل الناصرة رفضوا أن يقبلوا أنه المسيح (لو 4: 22-30).
كانت مريم فتاة صغيرة وفقيرة. وهي صفات تجعلها تبدو، في نظر أهل ذلك الزمان، أنها لا يمكن أن يستخدمها الله في أي عمل جليل. إلا أن الله اختار مريم لواحد من أهم المطاليب التي كان يطلبها من أي إنسان وهو الطاعة. قد تشعر أن ظروفك في الحياة لا تؤهلك لخدمة الله، لكن لا تحد اختيارات الله، فقد يستخدمك إن وثقت به.
إن بركة الله لا تجلب، بالتبعية وبصورة آلية، نجاحا أو شهرة أو نعمة فورية. فإن بركته للقديسة مريم العذراء، حيث صارت أما للسيد المسيح، سببت لها الكثير من الألم. فربما عايرها البعض أو هزأوا بها، كما أن خطيبها يوسف لما علم بأمر حبلها أراد فك الخطوبة وتركها سرا. بل وصار ابنها مرفوضا، وفي النهاية قتل. ولكن من خلال ابنها جاء الرجاء الوحيد للعالم. ولذلك أصبحت "جميع الأجيال تطوبها" لأنها "مباركة بين النساء". وبذلك أدى خضوعها إلى خلاصنا. فإن تسببت البركات الممنوحة لك في بعض الآلام، فكر حينئذ في مريم العذراء، وانتظر بصبر أن يتمم الله خطته.
"يسوع" صورة أخرى من الاسم "يشوع"، وهو اسم عبري شائع، معناه "المخلص". وكما قاد يشوع بني إسرائيل إلى أرض الموعد (يش 1:2) كذلك يقود الرب يسوع شعبه إلى الحياة الأبدية. وهكذا فإن رمزية الاسم لم تغب عن الشعب آنذاك، فقد كانوا يأخذون الأسماء بجدية، ويرون فيها مصدرا للقوة. فباسم يسوع كان الناس يشفون من أمراضهم، كما كانت الأرواح الشريرة تخرج باسمه، والخطايا تغفر.
منذ بضع قرون، وعد الله الملك داود أن يدوم ملكه إلى الأبد (2صم 7: 16). وقد تم هذا الوعد بمجيء يسوع من نسل داود مباشرة ليستمر ملك داود إلى الأبد.
إن ولادة الرب يسوع من عذراء لمعجزة يصعب على الكثيرين الإيمان بها. ولعل الحقائق الثلاث التالية تقدر أن تعين إيماننا : (1) كان لوقا طبيبا، وكان يعرف تماما كيف يولد الأطفال. ولابد أنه كان صعبا عليه أن يؤمن بولادة يسوع من عذراء، إلا أنه مع هذا قرر هذا الأمر كحقيقة ثابتة. (2) كان لوقا باحثا مدققا، وقد بنى إنجيله على روايات شهود العيان. ويقول التقليد إنه تحدث مع مريم العذراء عن الأحداث التي سجلها في الفصلين الأولين من إنجيله. فهذه، إذا، روايتها، وليست وهما أو اختراعا من خيال. (3) إن المسيحيين واليهود الذين يعبدون الله خالق الكون، ينبغي أن يؤمنوا بأنه قادر على خلق طفل في رحم عذراء.
ولد الرب يسوع بدون الخطية التي دخلت إلى العالم من خلال آدم. فقد ولد قدوسا كما كان آدم قد خلق قديسا بلا خطية. ولكن على نقيض آدم الذي عصا الله، أطاع يسوع الله، وأمكنه بذلك أن يصبح بديلا عنا في تحمل تبعات الخطية، حتى ننال نحن القبول أمام الله (رو 5: 14-19).
إن الفتاة غير المتزوجة إذا حبلت تواجه مصيبة كبرى. وما لم يوافق أبو الطفل أن يتزوجها تظل طول حياتها بلا زواج. وإن رفضها أبوها أو طردها فقد تضطر إلى التسول، وأحيانا إلى الانحراف، حتى تكسب قوتها. أما مريم العذراء فإنها بروايتها عن الحبل من الروح القدس واجهت مخاطرة عظيمة. إلا أنها برغم كل الاحتمالات قبلت الأمر قائلة : "ها أنا عبدة الرب، ليكن لي كما تقول". وعندما قالت ذلك لم تكن تعرف شيئا عن البركة الهائلة التي ستنالها، فإنها لم تعرف سوى أن الله يطلب منها أن تخدمه، فأطاعته من كل قلبها. وأنت! قدم نفسك باختيارك حتى وإن بدت النتائج خطيرة.
في كل الأسفار المقدسة كان إعلان مولد طفل يقابل بردود فعل متباينة، فقد ضحكت سارة امرأة إبراهيم (تك 18: 9-15) أما منوح، أبو شمشون فقد ذعر (قض 13: 22) بينما شك زكريا (لو 1: 18). أما مريم العذراء، فعلى العكس من ذلك فإنها خضعت، إذ آمنت بكلمات الملاك وقبلت أن تحمل الطفل حتى في ظروف بشرية مستحيلة، فإن الله قادر على أن يعمل المستحيل. فينبغي إذا أن نتجاوب مع ما يطلبه لا بالضحك أو بالخوف أو بالشك بل بالقبول التلقائي الخاضع.
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: لوقا (01 / 26 – 38) البشارة بميلاد يسوع الجمعة 10 ديسمبر 2010 - 14:53
بسم الآب والأبــن والروح القدس الإله الواحــــد آميـــــــــــن لم يبقـــى إلاّ اسبوعين وكم يوم , ويطـــل علينـــا فرح السّـــماء العظيــم ! مبشّــــراً لنا بميـــلاد الطّفــــل يسوع المسيح ـ له كل مجد ـ مخلّصنـــــا وفادينـــــا ! المجد لله في الأعالــــي وعلى الأرض السّــــلام وبين النّاس المســـــــرة . جزيل الشّـــكر اختنا العزيزة * كريمة عم مرقس * لهــــــذه البشّـــــارة المفرحــــــة ! وكـــلّ عام وأنتــــــم بألــــلف خير وســـــلام , خالص آحترامنــــا وتقديرنـــــــا ...
كريمة عم مرقس عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010الابراج :