ألمانيا تفاجئ إسرائيل.. وتطالبها بإبرام اتفاق سلام خلال سنة
كاتب الموضوع
رسالة
كريمة عم مرقس عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010الابراج :
موضوع: ألمانيا تفاجئ إسرائيل.. وتطالبها بإبرام اتفاق سلام خلال سنة الثلاثاء 14 ديسمبر 2010 - 16:42
ألمانيا تفاجئ إسرائيل.. وتطالبها بإبرام اتفاق سلام خلال سنة
2010-12-14 17:15:54
بعد أيام قليلة من نشر نتائج استطلاع رأي تفيد بأن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، هي الشخصية العالمية المحبوبة عند اليهود، وصل مبعوث من برلين إلى تل أبيب، أمس، يحمل رسالة صدمت حكومة بينامين نتنياهو، إذ تقول فيها إنه في حالة العجز عن التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية خلال سنة، فإن ألمانيا وبقية دول أوروبا ستؤيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن بلا تنسيق مع إسرائيل.
ونقل الرسالة وزير الدولة الألماني، فون كلايدن، الليلة قبل الماضية، الذي أوضح أن العالم يرى أن هناك فرصة سانحة لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني ينبغي ألا تضيع بسبب حسابات ضيقة لهذا الحزب أو تلك الحركة، مشيرا إلى أن هذه الفرصة من مصلحة لإسرائيل وأمنها وللشعب الفلسطيني ولكل شعوب العالم، تعطي دفعة مهمة لمكافحة الإرهاب الدولي وتقليص أخطار الحرب والدمار في العالم.
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، إن ميركل على ما يبدو تحدث انعطافا في العلاقات مع إسرائيل. وكما ذكرت هذه المصادر لصحيفة «معاريف»، أمس، أنه لا يعرف إن كان التغيير في مواقفها ناجم عن طلب أميركي أم أنه تعبير عن مللها من سياسة نتنياهو. وزادت المصادر ذاتها قائلة إن الموقف الألماني الجديد يدل على ضعف الإلتزامات الألمانية تجاه إسرائيل، والتي ميزت السياسة الألمانية منذ سقوط النازية، وإقامة الدولة العبرية كتعويض عن جرائم النازية تجاه اليهود في أوروبا.
لكن مصادر حكومية ذكرت أن مكتب نتنياهو يقيم اتصالات متواصلة مع مكتب ميركل من أجل تسوية هذه المشكلة، وتغيير التوجه الألماني «المتطرف»، ورفضت القول إن هناك أزمة في العلاقات مع ألمانيا، حيث إن ميركل ستصل إلى إسرائيل في بحر شهر يناير (كانون الثاني) المقبل،على رأس وفد كبير من وزراء حكومتها لعقد جلسة مشتركة مع الحكومة الاسرائييلة.
وصدم الإسرائيليون بشكل خاص من الموقف الألماني الذي يحمل حكومة إسرائيل المسؤولية كاملة عن فشل الخطة الأميركية لاستئناف مفاوضات السلام المباشرة مقابل تجميد البناء الاستيطاني لثلاثة أشهر. وعبرت ألمانيا عن هذا الموقف في الأسبوع الماضي، خلال البحث في الاتحاد الأوروبي حول الإعلان الأميركي عن هذا الفشل. فقدم المندوب الألماني مشروع اقتراح باسم «الخمسة الكبار» (ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا) لاستنكار سياسة الرفض الإسرائيلية والتلويح بتهديد الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن.
ومنذ ذلك الوقت، تحاول إسرائيل تخفيف حدة القرار وتضمينه انتقادا أيضا للسلطة الفلسطينية، وتطلب من الأوروبيين أن يتبنوا الصيغة نفسها التي استخدمتها وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاي كلينتون، في خطابها يوم الجمعة الماضية. ولكن الرد الألماني يبين أن المطلب الإسرائيلي قد رفض. ومن المتوقع أن يتحول إلى موقف أوروبي شامل في كل لحظة.
وأفادت مصادر مقربة من الوزير الألماني الذي نقل الرسالة، بأنه وجه عدة أسئلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في لقائهما الليلة قبل الماضية، حول المطالب الإسرائيلية من الفلسطينيين، والمواقف الإسرائيلية من مطالب الفلسطينيين منها: ما هو الثمن الذي تطلبونه من الفلسطينيين مقابل تجميد البناء الاستيطاني، فأجابه نتنياهو: «أن يعترفوا بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، وربط هذا الاعتراف بقضية اللاجئين»، مما يعني أنه يريد أن يتنازل الفلسطينيون عن حق عودة اللاجئين أيضا مقابل تجميد الاستيطان.
بيد أن ألمانيا نفت وجود هذه الرسالة. وقال ناطق باسم الحكومة الفيدرالية في برلين لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه الرسالة غير موجودة»ز إلا أن مصادر غربية على اطلاع على المحادثات الأوروبية حول الملف الفسطيني، لم تنف بشكل قاطع وجود اقتراح شبيه، ولكنها قالت لـصحيفة «الشرق الأوسط» إن الأمر ما زال عبارة عن أفكار في طور البحث.
وقالت المصادر ذاتها إن «المحادثات بين البلدان الأوروبية بدأت من منطلق أن مفاوضات السلام وصلت إلى طريق مسدود، ونحن نتشاور في ما إذا كان إعلان دعمنا لتأسيس دولة فلسطينية، قد يساعد الأمور في الوقت الحالي».
وأشارت المصادر إلى «جهود كبيرة» تبذل داخل الاتحاد الأوروبي للبحث عن طريقة للتعاطي مع الوضع الحالي الذي وصفته بأنه «محبط للغاية». وتحدثت عن «خيبة أمل أوروبية كبيرة جدا بعد العجز عن التوصل لاتفاق لتجميد المستوطنات». ولكنها أوضحت أنه لأسباب «تكتيكية»، فإن «الوقت ليس مناسبا الآن لدعم قيام دولة فلسطينية، أو الدفع لتحقيق هذا الهدف علنا».
وتحدثت المصادر أيضا عن «عدة نقاشات داخلية» للبحث في كيفية دفع الأمور إلى الأمام من جديد. وقالت إن من بين الاقتراحات هناك «إمكانية الدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية لممارسة الضغوط على إسرائيل». وزادت قائلة: «الأمر الحساس بالنسبة إلى اقتراح من نوع الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية، هو الحصول على دعم أميركي ضمني، وإلا فإن ذلك قد يقوض حظوظ إمكانية إعادة الطرفين إلى طاولة المحادثات».
وأشارت المصادر إلى مناقشة اقتراح آخر يتعلق بإمكانية أن تلعب دول أوروبية دور «الشرطي السيء»، بينما تلعب الولايات المتحدة دور «الشرطي الطيب».
إلا أن المصادر شددت على أنه من دون دعم أميركي لهذه الاقتراحات، فلن يكون هناك جدوى للمضي قدما بها. وقالت: «إذا لم يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل بصوت واحد، فإنه من المحتمل أن ينتهي الأمر إلى تعقيد الوضع ويؤدي إلى نتائج عكسية». واعترفت المصادر بأن الاتحاد الأوروبي ناقش هذه الافكار مع الطرف الأميركي، إلا أنه لم يكن هناك قبول لها.
وقالت: «ناقشنا الأمر مع الولايات المتحدة، ولكن هناك قلق من جهتهم من أنه إذا بدأنا نتحدث عن الاعتراف بدولة فلسطينية، فإن ذلك سيقلل من إمكانية أن يعود الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات». وأضافت أنه بسبب ذلك، فإن أي استنتاج أوروبي سيتم التوصل إليه الآن حول القضية الفلسطينية، سيكون عبارة عن «حديث عن طموح ورغبة بالتوصل إلى إقامة دولة فلسطينية من دون ذكر تاريخ معين أو شروط».
إلى ذلك، وصل المبعوث الرئاسي الأميركي، جورج ميتشل، أمس إلى تل أبيب، وبدأ جولة محادثات في المساء مع نتنياهو، وسيصل اليوم إلى رام الله لكي يلتقي الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وقد طلب من كل منهما أن يعرض مواقفه المبدئية الأولية في القضايا الكبرى للصراع (الحدود والأمن والقدس واللاجئون والمياه وغيرها)، حتى يرسم صورة للخلافات وكيفية جسر الهوة بينها.
ألمانيا تفاجئ إسرائيل.. وتطالبها بإبرام اتفاق سلام خلال سنة