عمان- القدس العربي ـ من بسام البدارين ـ لا أحد يصدق ما تقوله السلطات الأردنية عن سجن سلحوب على أساس أنه سجن إعتيادي تطبق فيه معايير السجون ومراكز التوقيف والإصلاح المعتمدة في كل البلاد فكل المؤشرات تقول بوضوح أن هذا السجن الصغير جدا {سياحي} بإمتياز ومخصص بصورة حصرية لكبار اللاعبين من الذين يخالفون القوانين او يتورطون بقضايا فساد. بمعنى آخر سجن سلحوب السياحي غربي العاصمة الأردنية عمان للأثرياء والنخبة ومساجين طبقة الكريما فلو كان سجنا عاديا يستع ل 60 سريرا كما تقول إدارة السجون لإمكن إستخدامه لحل مشكلة الزحمة في سجون المساخيط والبسطاء القليلة في البلاد كما لاحظ الكاتب في صحيفة الغد الدكتور محمد أبو رمان الذي طالب السلطات بالكشف بشفافية عن طبيعة وأهداف هذا السجن ومزاياه.
وسجن سلحوب أقيم على شكل نزل صغير ومعزول في منطقة سياحية جدا وطبقت فيه معايير "الحراسة الناعمة" التي لا يشعر بها لا المواطن ولا العابر للمنطقة.
وأنشيء السجن منذ خمس سنوات على ربوة مرتفعة وهضبة جبلية محاطة بالغابات الساحرة بجوار قرية سلحوب السياحية على الطريق ما بين مدينتي عمان وجرش.
ولا زال ما يقع داخل أسوار السجن مرتعا لكل الأسرار فعدد النزلاء فيه الان فقط أربعة مساجين من أشهر المساجين في تاريخ السجون الأردنية وهم وزير سابق لعدة مرات ورجل أعمال نافذ ومشهور، ومديرين كبار في شركة مصفاة البترول والمساجين الأربعة صدرت بحقهم أحكام تمييزية بالسجن على خلفية قصة مصفاة البتول فكانوا أول زوار للمكان.
وخلافا لبقية مراكز السجون لا تفتح السلطات هذا المرفق السياحي كسجن من فئة خمسة نجوم للإعلاميين فعدد غرفه المستقلة او أجنحته الفندقية حسب التسريبات يبلغ 60 لكن عدد النزلاء أربعة فقط.
ومن الواضح ان مستوى الخدمة في سجن سلحوب مرتبك بمستوى نفوذ السجين ووضعه المالي ومرتبط أكثر بملاءته المالية فأغلب التقدير أن الخدمات في هذا السجن نوعان اول إعتيادي والثاني خاص جدا ومدفوع الكلفة على حساب النزيل بما في ذلك خدمات الإتصال والرفاهية والإستقبال والخلوة والهاتف والتلفزيون.
ويشار لسجن سلحوب الذي أصبح عنوانا للحداثة في عالم السجون الأردنية بإعتباره المحطة التي تنذر ضمنيا بعض اللاعبين الكبار وستستقبل الرؤوس الكبيرة التي تدان بقضايا فساد على الأرجح فهو سجن الحيتان والنافذين وكبار المسئولين السابقين.
سجن سياحي في الأردن مخصص لنزلاء الطبقة المخملية والحيتان والنافذين