1- قطع المجوس آلاف الأميال ليشاهدوا ملك اليهود . وقد قطع المجوس آلاف الأميال ليشاهدوا ملك اليهود. وأخيرا، عندما رأوه، فرحوا وعبدوه وقدموا له هداياهم. وكم يختلف هذا الاتجاه عن الاتجاه الذي يتخذه الناس، عادة في هذه الأيام، فنحن ننتظر أن يأتي الله باحثا عنا، معلنا ذاته لنا، مبرهنا على هويته، ثم يقدم لنا الهدايا. ولكن الحكماء بيننا لا يزالون يطلبون الرب يسوع ويتعبدون له، لا لأجل ما يحصلون عليه منه، بل لأجل شخصه.
2- بلدة بيت لحم . تقع البلدة الصغيرة، بيت لحم، على بعد ثمانية كيلومترات إلى الجنوب من أورشليم، وتقع على تل يرتفع لأكثر من ستمائة متر عن سطح البحر. وهي مذكورة بتفصيل أكثر في إنجيل لوقا. كما يفسر إنجيل لوقا لماذا كان يوسف ومريم العذراء في بيت لحم، بدلا من الناصرة، بلدتهما الأصلية، عندما ولد الطفل يسوع.
3- المناطق السياسية لأرض أسرائيل . كانت أرض إسرائيل مقسمة إلى أربع مناطق سياسية، وعدة أقسام أخرى صغيرة. فكانت اليهودية في الجنوب، والسامرة في الوسط، والجليل في الشمال، وأدومية ناحية الشرق. وقد جاء في النبوات (مي 5: 2) أن بيت لحم ستكون المكان الذي يولد فيه المسيح. وكانت أورشليم في اليهودية كذلك، وكانت مقرا لحكومة هيرودس الكبير، الذي كان ملكا على الأربع المناطق السياسية. وبعد موت هيرودس، وزعت المناطق على ثلاثة حكام مستقلين عن بعضهم البعض . ومع أنه كان قاسيا شريرا حتى إنه قتل الكثيرين من عائلته، إلا أن هيرودس الكبير أشرف على تجديد الهيكل، وجعله أكثر اتساعا وأروع جمالا، وقد جعله هذا العمل محبوبا عند كثيرين من اليهود. وكثيرا ما زار المسيح أورشليم؛ لأن الأعياد اليهودية الكبيرة كانت تقام هناك.
4- المجوس ( الحكماء ) . لا نعلم الكثير عن هؤلاء المجوس (الحكماء). فلا نعرف من أين أتوا، كما لا نعرف عددهم. وتقول التقاليد إنهم كانوا يحتلون مراكز كبيرة وقدموا من "بارثيا"، بالقرب من موقع بابل القديمة. كيف عرفوا أن النجم يشير إلى المسيح؟ (1) ربما كانوا من اليهود الذين بقوا في بابل بعد السبي، وكانوا يعرفون نبوات العهد القديم عن مجيء المسيح. (2) ربما كانوا شرقيين يشتغلون بالتنجيم وقد درسوا المخطوطات القديمة من أنحاء العالم. ولأن السبي اليهودي حدث قبل ذلك بمئات السنين، فلربما كان بين أيديهم نسخ من العهد القديم. (3) ربما كانت قد وصلتهم رسالة خاصة من الله، قادتهم إلى المسيح. ويقول بعض العلماء، إن كل واحد منهم جاء من بلد مختلف، وكأن العالم بأسره جاء ساجدا أمام الرب يسوع. وقد اعترف هؤلاء الرجال، الذين جاءوا من بعيد، أن يسوع هو المسيح، بينما أنكره أغلب شعب بني إسرائيل المختار. ويصور متى يسوع ملكا على كل العالم، وليس على اليهودية فقط.
5- المجوس رأوا نجم يسوع . قال المجوس إنهم رأوا نجم يسوع. وقد أشار بلعام إلى بروز "نجم من يعقوب" (عد 24: 17). وقال البعض ربما كان ذلك النجم عبارة عن اقتران كواكب المشترى وزحل والمريخ في سنة 6 ق.م. وقد قدم آخرون تفسيرات مختلفة. ولكن ألم يكن في مقدور الله خالق السموات، أن يخلق نجما خاصا، ليعلن مجيء ابنه؟ ومهما كانت طبيعة ذلك النجم، فقد سافر هؤلاء الرجال الحكماء آلاف الأميال، يبحثون عن ملك، وقد وجدوه.
6- المولود ملك اليهود . اضطرب هيرودس الأكبر كثيرا، عندما سأل المجوس عن المولود ملك اليهود، وذلك لأنه : (1) لم يكن الوارث الشرعي لعرش داود، ولذلك كرهه كثيرون من اليهود باعتباره مغتصبا. وظن أنه إذا كان يسوع وارثا حقا، فسيكون كفيلا بإثارة المتاعب. (2) كان هيرودس قاسيا جدا، ولكثرة أعدائه، كان يرتاب في أن يقوم أحدهم بانقلاب ضده. (3) لم يكن هيرودس يرغب في أن يلتف اليهود، ذلك الشعب المتدين، حول شخصية دينية. (4) إذا كان هؤلاء المجوس من أصل يهودي، ومن بارثيا (أكثر المناطق قوة بعد روما)، فإنهم بالتأكيد سيرحبون بملك يهودي، يستطيع أن ينتزع الزعامة من روما. فإن أرض إسرائيل التي تبعد كثيرا عن روما، يمكن أن تكون فريسة سهلة، لأمة تحاول أن تبسط نفوذها.
7- أغلب اليهود كانوا ينتظرون المسيح محررا حربيا وسياسيا عظيما . كان مستشارو هيرودس للأمور الدينية على علم بنبوة ميخا (5: 2) وبنبوات أخرى عن المسيح. وقد سببت الأخبار التي أتى بها المجوس الاضطراب لهيرودس، لأنه كان يعلم أن الشعب اليهودي يتوقع مجيء المسيح سريعا (لو 3: 15). وأغلب اليهود كانوا ينتظرون المسيح محررا حربيا وسياسيا عظيما، مثل الإسكندر الأكبر. ولابد أن مستشاري هيرودس أخبروه بذلك. فلا عجب أن يأمر هيرودس بقتل جميع أطفال بيت لحم، ليكون آمنا من هذا الجانب.
8- متي يقتبس من أنبياء العهد القديم . كثيرا ما اقتبس متى من أنبياء العهد القديم. وهذه النبوة المأخوذة من ميخا، جاءت من سبعة قرون مضت. والنص، هنا، يختلف قليلا عما جاء في سفر ميخا، لأن متى يعبر عن هذه الفكرة في العهد القديم، مبينا كيف تحققت في المسيح. وكثيرا ما يجمع كتاب العهد الجديد بين النصوص المتشابهة، عند الاستشهاد بالوحي المقدس، تأييدا للكلمة.
9- اعتقد أغلب قادة الدين أن نبوات العهد القديم ستتحقق حرفيا . اعتقد أغلب قادة الدين، أن نبوات العهد القديم ستتحقق حرفيا. ولهذا كانوا يؤمنون أن المسيح سيولد في بيت لحم. ومما يدعو للعجب، أنه عندما ولد يسوع، أصبح أولئك القادة هم أعظم أعدائه. فعندما جاء المسيح، الذي انتظروه طويلا، لم يعترفوا به.
10- كانت خطة هيرودس أن يقتل الرب يسوع . لم يرد هيرودس أن يسجد للمسيح، فقد كان يكذب. والحق لقد كانت خدعة، حتى يرجع إليه المجوس، ويكشفوا له عن المكان الذي يوجد فيه الملك المولود، فقد كانت خطة هيرودس أن يقتله.
11- المجوس يقدمون الهدايا التي تليق بملك المستقبل . قدم المجوس تلك الهدايا الثمينة، لأنها الهدايا التي تليق بملك المستقبل. وقد رأى دارسو الكتاب المقدس في تلك الهدايا، رمزا لشخصية المسيح، والإنجازات التي سيحققها. فالذهب هدية لملك، والبخور هدية لإله، أما المر فهو من الحنوط التي تقدم لشخص فان عند موته. ولعل بتلك الهدايا، أمكن تدبير الموارد المالية لرحلة العائلة إلى مصر والعودة منها.
12- تكريم المسيح لشخصه هو جوهر العبادة الحقيقية . لقد جاء المجوس بالهدايا وسجدوا له، لشخصه. وهذا هو جوهر العبادة الحقيقية، تكريم المسيح لشخصه، والاستعداد لإعطائه كل ما هو ثمين. اعبد الله لأنه الكامل، والبار، وخالق الكون القدير الذي يستحق أن تعطيه أفضل ما عندك.
13- الله يحذر المجوس ألايعودوا عن طريق أورشليم . بعد أن وجدوا الرب يسوع وسجدوا له، أتاهم تحذير من الله ألا يعودوا عن طريق أورشليم، كما كانوا ينوون. أن تجد الرب يسوع، قد يعني أن تأخذ حياتك اتجاها مختلفا ... الاتجاه الذي يتجاوب مع كلمة الله وطاعته. فهل أنت مستعد أن تتخذ طريقا مختلفا؟
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: متي (02 / 01 - 12) زيارة المجوس الخميس 16 ديسمبر 2010 - 21:58