جاء خوف موسى نتيجة توقعاته الزائدة. كان قلقا من جهة كيفية استجابة الشعب له. ونحن كثيرا ما نتوقع أحداثا ونتخيلها، ونرتعب مما يمكن أن يحدث من خطأ. والله لا يطلب منا أن نذهب إلى مكان لم يجهزه بالمعونة اللازمة، فسر إلى حيث يقودك متكلا عليه لأنه سيمدك بالشجاعة والثقة والموارد في اللحظة الملائمة.
كانت عصا الراعي، عادة، قضيبا خشبيا طوله من متر إلى مترين بيد ملتوية في أعلاها. وكان الراعي يستخدمها في السير وفي قيادة غنمه وفي قتل الثعابين، وفي أغراض أخرى كثيرة. ولكنها لم تكن أكثر من عصا، ولكن الله استخدم عصا الراعي البسيطة التي كانت في يد موسى ليعلمه درسا هاما. وأحيانا يسر الله باستخدام الأشياء العادية لغايات غير عادية. فما هي الأشياء العادية في حياتك : صوتك، قلمك، مطرقتك، فرشاتك، آلتك الموسيقية؟ ومع أن من السهل أن نعتقد أن الله يمكن أن يستخدم المهارات البارزة، لكن لا تعطل استخدامه لكل ما يمكن أن تقدمه له يوميا. فلم يتصور موسى القوة التي يمكن أن تكون في عصاه عندما تصبح عصا الله.
كان البرص أحد الأمراض الخطيرة في ذلك العصر إذ لم يكن له علاج. وكان الموت يتبع آلامه الشديدة. وكان موسى يعلم أن الله يقدر أن يسمح بأي نوع من المشاكل، كما يقدر أن يعالجها. ورأى موسى أن لله كل القدرة، وقد أرسله لاستخدام هذه القوة لإخراج العبرانيين من مصر.
توسل موسى لله أن يعفيه من هذه المأمورية، فهو لم يكن يحسن الكلام، مما سيسبب له الحرج. ولكن الله نظر إلى مشكلة موسى نظرة مختلفة تماما. فكل ما كان موسى في حاجة إليه، هو بعض المعونة. ومن كان يستطيع، أكثر من الله، أن يعينه على قول وفعل الأمور الصائبة؟ من السهل علينا أن نركز على ضعفاتنا، ولكن إذا طلب الله منا عمل شيء، فهو لابد أن يعيننا على إتمامه. وإذا كان العمل يمتد إلى أحد مجالات ضعفنا، فيمكننا أن نثق أنه سيمدنا بالكلمات والقوة والشجاعة والقدرة حيثما نحتاجها.
وافق الله أخيرا على أن يجعل هرون يتكلم عن موسى، فقد كان إحساس موسى بعجزه قويا حتى إنه لم يثق في قدرة الله على معونته. وكان على موسى مواجهة إحساسه العميق بعجزه مرارا عديدة. وعندما نواجه مواقف أصعب أو أرهب مما نقوى على احتماله، فيلزمنا أن نكون مستعدين لأن ندع الله يعاوننا.
أمسك موسى بعصا الراعي بشدة وهو في طريقه إلى مصر لمواجهة أعظم تحد في حياته، فكانت العصا تؤكد له حضور الله وقوته. ففي أوقات عدم اليقين، يحتاج بعض الناس شيئا لتشديدهم وطمأنتهم، ولأجل طمأنتنا في وسط التجارب العظيمة، أعطانا الله مواعيد من كلمته، وأمثلة من أبطال الإيمان العظام. ويمكن لأي مؤمن أن يستند تماما على ذلك.
هدد الله بقتل موسى لأن موسى لم يختن ابنه، ولماذا لم يفعل موسى ذلك؟ تذكر أن موسى قضى نصف حياته في قصر فرعون، والنصف الآخر في صحراء مديان، ولعله لم يكن عارفا تماما بشرائع الله، وبخاصة أن كل مطالب عهد الله مع إسرائيل (تك 17) لم تكن قد روعيت عمليا طوال 400 سنة. وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد كثيرون من العلماء أن زوجة موسى، بحسب خلفيتها الدينية، كانت تعارض الختان. ولكن لم يكن موسى بقادر أن يعمل عمل المنقذ المرسل من الله، إلا إذا تمم شروط عهد الله، وكان الختان أحد هذه الشروط. فقبل أن يستطيع التقدم أكثر من ذلك، كان على موسى وأسرته أن يطيعوا أوامر الله تماما. وحسب شريعة العهد القديم كان عدم الختان معناه الابتعاد عن بركات الله. وسرعان ما كان على موسى أن يتعلم أن عصيان الله كان أخطر من التعامل المحفوف بالمخاطر مع فرعون مصر.
لماذا قامت صفورة بعملية الختان؟ يعتقد كثير من العلماء أنه من المحتمل أن صفورة باعتبارها مديانية لا تعرف أهمية الختان، قد أقنعت موسى بعدم ختان ابنه. فإذا كانت هي التي منعت العملية، فكان يلزم الآن أن تقوم هي بها. من المحتمل أيضا أن موسى مرض نتيجة لعصيانه. وكان على صفورة أن تقوم بنفسها بعملية الختان لإنقاذ زوجها وابنها. ولاشك أنها لم تسعد بذلك، حتى إنها قالت لموسى ما قالته من عبارة شديدة
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: خروج (04 / 01 – 31) بنو إسرائيل في مصر (4) السبت 25 ديسمبر 2010 - 15:45
موضوع روحاني ممتاز !!! تسلم الأيادي اختنا الغالية * كريمة عم مرقس * كلّ عيد ميــلاد ورأس السّنة الجديـــــدة ( 2011 م ) وانتم بالف خــير وســــلامة ...
كريمة عم مرقس عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010الابراج :
موضوع: رد: خروج (04 / 01 – 31) بنو إسرائيل في مصر (4) السبت 25 ديسمبر 2010 - 16:38
بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين
مشكور اخ نادر على مرورك الرقيق والجميل
الرب يسوع يحفظك .... آمين
وانت اخي العزيز كل عام بالف خير وسلامة بعون الله امين