قصــــــــــة شــــــــــــــهيد الاضـحـــــــــــــــى
نبيل ابراهيم
في زمــن الاقــزام نفتقــــدك ايها العمـــــلاق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين *الرحمن الرحيم *مالك يوم الدين *اياك نعبد واياك نستعين *اهدنا الصراط المستقيم *صراط الذين انعمت عليهم *غير المغضوب عليهم *ولا الضالين
صدق الله العظيم
إن الموت آت لا محالة ، ويا سعده من مات وهو مرفوع الرأس والهامة
نقف اليوم من جديد نفس الوقفة التي اعتدناها كل عام منذ ثلاث سنوات؛ لنستذكر لحظة تاريخية حفرت في ذاكرة الإنسانية بدم عربي طاهر وزكي... لحظة أراد المولى عز وجل أن يكرم فيها واحدا من أعلام الأمة وأبطالها التاريخيين، وقادتها المخلصين المؤمنين المجاهدين، في زمن عز فيه أن نجد بين من يحتلون مواقع المسؤولية في الأمة من يتصف بإحدى هذه الصفات..!؟
إن الحديث عن صدام حسين ونحن نحيي ذكرى إستشهاده الرابعة لن يكون في كلمات بسيطة ولن نستطيع أن نستجمع سيرته ومواقفه في موسوعات أو كتب أو مجلدات لأن صدام حسين بشخصيته الخاصة كان شيئاً غير عادي فمن لم يعرف صدام حسين لم يعرف النضال ومن لم يعشق فكر صدام حسين فإنه لا يعرف العراق ولا امة العرب وأبنائها الأطهار الشجعان فمهما تحدثنا عن صدام حسين فلن نعطيه حقه ، فصدام يستحق منا كُل لحظة لنحيي ذكراه...خاصة أننا نفتقده في مثل هذه الأيام ونحن نتأمل أن يكون شعبنا سائراً على ما أحب صدام حسين, وإذ نستذكر شهيد الحج الأكبر، فإنه يحضرنا دور قادة حملوا هموم الأمة وناضلوا من أجل تحقيق أهدافها وفي المقدمة منهم شهداء الأمة الذين قضوا في سبيل فلسطين والعراق أمثال طه ياسين رمضان وياسر عرفات وعواد البندر وبرزان إبراهيم والشيخ أحمد ياسين.. وكل الأكرمين من شهداء الأمة.
كان الشهيد صدام حسين رحمه الله فعلا ثوريا جبارا، ونهجا جهاديا وأخلاقيا عظيما، ودفقا إيمانيا هائلا، بذل نفسه وأبناءه وما يملك في سبيل الله والمبادئ التي آمن بها وناضل طيلة حياته من أجل تحقيقها، مؤمنا أن وحدة هذه الأمة هي الركيزة الأساسية في عملية النهوض، لتستعيد الأمة دورها الرسالي العظيم، ولتشع كما كانت على الإنسانية جمعاء، فيعم العدل والسلام، وتستعيد البشرية إنسانيتها المداسة بحكم تفوق قوى الطغيان والبغي المتمثلة في الهيمنة الأمريكية المسنودة بحقد الصهيونية المجرمة.
وظل الشهيد صدام حسين رحمه الله يؤمن إلى آخر لحظة أن هذه الأمة تعاني من واقع التجزئة البغيضة، وأن جريمة احتلال فلسطين هي جوهر القضية، فكان يرى الوحدة طريقا لتحرير فلسطين، كما فلسطين طريقا للوحدة, فمع حلول الذكرى الرابعة لفقدان رجل العراق وأستشهاد الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله تعالى، لابد من المرور ولو سريعاً على مشهد الاستشهاد، كونه حقيقةً دون مبالغة مشهد على قدر ما يحمل من بشاعة وحقدٌ ضغين من قبل حكام العراق الجدد المحكومين من قوات الإحتلال الأمريكية والإيرانية ضد هذا الرجل خاصة والعرب والمسلمين عامة، على قدر ما أثار إحترام وتقدير العديد من الرجال الوطنيين والمقاوميين وخاصة رجال الدين منهم، وذلك لوقفة رجل شجاع صلد ثبّتهُ الله وقت الشدائد.
ذالك اليوم الذي إهتزت شاشات العالم أجمع بالمنظر البشع، في الوقت الذي تلاقت فيه ردود فعل ثلاثة دول تحكم الآن في العراق وهي إيران والولايات المتحدة الأمريكية و دويلة الكيان الصهيوني و حزب اللات التابع للعمامة الفارسية,حين رقصوا وطبلوا وزمروا لجريمة أغتيال صدام حسين صبيحة يوم عيد الاضحى المبارك, فالمشهد الذي لن ينساه العراقيون والعرب والمسلمون عموما جُسِّد بشكل كبير حال العراق اليوم في زمن يدعى فيه الديموقراطية...فمن خلال شريط لم يتجاوز دقائق معدودة وصف بشكل كبير وحقيقي حال العراق اليوم، حينما ظهر ممثلين عن خونة بغداد الجدد ملثّمين الأوجه في مشهد شديد الشبه بعناصر الميلسشيات المسلحة التي تقتل وصاحبة الإجرام في العراق اليوم، كما وأنّ الهتافات الطائفية التي أطلقها الملثمون وقتها... قبحاً عندما ختموا الصلاة على النبي الكريم بالنباح بالمعتوه مقتدى، في الوقت الذي علا صوت صدام بختم الصلاة على الرسول الكريم بـالشهادة والتكبير بـ (الله أكبر) التي علّت وبها تمّت وتجلّت شهادته...لذلك يا لها من مفارقة من حيث الأدب الأخلاقي والديني بين رجل واحد أمام عدد من الملثمين يهتفون بعفن العمائم الدينية الخائنة الحاكمة في العراق
((... إن الصهيونية المسيطرة على مقدّرات العالم اليوم ، لا تسمح بظهور قائد عربي مسلم ، يحب أن يسير على خطى أجداده من القادة التاريخيين العظماء ، بل تريد القادة العرب والمسلمين مجرّد موظفين صعاليك ، يسهرون على حماية المصالح الصهيونية في بلادهم ، مقابل حفنة من الدولارات ، تماماً كما يُعلف الحمار تمهيداً لتكليفه بمهمة شاقّة...))
هكذا قال شيخ الشهداء صدام حسين لشعبه ولمحبيه, فبعد استهداف الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي لعراقتا ولشعبنا في آذار 2003 ، اغتالت عصابات الاحتلال قائد العراق وباني نهضته ظناً منها أنها لقنت المقاومة العراقية الباسلة درساً لن تنساه ، لكن الشعب الحي الصامد رغم المصاعب قالها صريحة لاحتلال ولخونة العراق واجهزة رعبها يوم ودع قائدها قبل اربع سنوات أن العرب أمة لن تنسى زعماءها وشهداءها وقضيتها ، واليوم وبعد اربعة اعوام من استشهاد شيخ الشهداء صدام حسبن خاب امل كل خونة الامة وزبانية الاحتلال واعوانه ، بافشال مشروع الشهيد أو باغتيال الشهيد في قلوب شرفاء شعبه ، فاليوم اصبحت المقاومة العراقية واصبح معها الحاضن الرئيس لها (الشعب العراقي)أكثر وعياً بقضيته ، وأغزر فهماً واصلب عوداً لنصرة المقاومة ، مما يقوي الأمل فى نفوس الأمة بأن النصر آت رغم أنف الخونة.
إن قصة شهيد الاضحى صدام حسين هي قصة كفاح وجهاد حتى الاستشهاد ، ومواقفه فى التربية والتضحية مع أسرته ومحبيه وزملائه خير شاهد على ذلك ، فكان على موعد مع ما تمناه .
ولد صدام حسين في 28 نيسان من عام 1937 في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين حيث اكمل دراسته الابتدائية هناك.متزوج وله خمسة ابناء.انظم الى صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي في عام 1956. واعتقل لمدة ستة أشهر خلال عامي 1958 و1959 بسبب نشاطاته السياسية المضادة لنظام الحكم في ذلك الوقت، حيث كان طالباً في المدرسة الثانوية في بغداد. وقبل اكمال دراسته الثانوية اشترك في العملية الثورية ضد حكم الدكتاتور رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم عام 1959 والتي ادت الى اصابة الدكتاتور بعدة اطلاقات بينما اصيبت ساقه باطلاقة واحدة.
حكم عليه بالاعدام غيابياً في 25 شباط 1960، عندها التجأ الى سوريا ومنها الى مصر حيث اكمل دراسته الثانوية هناك عام 1962.عاد الى العراق بعد ثورة 14 رمضان (8 شباط) 1963.درس في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1962 و1963.قطع دراسته في عام 1963 عندما عاد الى بغداد لمواصلة النضال ضد الردة السوداء والتي أبعدت الحزب عن قيادة الدولة.انتخب كعضو في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي -العراق في نهاية عام 1963.اعتقل خلال الحملة التي شنها النظام العارفي في 4 أيلول عام 1964 ضد أعضاء الحزب حيث القي القبض عليه في 14 تشرين الاول 1964 لدوره القيادي والنضالي في الحزب.أمضى سنته الدراسية الاولى في كلية القانون عندما كان في السجن.انتخب كعضو في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي عام 1965 بينما كان لايزال معتقلاً في السجن.في ايلول عام 1966 أنتخب أمين مساعد لقيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي.هرب من السجن عام 1967 لمواصلة قيادته لنضال حزب البعث العربي الاشتراكي، لذا كان عليه لزاماً ترك دراسته مرة اخرى بسبب مطاردة الشرطة السرية للنظام للردة السوداء.
في 17 تموز عام 1968 اعتلى الدبابة الاولى التي اقتحمت مقر قيادة النظام (القصر الجمهوري) وبمعيته مجموعة من اعضاء الحزب اقتحموا القصر للسيطرة على رؤوس النظام، حيث مثلت هذه العملية الجزء الاصعب والاساس في تفجير ثورة 17-30 تموز المجيدة.اكمل سنوات دراسته الثالثة والرابعة من كلية القانون وتخرج منها.مارس مهماته كنائب لرئيس مجلس قيادة الثورة اعتباراً من 30 تموز 1968 حيث عُرف بانه انتخب لهذا الموقع في 9 تشرين الثاني 1969.
في 1 حزيران عام 1972 قاد عملية تأميم النفط ضد شركات النفط الاجنبية التي كانت تحتكر النفط العراقي.في 1 تموز عام 1973 منح رتبة فريق اول ووسام الرافدين من الدرجة الاولى ومن النوع العسكري.
في 7 شباط 1974 منح وسام الرافدين من الدرجة الاولى ومن النوع المدني.ادى دوراً اساسياً في بلورة وصياغة قانون الحكم الذاتي للمواطنين الاكراد العراقيين في 11 آذار 1974.
في 1 شباط 1979 منح درجة ماجستير بتقدير امتياز في العلوم العسكرية مع شارة الركن.
في 16 تموز 1979 انتخب أميناً عاماً لقيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً لجمهورية العراق.في 17 تموز 1979 تم ترقيته الى رتبة مهيب ركن وفي 8 تشرين الاول 1979 انتخب أميناً مساعداً للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي.
قاد الشعب والجيش العراقي بحكمة وشجاعة ضد العدوان الحاقد الذي شنه نظام خميني ضد العراق في 4 أيلول 1980 والذي انتهى بنصر عراقي في 8/8/1988.
في 30 تموز 1983 منح وسام الثورة من الدرجة الاولى.
في 1984 منح درجة دكتواره فخرية من قبل جامعة بغداد.
في 28 نيسان 1988 منح وسام الشعب.قاد بفعالية عملية تطوير الاقتصاد العراقي وناقش عملية تحديث وتطوير الصناعة والنظم الادارية وكذلك أشرف على عملية التطوير والنهوض بواقع الريف ومكننة الزراعة وعلى توزيع الاراضي على الفلاحين كما اغنى صناعات الطاقة والخدمات العامة مثل النقل والتربية بافكاره ومقترحاته وبادر بقيادة حملة وطنية شاملة لمحو الامية وسن قانون التعليم الالزامي المجاني.قاد بلده في مواجهة العدوان الثلاثيني الذي شن بقيادة الولايات المتحدة ضد العراق هذه المواجهة التي اطلق عليها العرب والعراقييون اسم ام المعارك.له دراسات واعمال فكرية عديدة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والعلوم العسكرية والجوانب التربوية ترجمت الى لغات العالم الحية.
- وبدأت قصة الاستشهاد
ففي أيلول 2002 أصدر المجرم بوش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تهديده للعراق ولقيادة العراق الشرعية وللقائد الشهيد صدام حسين بضرورة التنحي ومغادرة العراق ومنحه مهلة استمرت ثمان وأربعين ساعة. وكان رفض القيادة العراقية لهذا التهديد لانها لا ترضخ لاملاءات خارجية كما هو الحال مع باقي انظمة الحكم الامتثال للمهلة، مما فسح الطريق في 20 آذار 2003 أمام غزو بشع نفذته قوات متحالفة تقودها الولايات المتحدة للعراق، ومنذ ذلك التاريخ ظل الشهيد صدام حسين يقود اشرف وانبل مقاومة ضد الاحتلال وكان يخاطب الشعب بإرسال أشرطة صوتية تهدد القوات المتحالفة والمتعاونين معها، ويحث الشعب على الاستمرار في المقاومة , قبل أن تنجح القوات الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي في اسره في الثالث عشر من كانون الأول عام 2003 , وبعدها بدأت مسرحية هزلية ضربت بها كل القيم الانسانية والسماوية مسرحية محاكمة الشهيد ورجفاق الشهيد فأضدر الاحتلال حكما باغتيال الشهيد ومجموعة من رفاقه , و في فجر عيد الاضحى يوم السبت المبارك وبتاريخ 30-12-2006 قام اقزام و خونة العراق بتنفيذ جريمة اغتيال الشهىد صدام حسين واستشهد القائد صدام حسين وهو يهتف الله اكبر تحيا الامة يحيا الشعب فلسطىن عربية ويتلو الشهادتين فى موقف اسطورى وشجاعة نادره وثبات على المبدئ وحقق الشهيد مقولة (( لما اعتنقنا البعث كنّا نعلمُ أن المشانق للعقيدة سلمُ )).
- كلمات خالدة للشهيد الحي باقيات
هذه بعض من كلمات الشهيد من خلال كتاباته وحواراته , لعلها تكون نبراسًا وضياءات لأجيال طريق الشهادة والجهاد :
* ان حكمت، فأحكم بالعدل، ولا تدخل الهوى في ما يثقل حكما، او يدع مجرما لا يرجى اصلاحه يفلت من عقاب.
* لا تساوي بين الجبناء والشجعان، ولا بين المخلصين ومن لم يستقروا بعد على موقف واضح، ولا بين النزهاء والمدنسين، ولا بين الصادقين والكاذبين، ولا بين القمم ومجرد مثابات دالة فوق ارض مستوية.
* اسرع، وعجل في الخير، وتريث و تأن في ما يلحق ضررا بآخرين، ولا تتردد في انفاذ الحق الى ميدانه ولطم الباطل حيثما ذر قرنه.
* اذا رايت ان غضبك قد يفضي الى قرار تندم عليه، تريث، لتتخذ قرارك في ظرف لا يداخله الهوى، فيحرفه عن مقصده، او يسد طريق الرحمة في قلبك اليه.
* ضميرك وعقلك سلطانك، وليس لسانك وهواك، فأربط لسانك بعقلك واجعل ضميرك رقيب هواك. احرص على ان لا تظلم احدا، فخير لك ان يفلت منك من يستحق عقاب، فتلوم النفس، من ان تظلم انسانا فتعنفها.
* لا تساوي بين صديقك وعدوك، حتى لو حصل صلح مع الاخير، لكي لا يستهين عدوك بك، ويستخف صديقك بمعاني الصداقة وحقوقها.. واعط كل واحد استحقاقه و على اساس وصفه.
* لا تطالب بما هو ليس حقا لك، ولا تتنازل عنه الا لمن هو احق منك به، ووازن بين الحق وما يقابله من واجب، او التزام، لان من يسعى الى حق من غير واجب او التزام يقابله وعالة على غيره، ويقوم بواجب او التزام من غير حق، قد يضع نفسه موضع المستغل الضعيف، واي منهما ليس من صفات العراقي والعربي الاصيل المؤمن.
* اذا اردت ان تجعل خطأك باقل ما يمكن، وان تكون صاحب عدل الى اقصى ما يمكنك في ذلك و تذكر ان الشيطان ينزع القلوب الضعيفة، ويعشعش داخل الصدور الخالية من الايمان، فاجعل نفسك مكان غريمك او خصمك، لتعرف هل ان الحق لك، او ان حق خصمك وغريمك يعلو عليك. تذكر دوما انك قد تندم على تصرف او قول ينفلت الى ميدانه قبل اوانه، او في غير ما دقة بحق من قصدته فيه، ولكنك لن تندم على صبر يطول مداه، اذا كان في اساسه تصميم فعل يقتضي ذلك.
وختامـــــــــاً
نقول للشهيد الحي في قلوبنا وضمائرنا... ماذا تنطق الكلمات العاجزة في زمن الانحدار أمام رفعتك وعظمة أمثالك؟؟ وما تفعل الأيادي والأرجل الحيرى أمام جلال أطرافك وهي تحرك أمة وتهزها لتنتبه من هذا السبات...؟؟!!
سيدي الشهيد... طب نفساً فقد عشت تعلمنا الاستعلاء على الباطل والصمود بالحق في وجه الطغيان وأنت ترفع راية الحق وتبشر به وتهتف في الدنيا أن الحق أقوى من الباطل.طب نفساً فقد رحلت عنا جسداً وكنت عندنا الحبيب الغالي العظيم رمز العزة والكرامة ؛ فارس الحلبة وأسد الميدان ولكنك قائدنا العظيم بقيت فينا مثلاً رائعاً يشحذ الهمم ويفجر الطاقات ويضيء دمه الطاهر في دياجير الظلام ليهدي الأمة سواء السبيل وانطلق النداء باسمك يدوي في ضمير الأمة الناهضة ,يا قائدنا يا رمز عزتنا وكرامتنا، لقد كان لكلماتك المضيئة في وصيتك لنا قبل استشهادك زادٌ على الطريق، ونورٌ للسالكين على درب ذات الشوكة، يا أمل هذه الأمة وغدها المشرق ومستقبلها المنير وفجرها الباسم، سيروا على درب شيخكم، واقتفوا أثره، أيقظوا أمتكم من غفوتها ، انتشلوها من كبوتها، اصنعوا حياتها، وأعيدوا لها مجدها وعزها، وليكن شعاركم: تحرير العراق وتنظيفه من الخونة فمهما .. كتبتُ فلن تفي أحرفي المكسورة...ومهمــا بكينا .. .. فلن يعيد الدمع أرواحا مضت .
سبيقى صدام معشوقاً من قبل ابناء شعبه الشرفاء ، ونقول له في ذكرى حياته الرابعة ، إننا عازمون يا قائدنا ويا ملهمنا أن نحيي شهدائنا .
يا شـــــهـيداً رفــــــع الله بــــه
جبهة الحق على طول المــــدى
سوف تبقى في الحنايا عالـمًا
هاديًا للركب رمزًا للفـــــــــدى
ما نسينا أنت قــــــــــد علمـتنا
بسمة المؤمن في وجه الـردى
غـــالك الحقد بليل حــــــــــالك
كنت فيه البدر يهدي للهـــــدى
ان الشهيد صدام حسين اختصر تاريخ الامة ورجالاتها العظام في شخصه ومثل الامة كلها في شخصه واحيا امل الامة حتى في شهادته .ومن اليوم يمكن للامة ان تفخر ببطل جديد من ابناءها هو صدام حسين , ففي صدام حسين نرى المنصور الذي بنى بغداد فكانت عاصمة الخلافة بعد ان كانت قرية على دجلة لاتكاد تذكر وكذلك صدام حسين بنى بغداد التي غابت عن دورها التأريخي في رسالة الامة بعد ان سقطت على يد المغول واحفاد كسرى ورستم ,وفي عهده كنا نرى خالد بن الوليد وسعد بن ابي وقاص الذان جاهدا الروم والفرس العجم , واعاد صدام حسين جهادهم في القادسية المجيدة ,وفي صدام حسين كنا نرى هارون الرشيد يتحدى نقفور الروم بكل اباء والمعتصم ينتخي للحرائر ونرى الشعر العربي يستلهم من امجاده درر النظم والفخر والحماسة العربية بعد ان مات الشعر في بحور اليأس التي غرقت فيها الامة ,
وفي صدام حسين كنا نرى عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز يتفقدان الرعية في اقصى ثغور الدولة ,وفي صدام حسين كنا نرى ابو بكر ثابتا شامخا يقمع انتفاضة المرتدين على رسالة السماء الذين لا مبدأ لهم غير عبادة الرجال والدينار فاذا مات الرجال وشح الدينار ارتدوا على اعقابهم خاسرين , وكان كابي بكر لا يعبد الا الله ولا يخاف الا الله , وفي صدام حسين كنا نرى صلاح الدين يعدم الخونة ويصفي الجبهة الداخلية من الطابور الخامس احفاد كسرى ويقود المعارك مع رجاله , ويقاتل باخلاق الفرسان لان الغاية عنده لاتبرر الوسيلة ولكن المبدأ يبرر المعركة , وصدام حسين اعاد تاريخ الامة ورجالاتها العظام ليس في حياته فحسب وانما حتى في اسره واستشهاده ,
ففي صدام حسين كنا نرى ابو فراس الحمداني في اسر الروم وسجالاته وقصائد التحدي وايقاض الهمم , وفي صدام حسين نرى عمر المختار يقارع الاعدام ويواجه الموت بروح المؤمن بالله تعالى المجاهد المحب للشهادة , الذي يحرم اعداء الامة فرصة الشماته ويمنح الامة شموخها في موته ,
صدام حسين لم يحي امال الامة في حياته فحسب وانما قدم وجودا ملموسا ان هذه الامة لازالت تنجب الابطال ولم تعقم رحمها يوما ان تنجب ابطالا في حياتهم ومماتهم , وصدام حسين فضح اعداءه وهو يقود العراق وفضح اعداءه في محكتهم عندما جعل الضمير العربي يحاكم من حكموا عليه ,
وصدام حسين فضح اعداءه حتى في استشهاده وفضح نواياهم وحقيقة طائفيتهم وانتماءهم الفارسي وعمالتهم وزيف ايمانهم ودعواهم ,والتاريخ حكم لصدام حسين , وللعراق , وللمقاومة , وللبعث , وللعروبة , وللاسلام ,وهنا نذكر كلام القائد العربي الراحل ميشيل عفلق عندما قال ((... صدام حسين هدية البعث للعراق وهدية العراق للامة العربية... )) فنعم الهدية , ونتذكر قوله ((... لقد كان محمدا كل العرب فليكن اليوم كل العرب محمدا... )) وصدام نشأ على هذا واستشهد على هذا ,
صدام حسين منحنا تاريخا حيا لا يمكن ان تصوره السينما واذا كان الناس يستذكرون بافلام الرسالة وعمر المختار صفحات مقتضبة من تاريخهم فصدام حسين قدم لنا هذا التاريخ حيا معاصرا
ارادوة قتيلا فمات شهيدا
فأين ولا أين من للحق مدافعينا
العار كل العار الذين للشهيد شامتينا
ايشمتون لرجل مات فداءا لوطنة وكل الدبنا
فهم علينا غذيا ولا املك شىء غير حسبى اللة ونعم الوكيلا
لم يمت صدام ما دمنا نحن أهل الشرف باقينا
لم يمت صدام ما دمنا بقول لا ألاة ألا اللة موحدينا
لم يمت صدام ما دمنا لرايات الجهاد وللحق منادينا...