الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: داود البصري : بهاء الدين أعرج من أخيه..؟ الإثنين 27 ديسمبر 2010 - 23:02
داود البصري
بهاء الدين أعرج من أخيه..
أثيرت في الآونة الأخيرة جملة من الأحاديث و الإتهامات حول القيادي في التيار الصدري وعضو البرلمان العراقي السيد بهاء الأعرجي على خلفية قضايا مالية ورشاوي وسمسرة ووفقا لآراء و إنطباعات شخصية عبر عنها الفنان العربي عادل إمام و أشار فيها ضمن ما أشار للثروة التي يمتلكها بهاء الأعرجي ثم ردود الأعرجي على أقوال عادل إمام و التي تحداه فيها مؤكدا بأنه أي بهاء الأعرجي من ( الأغنياء ) و أصحاب الأملاك منذ أن غادر العراق أوائل تسعينيات القرن الماضي!!! ولغرض الحقيقة و التاريخ و من أجل تدوين تاريخ أهل العملية السياسية الكسيحة و المتخلفة في العراق التي تسير وفق أجندات طائفية متخلفة و مريضة ندلي بدلونا و نناقش ملفات الماضي القريب و البعيد ونطرح الحقائق الميدانية الكاملة لرجال لا يختلفون في دجلهم عن دجل رجال البعث العراقي الذي أورد العراق وشعبه مورد الهلاك...!
هل كانت أسرة النائب بهاء الأعرجي من الأسر الغنية ؟ الجواب يوفره لنا شقيق النائب و القيادي في التيار الصدري و أحد أبرز رموزه خلال الحرب الطائفية أعوام 2005 و ماتلاها السيد المعمم ( حازم الأعرجي ) الذي سنتطرق لحكايته ضمن روايتنا لحكاية شقيقه ( بهاء الدين ).. فقد عرف حازم الأعرجي نفسه و أسرته في حوار له مع أحد الشخصيات العراقية بقوله : إن والده كان رئيس عزاء ( القندرجية ) في مدينة الكاظمية البغدادية !!! ، أي أنه ينحدر من أسرة إسكافية وليس في ذلك عيب و لا خجل و لا عار بل أن العمل شرف بكل تأكيد!! وبجواب السيد حازم يكون الرد الشافي على إدعاء بهاء الأعرجي بأنه ينحدر من أسرة غنية!! ، و بهاء كما أسلفنا هو من عائلة متواضعة ، أنهى دراسة القانون في جامعة بغداد عام 1990 ، فيما إنتمى شقيقه حازم الأعرجي لحوزة السيد محمد محمد صادق الصدر و حصل على توكيل منه لجمع الحقوق الشرعية و إبلاغ تعليماته في مدينة الكاظمية ، وفي عام 1991 سافر بهاء الأعرجي لجمهورية إيرلندا ليطلب اللجوء السياسي هناك و يحصل عليه ثم ليحصل على الجنسية الآيرلندية و يغادر إيرلندا ليقيم في العاصمة البريطانية لندن عام 1998 وحيث جلب عائلته معه ليعمل أجيرا في محل لبيع الهواتف النقالة يمتلكه رجل الأعمال العراقي ( حيدر البازي ) ويقع تحديدا في شارع ( كرومويل ) اللندني ويزامله في العمل السيد كريم المؤمن وظل يعمل هناك ويدخن الشيشة في شارع ( إدجوارد رود ) حتى سقوط نظام صدام و إحتلال العراق عام 2003 وخلال تلك السنوات لم يمارس بهاء الأعرجي العمل السياسي المعارض أبدا رغم أن تلك المرحلة التي أعقبت إقرار قانون تحرير العراق عام 1998 من قبل إدارة الرئيس بيل كلينتون شهدت نشاطا سياسيا عراقيا معارضا ساخنا للغاية إلا أن بهاء الأعرجي لم تكن له وقتها له أية علاقة بأي عمل سياسي بل كان همه الأساس منصبا على بيع أجهزة الهواتف النقالة وشحن البطاقات الهاتفية و البحث عن لقمة العيش ولم يشارك في موالد ولا موائد المعارضة العراقية الساخنة وقتذاك ، أما شقيقه حازم الأعرجي فقد غادر العراق عام 1999 بعد إغتيال السيد محمد صادق الصدر في فبراير من ذلك العام و تشتت طلبته وحوزته الدينية ، فهرب حازم للشام وهناك كالعادة سكن في حي السيدة زينب في ريف دمشق وقد شكل مع كل من الشيخ رائد الكاظمي و أسعد الناصري محورا من محاور التكتل الحوزوي التابع للصدر الثاني إلا أن الخلافات سرعان مانشبت بين المعممين الشباب الثلاثة بسبب حب الزعامة و الظهور ، ففتح حازم ورائد الكاظمي مكتب خاص لهم فيما إنفرد أسعد الناصري بمكتب آخر وبدأت حروب الشتائم و التسقيطات وقد تدخل وسطاء فيما بينهم لم تفلح جهودهم في رأب الصدع ، وبعد اليأس و الإفلاس المزمن و حالة الإحباط الشامل قرر حازم الأعرجي مغادرة دمشق طلبا للجوء في الخارج وطلب المساعدة المالية من شقيقه بهاء في لندن و الذي أعلن من هناك عن حملة لجمع التبرعات لشقيقه و أقترض من أحد التجار العراقيين ويدعى علاء المالكي قرضا حسنا بقيمة 5000دولار مما وفر سيولة مالية لحازم الأعرجي مكنته من السفر لكندا وطلب اللجوء هناك...! لتبدا فصول قصة أخرى ، وهنا أعود لحكاية بهاء الأعرجي والذي كما قلنا لم ينخرط في أي عمل سياسي من أي نوع حتى إحتلال العراق ، فعاد ضمن قوافل العائدين و قدم نفسه في العراق بإعتباره من أنصار التيار الصدري الذي بدأ بالتشكل بعد الإحتلال و من خلال الفراغ القيادي الكبير في ذلك التيار ونقص الكفاءات المثقفة تمكن بهاء من إستغلال الموقف وكون علاقة شخصية وثيقة مع كل من جلال طالباني و نوري المالكي ، فكان يفشي لهم أسرار التيار الصدري وقراراتهم و تحركاتهم الداخلية وكان نوري المالكي بإعتباره رئيس اللجنة الأمنية في البرلمان العراقي الأول عام 2005 يشتم التيار الصدري أمام الأعرجي و يطلق عليه وصف ( تيار الخراء...) نظرا للثقة المتبادلة بين الطرفين كما أن المالكي و الأعرجي كانوا جيران في المنطقة الخضراء و يتزاورون ليليا... أما علاقة الأعرجي مع جلال طالباني فكانت وثيقة أيضا بسبب قيام الأعرجي بتسليم معلومات مهمة للطالباني مما زاد من تقريبه له و فتح أمامه أبواب مغارة علاء الدين العراقية في النهب السلطوي و إستغلال النفوذ فتمكن بهاء الأعرجي من إستحصال عقد عقاري من أمين بغداد وحصل من خلالها على أراضي وعقود تجارية ضخمة بإسم التيار الصدري جيرها لحسابه الشخصي مما مكنه من تكوين ثروة مالية ضخمة إستثمر جانبا منها في شراء شقق إستثمارية في إمارة دبي ودخل في شراكة مالية و إستثمارية مع رب عمله السابق في لندن ( حيدر البازي ) الذي إنتقل بدوره لدبي لممارسة النشاط التجاري من هناك! ومن السطور السابقة أوضحنا لجماهير المستضعفين و المسحوقين طريق الثروة البهائية الأعرجية التي جعلت من ذلك الشخص رقما ماليا وحتى سياسيا في عراق الهزالة و الإضمحلال الحالي ، ويتميز بهاء الأعرجي إضافة لما تقدم بالهدوء و الكلام الخافت ، وكان يشكو دائما من أن الصدريين يتجسسون عليه من خلال طباخه الخاص الذي يدعي الأعرجي بأنه قد زرع أجهزة تنصت في بيته ومكتبه إستفاد منها التيار الصدري في إبتزاز الأعرجي ماليا ( علاقات مافيوزية محضة ) ، فكان الأعرجي يستقوي بالتيار و كان التيار يستفيد من خدمات و تداخلات الأعرجي ، ولكن مايميز تصريحات بهاء الأعرجي هو تطرفها الطائفي و غبائها السياسي فهو سبق له مؤخرا أن صرح بتصريحات طائفية سخيفة أثارت ضجة كبرى في العراق بقوله : ( إن الإنحراف بدأ من أبي بكر ( الصديق ) وحتى عهد الرئيس أحمد حسن البكر )!!!.. إلا أنه تراجع عن تلكم التصريحات الغبية و الطائفية المريضة ، كما أنه كان رئيسا للجنة القانونية في البرلمان السابق رغم عدم إمتلاكه لأي خبرة عملية سوى في بيع الهواتف النقالة..!.. و تلك معضلة.. !
ولا يستقيم الحديث عن الظاهرة الأعرجية و الصدرية دون الحديث عن أخ بهاء الأعرجي المثير للجدل و الذي أشرنا إليه سابقا وهو المعمم حازم الأعرجي الذي عاد للعراق كشقيقه أيضا بعد الإحتلال ليكون أحد الوجوه الهجومية للتيار الصدري وليوغل في دماء العراقيين و ليخوض أشد حلقات الحرب الأهلية الطائفية العراقية دموية عام 2005 وكان هو أحد المحرضين الرئيسيين على الحرب بين جماعة جيش المهدي وحكومة إياد علاوي عام 2004 وكان أحد أكبر المسؤولين عن المجازر في معركة النجف وحيث كان يجوب شوارع المدينة بعمامته خلال تلك المرحلة الدموية العاصفة ويحرض على الحرب و القتال و الفتنة الطائفية ، وكان التحول الأكبر في حياة السيد المعمم حازم الأعرجي مع إعتقال القوات الأمريكية له و الأهوال التي جرت له داخل السجن الأمريكي وحيث تعرض لعملية إغتصاب مسجلة بالفيديو ساومه الأمريكان بعدها على صمته بعد إطلاق سراحه و إلا فأن الشريط سيعرض أمام العالمين!!! وهو الملف الغامض الذي لم تعلن وثائق و يكليكس أي شيء حوله حتى اليوم..! وفعلا فقد صمت الأعرجي طيلة عام كامل بعد إطلاق سراحه و أنتهت بالكامل عنترياته المعروفة وكاد أن يختفي من خشبة المسرح السياسي والطائفي في العراق.. أما اليوم وبعد تخفيف القبضة الأمريكية ظاهريا فإن العديد من ( عضاريط ) الماضي القريب يحاولون العودة لسيرتهم القديمة....!
إنها لمحات سريعة لقطط طائفية عراقية برزت في مرحلة الظلام الأسود التي يتخبط بها العراق وسينتهي مفعولهم إن عاجلا و آجلا ولكنهم سيظلون بمثابة ( خربشات ) في تاريخ دموي عراقي عريض وواسع...