لقد تجرب الرب يسوع من الشيطان، لكنه لم يخطئ أبدا. حتى وإن كنا نشعر بشيء من التلوث بعد تعرضنا للتجربة، لكن علينا أن نتذكر أن التجربة في ذاتها ليست خطية، فإننا نخطئ عندما نستسلم للتجربة ونعصى الله، وتذكرنا ذلك يساعدنا على الابتعاد عن التجربة.
1- مكان التجربة . لم يجرب الرب يسوع في الهيكل أو عند معموديته، بل في البرية، وهو متعب ووحيد وجائع، أي في أحرج الظروف. والشيطان كثيرا ما يجربنا ونحن أضعف ما نكون عندما نكون متعبين، وعندما نشعر بالوحدة، وعندما نواجه قرارات خطيرة، أو يساورنا الشك. ولكن الشيطان يحب أيضا أن يجربنا في مواضع قوتنا حيث نكون عرضة للكبرياء . فيجب أن نكون دائما على حذر من هجماته.
2- يسوع الانسان . ترينا هذه التجربة من الشيطان أن الرب يسوع كان إنسانا، كما أنها أعطت الرب يسوع الفرصة لإثبات خطة الله في خدمته. كما تقدم لنا مثالا نحتذيه عندما نتعرض لتجربة. لقد كانت تجربة يسوع هامة لأنها أثبتت أنه كامل قدوس بلا خطية، فهو يواجه التجربة ولكنه لا يستسلم لها.
3- يسوع ابن الله . أثبت توقيت التجربة أن يسوع كان حقيقة "ابن الله"، قادرا على الغلبة على الشيطان وتجاربه، فلا يمكن لشخص أن يثبت طاعته الكاملة إذا لم تواته الفرصة للعصيان. ونقرأ في سفر التثنية (8: 2) قاد الله بني إسرائيل إلى البرية ليختبر إيمانهم. أراد أن يكشف ماذا سيكون رد فعلهم، وهل سيطيعونه حقيقة أم لا. ولابد أيضا من أن نجرب، ولأننا نعلم أن التجربة آتية، يجب أن نكون متيقظين مستعدين لها، حتى لا تغلبنا (انظر مت 26: 41). اذكر أن حقيقتك لا تظهر إلا متى تعرضت للامتحان.
4- الشيطان يحاول احباط مقاصد الله . لقد جرب الشيطان حواء في جنة عدن، وهنا يجرب الرب يسوع في البرية. وما الشيطان إلا ملاك ساقط، وهو حقيقة وليس رمزا. وهو في حرب مستمرة ضد من يتبعون الله ويطيعونه. وتجارب الشيطان حقيقية، فهو يحاول دائما أن يجعلنا نتصرف حسب هواه أو هوانا وليس حسب طريق الله. وسيملك الرب يسوع يوما ما على كل الخليقة، لكن الشيطان أراده أن يعلن ملكوته قبل الأوان، فلو أن الرب يسوع استجاب له، لضاعت رسالة تجسده على الأرض، وهي أن يموت لأجل خطايانا، ويمنحنا فرصة لنوال الحياة الأبدية. وعندما تبدو التجارب عنيفة بشكل خاص، أو عندما تظن أنه يمكن تبريرها، فاحذر! فالشيطان يحاول إحباط مقاصد الله لحياتك.
5- الشيطان يركز على الماديات . تركزت تجارب الشيطان على ثلاث جبهات حاسمة : (1) رغبات جسدية. (2) الممتلكات والسلطان. (3) الكبرياء (انظر 1يو 2: 15، 16) حيث تجد قائمة مشابهة). ولكن الرب يسوع لم يستسلم. ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين (4: 15، 16) إن الرب يسوع تجرب مثلنا ولكنه لم يستسلم مطلقا ولم يخطئ أبدا، فهو يعرف معرفة اختبارية كاملة ما نتعرض نحن له، وهو قادر وعلى استعداد دائم أن يعيننا في مصارعاتنا. فعندما تتعرض لتجربة اطلب منه هو القوة.
6- الاختبار الكامل لناسوت الرب يسوع . كان يسوع جائعا، متعبا بعد صومه أربعين يوما، ولكنه لم يشأ أن يستخدم قوته الإلهية لإشباع حاجته الطبيعية للطعام. والطعام والأكل أشياء طيبة، ولكن التوقيت كان خاطئا. لقد أخلى الرب يسوع نفسه لكي يكون اختباره للناسوت (الطبيعة الإنسانية) كاملا. وقد تجرب لإشباع رغبة طبيعية تماما بطريقة خاطئة أو في وقت خطأ، فإذا مارسنا الجنس قبل الزواج، أو إذا سرقنا لنأكل، فنحن نحاول إشباع رغبات وضعها فينا الله، بطرق لا يرضاها الله. اذكر أن الكثير من رغباتك طبيعية وطيبة، ولكن يجب إشباعها بطريقة صائبة، في الوقت المناسب.
7- الرب يسوع يقاوم كل تجارب الشيطان . كان الرب يسوع قادرا على مقاومة كل تجارب الشيطان، ليس لأنه يعرف كلمة الله فحسب، بل لأنه كان يطيعها أيضا. ويقول في أفسس (6: 17) إن كلمة الله هي سلاح، مثل سيف ذي حدين، للاستخدام في الحرب الروحية، فمعرفة آيات الكتاب خطوة هامة في مساعدتنا على مقاومة هجمات الشيطان، ولكن علينا أن نطيع كلمة الله. ولاحظ أن الشيطان نفسه يحفظ الكتاب، ولكنه لايطيعه. إن معرفتنا بالكتاب وطاعتنا له يساعداننا على أن نتبع رغبات الله لا رغبات الشيطان.
8- الشيطان يعرض مغريات الدنيا لأقناع الرب يسوع . كان الهيكل هو المركز الديني لكل الأمة، والمكان الذي كان اليهود ينتظرون مجيء المسيح إليه (ملا 3: 1). وقد جدد هيرودس الكبير الهيكل مؤملا أن يحظى بثقة اليهود. وكان الهيكل أعلى بناء في المنطقة، والأرجح أن جناح الهيكل كان سور الزاوية الناتئ من سفح التل مشرفا على الوادي أسفله. ومن هذه النقطة كان ممكنا ليسوع أن يرى كل أورشليم وراءه، وكل الإقليم على امتداد أميال بعيدة أمامه. قدم الشيطان ليسوع كل ممالك العالم، لو أنه فقط خر وسجد له. ومازال الشيطان إلى اليوم يقدم لنا العالم بمحاولة إغرائنا بالماديات والقوة. ونستطيع أن نقاوم التجارب بنفس الطريقة التي قاومها بها الرب يسوع، فإذا وجدت نفسك تشتهي شيئا مما يعطيه العالم، فارجع إلى سفر التثنية (6: 13) "الرب إلهك تتقي وإياه تعبد". كان جواب الرب يسوع على الشيطان هو ألا نجرب الله بطلب أمور نستحسنها (تث 6: 16). وقد تود أن تطلب من الله أن يصنع معك إحسانا معينا لإثبات وجوده أو محبته لك. في مثل حكاه المسيح، طلب أحدهم أن يصنع الله آية بإرسال أحد الموتى إلى الناس ليؤمنوا، لكن الرب يسوع قال إن الناس الذين لا يؤمنون بالمكتوب في الكتاب المقدس، لن يؤمنوا أيضا ولو قام واحد من بين الأموات ليحذرهم (لو 16: 31)! فطلب علامات من الله هو محاولة تحريك الله كما تشاء، وهو يريدنا أن نحيا بالإيمان وليس بالصدفة. فلا تجرب الله أو تحاول تحريكه كما تشاء.
9- الشيطان يحاول اقناع الرب يسوع بالخطيئة . استخدم الشيطان الكتاب محاولا إقناع الرب يسوع بالخطية! وكثيرا ما يقدم لنا الأصدقاء أسبابا جذابة ومقنعة لمحاولة تجربة شيء نعرف أنه خطأ، بل قد يجدون بعض الآيات من الكتاب تبدو مؤيدة لوجهة نظرهم. ادرس الكتاب بدقة، وبخاصة القرائن الكثيرة لبعض آيات معينة، حتى يمكنك أن تدرك مبادئ الله للحياة، وما يريده هو لحياتك. فإذا فهمت حقيقة ما يقوله الكتاب ككل، عندئذ فقط تستطيع إدراك أخطاء التفسير عندما يقتطع بعضهم بعض آيات من قرائنها، ويلوونها لتأييد ما يريدون أن يقولوه.
10- هل كان للشيطان السلطان أن يعطي يسوع ممالك العالم؟ هل كان للشيطان السلطان أن يعطي يسوع ممالك العالم؟ أليس لله خالق العالم السلطان عليها؟ لعل الشيطان كان يكذب من جهة قوته المزعومة، أو لعله كان يعني سلطته الوقتية وإمساكه بزمام الأرض بسبب الطبيعة البشرية الخاطئة. كانت التجربة تعني تولي السلطة. كان الشيطان يحاول أن يحول يسوع عن هدفه، بجعله يركز بصره على السلطة العالمية وليس على خطط الله.
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: متي (04 / 01 - 11) إبليس يجرب الرب يسوع المسيح الأربعاء 29 ديسمبر 2010 - 22:07