لقد صنع الله من موسى سفيرا له. والسفير يمثل دولة أخرى، شعبا من طراز آخر، وكثيرا ما يمثل وجهة نظر أخرى. ونحن سفراء عن الله، نبين للعالم أن المسيحيين أناس مختلفون، لهم أسلوب مختلف في الحياة. والكثيرون في العالم لا يعرفون شيئا عن الله سوى ما يرونه في حياة شعب الله. فما نوع الإله الذي يظنونك تمثله؟ فالاهتمام بما تبدو به أمام الآخرين، يدل على مدى إجادتك لتقديم الله للعالم.
كيف استطاع هؤلاء الحكماء والسحرة أن يقلدوا معجزات موسى؟ لقد تضمنت بعض أعمالهم نوعا من الخداع والإيهام، ولعل بعضهم استطاع استخدام القوة الشيطانية، حيث كانت عبادة العالم الأسفل جزءا من ديانتهم. وكلما استطاع السحرة تقليد ضربات موسى، كانت الأمور تزداد سوءا. ولو كان السحرة أقوياء مثل الله، لاستطاعوا مقاومة الضربات لا الإضافة إليها.
أجرى الله معجزة بتحويل عصا هرون إلى ثعبان، واستطاع سحرة فرعون أن يقلدوا هذا العمل بالخداع أو السحر. ومع أن المعجزات قد تساعدنا على الإيمان، إلا أنه من الخطر أن يكون الاعتماد عليها وحدها، فالشيطان يستطيع تقليد بعض أعمال الله ليضلل الناس. وقد ركز فرعون انتباهه على المعجزات لا على الرسالة. ونستطيع أن نتجنب هذا الخطأ، بأن نجعل كلمة الله أساسا لإيماننا، فلا يمكن لمعجزة من الله أن تؤيد رسالة تتعارض مع تعاليم كلمته.
حو ل الله مياه النيل دما ليكشف لفرعون عن ذاته. فهل تحتاج أحيانا إلى علامات معجزية لتتأكد من وجود الله ومن قوته؟ لقد أعطاك الله معجزة الحياة الأبدية بالإيمان به، وهو ما لم يحصل عليه فرعون مطلقا. وهذه معجزة هادئة لا ضجيج فيها، وإن كانت تبدو أقل وضوحا الآن، إلا أنها معجزة لا تقل عن تحويل الماء دما. والرغبة في علامات منظورة، قد تجعلنا نتجاهل المعجزات الخفية التي يجريها الله كل يوم.
مصر إقليم شاسع، ولكن يتجمع غالبية السكان على ضفتي نهر النيل، فقد كان هذا النهر الذي يبلغ طوله نحو أربعة آلاف وثمانمائة كيلومتر، هو حقيقة نهر الحياة للمصريين، فقد جعل الحياة ممكنة في أرض تكاد تكون صحراء، فهو يمدها بالمياه للشرب وللزراعة ولصيد السمك. فكان المجتمع المصري يمثل شريطا من الحضارة يمتد على شاطيء مصدر الحياة. وقلما كان المصريون يتوغلون إلى داخل الصحراء المحيطة بهم. فبدون مياه النيل، لا يكون لمصر وجود. فتصور مدى غضب فرعون عندما حو ل موسى هذا النهر المقدس دما!
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: خروج (07 / 01 – 25) بنو إسرائيل في مصر (7) السبت 1 يناير 2011 - 2:00