ويح الوجد ان شفا : شعر هلال الفارع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هَــــلْ جَــــفَّ دَمْــعُــكَ؟ لا واللهِ مـــــا جَــفَّـــاعَـيْـنِـي تَـــذُوبُ، وجَـفــنُ الـعَـيْـنِ مـــا رَفَّـــا
وَبِـي شَجًـى، لــو تَــرَاءَى للبُـحُـورِ شَـكَـتْمِـــنْ هَـولِــهِ، واسْـتَـجَـارَتْ مِــنْــهُ إِذْ طَــفَّــا
وَهَـــلْ تَـجِــفُّ دُمُـــوعُ الـصَّــبِ؟ تَـسْـأَلُـنِـي؟سَــلْ ذاتَ طَـــرْفٍ، إِذَا مـــا جَـــرَّدَتْ طَـرْفَــا
يَــــــؤُزُّنِـــــــي طَـــيْـــفُـــهَــــا أزًّا، فَـــأَتـــبَــــعُــــهُوأَنْــثَــنِــي، وَمِــــــدَادُ الــقَــلْــبِ قَــــــدْ جَـــفَّـــا
وَجْــــــدٌ يُـنَــازِعُــنِــي رُوحِـــــــي، فَـيَـغـلِـبُـنِــيما أقتَلَ الوَجْدَ - وَيْحَ الْوَجْدِ - إنْ شَفَّا!
يَـــكَـــادُ يُــــــورِقُ آلامًـــــــا، إِذَا ابَــتَــعَـــدَتْ،وَإِنَّــــهُ لَـــــوْ دَنَـــــتْ غَــالَـــى، وَمَـــــا خَــفَّـــا
يـا عَـاذِلِـي، بـعـضُ هــذا الـعَـذْلِ يوجِعُـنِـيسَــفَّ الْـهَـوَى خـاطِـرِي يَــوْمَ الـنَّـوَى سَـفَّـا
وَجَـــزَّ صَـبــرِي، وَأَلـقَــى بِــــي إلــــى ثــكَــلٍقــــــاسٍ تَــشَــبَّـــثَ بـالــشِّــريــانِ، والْــتَــفَّـــا
جَـزِعــتُ مِـــنْ حَــــزَّهِ، حــتّــى أَنِــســتُ بِــــهِمـا أَضيَـعَ العَـيْـشَ بـيـنَ الـحَـزِّ والْمَنْـفَـى!
جَــــالَ الْـمُـنَـجِّــمُ فـــــي كَــفَّـــي، وَغَــادَرَهَـــافَـقُـلْـتُ: مِـــنْ نَـظْــرَةٍ فـيـهـا قَـــدْ اسـتَـكْـفَـى
وَرَاحَ يَـــقـــرَأُ عَــيْــنِـــي، فـاسْــتَــجَــارَ بِـــــــهِدَمـــــعٌ تَـمَــاطَــرَ فـيــهَــا، ثُـــــمَّ مـــــا كَـــفَّـــا
فَـقَـالَ: أَنْــتَ...، فقُـلْـتُ: الـنَّــوْمُ غَـادَرَنِــيأَدرِي، وَأَنَّ سُـــــهَـــــادِي لَـــفَّـــنِــــي لَـــــفَّـــــا
يا سَيِّـدِي؛ ليـسَ مـا فـي الكَـفِّ يَشْرَحُنِـيوَلَيْـسَ هَـذَا الَّـذي فــي الْعَـيْـنِ قَــدْ أَغْـفَـى
دَع عَـنْـكَ كَـفِّـي، وَعَيْـنِـي، وهــي غـائِـمَـةٌفَــلَــنْ تُــلاقِــي هُــنَــاكَ الـــــدَّاءَ والْـوَصْــفَــا
هُــنَـــا.. ورَاحَ وَجِــيـــبُ الـقــلــبِ يُـسْـمِـعُــهُجَيْشًا مِنَ النَّبْضِ في صَدرِي قَـدِ اصطَفَّـا
كَــأَنَّــمَــا أَلــــــفُ فَـــوضَـــى رَاحَ يَـنـظِـمُــهَــاطَـــبْـــلٌ يُــسَــاجِــلُ فــــــي إِيــقَــاعِــهِ دُفَّـــــــا
أَوْ صَــيِّــبٌ غــاضِــبٌ، والْــبَـــرقُ يُـشْـعِـلُــهُفــــي هَـــــادِرٍ، وسَـفِــيــنٍ ضَـيَّــعَــتْ مَــرفَـــا
هُــنَــا.. فَــأَطــرَقَ مَــذهُــولاً وَمَــــا طَــرَفَــتْعَـيــنَــاهُ مِــمَّـــا إِلـــــى أُذْنَــيْـــهِ قــــــد زُفَّــــــا
بَــكَــى لِـحَـالِــي، فَـصِـرنَــا اثْـنَـيْــنِ غَـرَّهُـمَــاحُــــزْنٌ يُــلَـــوِّنُ فـــــي وَجـهَـيْـهِـمَـا ذَرْفَـــــا!
عُـــودِي إلَـــيَّ، ولا تَسْـتَـعـذِبِـي غُـصَـصِــيوَقَـرِّبِـيـنِــي إلـــــى مــــــا أشــتَــهِــي زُلْـــفَـــى
وَأَطـفِــئِــي نـــــارَ وَجـــــدِي لَـــــو بـأُمـسِـيَــةٍأَمَــــامَ شُـبَّــاكِــكِ الْـعَــالِــي، ومَـــــا أَخــفَـــى
يـا شَهـقَـةَ الحُـسْـنِ هــذا الـنَّـأْيُ يَذبَحُـنِـيعُـودِي كَفَانِـي أَسًـى أَنْ أَصـحَـبَ الرَّجْـفَـا
مـــا أفـلَــحَ الـحُـلْـمُ كــــي ألــقَــاكِ سَـيِّـدَتِــيكَـــلاَّ، ومـــا أسـعَــفَ النِّـسْـيـانُ، أو وفَّـــى
لَـيـلِــي جَـحِـيــمٌ، وَسَــاعَــاتُ الـنَّـهَــارِ أَذًىولا أَزَالُ أُدَارِي بــــالـــــهَـــــوَى الـــــظَّـــــرفَـــــاَ
أَلَـسْـتَ.. ؟ راحَــتْ صَبَابـاتِـي تُصَـبِّـرُنِـي..بَـــلَـــى وَرَبِّــــــيَ، بَــــــلْ أَحـبَـبْـتُـهَــا أَلْـــفَــــا!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قصيدة روعــة اللشّاعر ~ هـلال الفارع ~
خالص تقديرنـــــا ...