|
| في اليابان تذكرت الأمام علي أبن أبي طالب : حسن الخفاجي | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370 مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009 الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
| موضوع: في اليابان تذكرت الأمام علي أبن أبي طالب : حسن الخفاجي الإثنين 10 يناير 2011 - 2:26 | |
| |
في اليابان تذكرت الأمام علي بن أبي طالب
16/12/2010
حسن الخفاجي
<TABLE style="LINE-HEIGHT: 1.2em; BORDER-COLLAPSE: collapse" border=0 align=center>
<TR style="LINE-HEIGHT: 1.2em; VERTICAL-ALIGN: inherit"> <td style="LINE-HEIGHT: 1.2em" align=middle>[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] </TD></TR> <TR style="LINE-HEIGHT: 1.2em; VERTICAL-ALIGN: inherit"> <td style="LINE-HEIGHT: 1.2em" align=middle>لاتهمني كثيرا المليارات التي سأخسرها في هذه القضية , كل الذي أعانيه تضرر سمعة بلدي , وسمعة الصناعات اليابانية</TD></TR></TABLE> في اليابان تذكرت علي ابن ابي طالب (ع) , وفي الأردن تذكرت (أبولهب) و (ابوجهل) ولذلك حكاية . يبدو أننا والعالم من حولنا يجب ان نتعلم من اليابان الكثير جدا , علينا ان لا نكتفي بقيادة المركبات المريحة التي ينتجونها , أو استعمال أجهزتهم الكهربائية , علينا التعلم من انضباطهم , وصبرهم , وإخلاصهم , ووفائهم , وآدميتهم , وولائهم المطلق لعملهم ومؤسساتهم , والولاء الأعظم والأكبر لوطنهم . الكثير من المخترعين والصناعيين يحاولون اقتفاء اثر اليابانيين في محاولة منهم للحاق بهم , أو تقليد منتجاتهم . كم من هؤلاء يعرف القيم الأخلاقية الموروثة التي يتمتع بها الشعب الياباني؟ . التي كانت المفتاح الرئيس الذي استعمله اليابانيون ليفتحوا أبواب التقدم , ويمتلكوا أسرار الرقي ويصبحوا مدرسة لمن يريد ان يتعلم . سمعت وشاهدت وطالعت الشيء الكثير عن اليابان , لكني لم أصل إلى جواب حاسم لتساؤل داخلي. ماهو السبب الحقيقي لتقدم اليابان؟ التي خرجت مدمية ومخربة بعد الحرب العالمية . ذهلت وأنا أشاهد مدير عام شركة تويوتا وهو يبكي وينتحب أمام عدسات الفضائيات, بعدما تبين ان عطلا تقنيا في بعض أنواع السيارات , التي تنتجها شركته هو السبب وراء حوادث مات فيها أشخاص في أمريكا . قال: انه "يتحمل الآثار المترتبة على الخطأ ومنها التعويضات" قدم تعازيه واعتذاره لأهالي الضحايا , ولمن تسببت تويوتا بمتاعب لهم .أردف قائلا: "لاتهمني كثيرا المليارات التي سأخسرها في هذه القضية , كل الذي أعانيه تضرر سمعة بلدي , وسمعة الصناعات اليابانية" وأجهش ببكاء شديد. .
<TABLE style="LINE-HEIGHT: 1.2em; BORDER-COLLAPSE: collapse" border=0 align=center>
<TR style="LINE-HEIGHT: 1.2em; VERTICAL-ALIGN: inherit"> <td style="LINE-HEIGHT: 1.2em" align=middle>[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] </TD></TR> <TR style="LINE-HEIGHT: 1.2em; VERTICAL-ALIGN: inherit"> <td style="LINE-HEIGHT: 1.2em" align=middle>صورة رئيس اكبر شركة خليجية للصناعات البتروكيمياوية وهويدخن (الأرگيله) بعد نزول أسهم شركته إلى الحضيض
</TD></TR></TABLE>
في عالمنا العربي أظهرت الصور رئيس اكبر شركة خليجية للصناعات البتروكيمياوية وهويدخن (الأرگيله) بعد نزول أسهم شركته إلى الحضيض !!. استهلكنا ما أنتجته اليابان والغرب عموما من تكنولوجيا وحضارة دون ان نسأل أنفسنا عن سر تقدمهم وتأخرنا , قلدناهم في: المأكل , والملبس , وقصات الشعر , والموضة, والصياعة. - الصياعة كما يعرف العراقيون تختلف عن الصناعة وتناقضها - دون ان نقتفي اثر أسرار تقدمهم . ما عرفته خلال ثلاث ساعات هي فترة الترانزيت في مطار اليابان , كانت كفيلة لتغير الكثير من المفاهيم في داخلي وتجيب على تساؤلاتي . في صالات الانتظار وضع اليابانيون لمساتهم التقنية المتقدمة , التي يمكن للمسافر التمتع بها , كي يقولوا للمسافرين: انتم الآن في بلد العلم , والتكنلوجيا , والابتكار.في صالة الترانزيت في المطار لفت نظري طفل صغير ذو ملامح عربية مريض شاهدت احد اليابانيين يتكلم معه , أحسست ان لغة الإشارة هي السائدة فاقتربت منهم, عائلة الطفل يحملون أكياس كبيره عليها علامة منظمة عالمية تهتم باللاجئين , خمنت أنهم لاجئون في طريقهم إلى دولة أخرى. استفسرت من الشخص الياباني, ما الأمر؟ عرف نفسه قائلا: "أنا مسؤول محطة الأمم المتحدة لاستقبال اللاجئين , هذه عائلة عربية , ابنهم مريض هم بحاجة إلى مساعدة , لكن لا احد منهم يجيد اللغة الانجليزية . سألت العائلة عن حاجتهم قالوا: "ولدنا مريض نريد الذهاب به إلى الطبيب , أو ندخله المستشفى لان حالته خطيرة "ترجمت له ما قالوه, قال: لايمكنني تنفيذ طلبهم لان طائرتهم ستقلع بعد اقل من ساعة وإجراءات الذهاب إلى طبيب المطار ومغادرة الصالة تأخذ وقتا طويلا , لان العيادة الطبية في مبنى آخر , بإمكاني مساعدتهم , دعهم ينتظرون. قبل مغادرته سألني إذا كنت بحاجة إلى مساعدة شكرته , ذهب وعاد بعد اقل من نصف ساعة وبيده أكياس فيها أدوية وعصائر وماء وحلويات وبسكويت . قال: دعه يأخذ جرعة من هذه الأدوية , لأنني اتصلت بالطبيب ونصحني بهذه الأدوية بعدها بعشرين دقيقه يتناول العصائر الطبيعية والبسكويت وستتحسن حالته الصحية . حاولت ان ادفع له ثمن ما جلبه لهم. قال: لماذا تريد ان تدفع النقود هل لأنك منهم عربي وأنا ياباني غريب عنهم ؟. هؤلاء إخوتي في الإنسانية , ابنهم مثل ولدي , عندها دمعت عيناي وتذكرت قولاً للإمام علي وصيته لمالك الأشتر الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق في لحظة مغادرته ممتعضاً قدم لي علبة عصير. لقد لقنني بتصرفه النبيل درسا بليغا, تعلمت منه ان التمسك بالقيم النبيلة للشعوب هو مفتاح النجاح, وهو عامل مساعد للتطور والرقي. تعلمت ان تجربة شخصية ,او مشاهدة ,او سماع , عمرها لحظات قد تنفعك قد تعادل تجربة عمر كامل قضيته في المطالعة والدراسة . بعد مغادرته برزت إلى الذاكرة صورا عكسية لما سمعته وشاهدته عن اليابان. برزت صورة العراقيين وهم يقفون بطوابير طويلة في منافذ الأردن الحدودية ,وصورة ضباط أردنيين صغار في السن يمتهنون كرامة العراقيين , من مطارعالية بعمّان عادت للذاكرة صور ضباط مخابرات يتفننون في إذلال العراقيين , ويمنعوهم من دخول الأردن ( بعد أن كانت نساء أردنيات يستجدينَ في شوارع مدن العراق و بيوتها قبل الحصار على شعبنا ألذي انتفع منه الأردن نفعاً لم يكن يحلم به . من داخل الأردن برزت صورة لا تمحوها الأيام .. كنا أنا وزوجتي وولدنا الرضيع الذي أصيب باختناق مفاجئ , كان تنفسه صعبا قصدنا المستشفى الإسلامي في عمان الذي تمتلئ مداخله وحيطانه بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية , التي تشعرك انك في مسجد أو مرقد لولي صالح !. اغلب العاملين والعاملات فيه من أصحاب اللحى الطويلة والبناطيل القصيرة والمحجبات. لم تغادر بالي قط صورة الممرضة المحجبة (أم كرش) التي تعمل في ردهة العناية والإنعاش كانت تسد بجسدها الممتلئ باب ردهة الإنعاش , وهي تصر على منع دخول ولدي الردهة , بعد ان حوله طبيب الطوارئ . قالت - دون حياء أو خوف من الله - حتى لو فارق ولدكم الحياة لا يمكنني إدخاله الردهة ما لم تجلب وصل المحاسبة !!. قدمت إلى المستشفى بحالة فزع وهلع شديدين أنستني جلب محفظتي والنقود . عدت للمحاسبة بعدما خلعت زوجتي أساورها وخاتمها , قدمت معها جهاز موبايل وأوراق السيارة ومفتاحها , لكنهم امتنعوا وأصروا على جلب مبلغ نقدي !. اتصلت بأحد الأصدقاء العراقيين وكان مكتبه قريبا من المستشفي , جلب لي مبلغا كبيرا من المال تركته كاملا في المحاسبة , كان ولدي مازال بيد أمه ينتظر عند باب ردهة الإنعاش وقد شارف على الموت . ادخلوه في غرفة العناية , ادخلوا له أنبوب أوكسجين داخل القصبة ,وأعطوه حقن , بعد ساعة عاد تنفسه طبيعي , أخرجته من المستشفي . كانت قيمة الفاتورة 115 دينار أردني -اقل من مائتي دولار- , كادت ان تصل بولدي إلى حتفه. ربطت بين صورة مدير تويوتا وهو يبكي وموظف الأمم المتحدة وهو يساعد اللاجئين ارتسمت في مخيلتي صورة لملائكة رحمة , بشر انقياء يحملون كل معاني الأخلاق والقيم , وصفات الصالحين , هؤلاء ذكروني بالرموز المضيئة في تاريخنا المزعوم . صورة ضباط جوازات ومخابرات الأردن وممرضة المستشفى الإسلامي , أعادت رسم صور: أبو جهل , وأبو لهب ما عليكم إلا ان تحكموا بين: ملائكة رحمة ينتمون إلى ديانات أخرى, وشياطين يقولون أنهم مسلمون. "ليس عارا ان تكون أدنى من خصمك , العار ان تكون أدنى من نفسك" سبنسر
|
| |
| | | | في اليابان تذكرت الأمام علي أبن أبي طالب : حسن الخفاجي | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |