الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 88تاريخ التسجيل : 13/01/2010الابراج :
موضوع: الثقافة الذاتية والمعلومات العام الأربعاء 12 يناير 2011 - 23:50
الثقافة الذاتية والمعلومات العامة
نشاهد حاليا، وكنا نشاهد سابقا وبين وقت وآخر في مختلف قنوات التلفزيون برامج مسلية ممتعة تتضمن مسابقات ثقافية ، علمية ، اجتماعية ، حزورات . وقد نشاهد بين المتبارين افرادا يتمتعون بذكاء ومنطق واجابات نرتاح لها ونقيمها بانها فوق المعدل او ممتازة ونفرح بها ونقدر عاليا ذلك الشخص او ذاك الفريق ، فيما نضحك وناسف لاجابات شخص آخر لاجاباته التي لا تنم عن الذكاء والمنطق والمعرفة . ادرج هنا حالتين مختلفتين كنماذج مما شاهدته انا ، وكما شاهدها كل منكم او تاخذه ذاكرته الى حالات اخرى مماثلة لهذه. في برامج مسابقات الشباب يسال مقدم البرنامج: كم هي سرعة الضوء ؟ وكم يستغرق الضوء الذي نراه منذ انبعاثه من شمسنا حتى يصلنا ونحن على الارض؟ ليجيب احدهم: ان سرعة الضوء هي 300 الف كيلومتر في الثانية ، وبما ان الشمس تبعد عن الارض 150 مليون كيلومتر فان الضوء يصلنا بحوالي 5 دقائق . عندما نشاهد هذا الشخص فنثمن جوابه سواء كانت هذه الارقام مضبوطة ، قريبة ، او حتى خاطئة ، فنثمنها عاليا لان الجواب منطقي مستند على فرضيات معقولة. في برنامج ثقافي آخر يسال مقدم البرنامج احد الفريقين : ما هي عاصمة تركيا ؟ فتجيب احدى المتسابقات: هل هناك بلد اسمه تركيا؟ فيسالها مقدم البرنامج : من من هؤلاء الاربعة حكم تركيا: فيدل كاسترو ، جمال عبد الناصر ، كمال اتاتورك ، جوزيف ستالين ؟ لتجيب راسا: جوزيف ستالين!!! حالة اخرى شاهدتها في برنامج "من سيربح المليون " النسخة العربية ، حيث يسال جورج قرداحي مسابقة عربية متوسطة العمر: في اي بلد توجد المئذنة الملوية : الاردن ، تونس ، مصر ، العراق؟ فتقول له: اتصل بصديق ، وتتصل برجل في مصر لتقرا عليه السؤال ، وقبل ان تقرا عليه الخيارات قال: المئذنة الملوية تسمى ملوية سامراء وهي في العراق ومتاكد 100% . عزيزي القارئ انا متاكد انك تستطيع ان تتذكًر اعدادا كبيرة من هذه الحالات ، آمل ان تكون انت من ضمن المجموعة ذات الثقافة والمنطق والمعرفة والذاكرة القوية وذي منطق ثقافي جريء. ولكن كيف نكتسب المعرفة ومن اين ناتي بالمعلومات والمنطق؟ ان الثقافة والمعلومات نكتسبها من الحياة وبجرعات ضئيلة جدا كل يوم ومن ولادتنا حتى مماتنا وبنفسنا وليس بشكل جرعات كبيرة تعطى لنا من قبل الاخرين . المجهود الفردي المستمر هو الذي يمنحنا الاضافة اليومية لمعلوماتنا ومعرفتنا وثقافتنا . ان الذي يقرا كتابا واحدا في الشهر تزداد معرفته اكثر من الذي يقرا كتابا واحدا في السنة ، واكثر بكثير ممن لا يقرا اي كتاب في السنة . الذي يقرا جريدة او عدة جرائد يوميا ستتراكم لديه معلومات اسرع واكثر من الذي يقرا الجريدة بالصدفة ، والذي يسمع او يشاهد نشرة اخبار المساء يوميا تترسب لديه معرفة اكثر من الذي لا يعير اهتماما للاخبار , والذي يذهب للتسوق دائما يعرف عن اماكن المواد ونوعياتها وتقلبات اسعارها اكثر بكثير ممن لا يشترك بالتسوق ، والذي يناقش مع الاخرين قضايا الساعة ويعرض افكاره وتصوراته لحل هذه المشكلة او تلك سوف تتجمع لديه افكار كثيرة واساليب الطرح والمناقشة اكثر من غيره الذي يقول مع نفسه دائما : هذه الامور لا تخصني . فليساهم كل منا في زيادة معلوماته وثقافته العامة لان في ذلك خدمة انفسنا واهلنا ومجتمعنا والعالم من حولنا .