أني طبيب عراقي قد تخرجت من كلية طب جامعة الموصل في بداية الثمانينات من القرن الماضي والان زميل الكليه الملكيه البريطانيه في لندن ولديّ تخصص في العقم وأطفال ألأنابيب.حكايتي كانت أثناء دراستي في الموصل حيث أني أحب المطالعه والدراسه في أجواء تقريبا هادئه وبعيده عن الضوضاء وخاصة كنت مرعوب من صعوبة دراسة الطب وطب الموصل كان مشهودا له عالميا بعلميته وقوته فأساتذتها حريصون كحرص أهل الموصل الطيبين بكافة أطيافهم ودياناتهم لذلك بدأت بالبحث عن سكن خاص بمساعدة أحد الطلاب الذي يسبقني بصف بالرغم من توفر السكن في الأقسام الداخليه التابعه لجامعة الموصل هذا الطالب كان يعرف أحد سكان الموصل الأصليين كما يقولون والذي يسكن قريبا من كلية الطب وهو صاحب دين وأخلاق عاليه ومعروف في المنطقه فبعد الأتصال به أختار لي سكن عند جارته والتي باب بيتها مقابل باب بيته وأخبرنا أن جارته المسيحيه الخاله رينه تسكن في دارها لوحدها حيث أن أقاربها قسم منهم خارج الموصل أو خارج الوطن ولديها غرفه تريد أن تأجرها لطالب أو طالبين ولكن بشرط أن يزكيهم جارها فأرتحت لهذا الشرط فأي زمان كان ذاك الزمان عند الكل المسلم وغير المسلم المسيحي وغير المسيحي يبحثون عن القيم والأخلاق والدين الذي هذب النفوس ويحرم ويجرم قتل الأبرياء من البشر أياً كانت معتقداتهم أو ديانتهم أو طائفتهم يحرم قتل المسلم والمسيحي والصابئي واليهودي والشبكي والسني والشيعي والكردي والتركماني وووو...يحرم قتل كل هؤلاء الأبرياء كما هو في الأولين واللآخرين.فبمحبة العراقيين وتكاتفهم ولا أقل ون ذالك سيكون العراق بخير أنشاء الله. لقد سكنت عند الخاله رينه فترة الست سنوات وسكن معي بعد فتره طالب من نفس الكليه وبعد سنوات ألتحق بطب بغداد وتخرج من هناك وكانت تسافر الى أقربائها شهورا وتترك دارها وبما فيه في عهدتنا .كانت تراني أذهب الى المسجد وتذهب هي الى البيعه أي الكنيسه هكذا هو ديننا لكم دينكم ولي دين لا تتدخلون في ديني و لا أتدخل في دينكم.لا أذكر للخاله رينه ألا كل خير. المفاجئه معها كانت أثناء تخرجي ولظروف معينه لم أستطيع حضور يوم التخرج الذي أقيم في كلية الطب وهو يوم له صدى عند أهل الموصل وتحضره معظم عوائل الخريجين وقد عرفت الخاله رينه بعدم حضوري فذهبت لحفل التخرج واستلمت شهادة تخرجي وسط ذهول الطلبه والطالبات الذين يعرفوني وأختلط عليهم الأمر هل هي والدتي أم من تكون وذلك لشدة فرحها هكذا أخبرت بعد حين. وصلت الموصل بعد أيام من التخرج ورأيت الخاله رينه وهي تبكي فرحا لتخرجي وحزناً لمغادرتي بيتها والموصل . لقد أعطتني نسخه من مفاتيح بيتها وأمنتني عندما آتي الى الموصل أن آتي الى بيتها وأفتح ألباب وأسكن أنا ومن معي حتى لو لم تكن موجوده والمفاتيح لا تزال معي بمداليتها الزرقاء ولكن مع الأسف ولتقصير مني لم أذهب الى هناك ومنذ تخرجي. هذا جزء من حياتي في العراق والذي لم أشم خلاله رائحة عنصريه أو دينيه أو طائفيه لا من بعيد ولا من قريب. صبراً صبراً أيها العراقيون ستزول الشده وتلتئم الجروح وتشفى بأسرع مما تتوقعون أنشاء الله