الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61345مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: العراق ومصر توحدا بالدم المسيحي الشهيد السبت 15 يناير 2011 - 2:54
العراق ومصر توحدا بالدم المسيحي الشهيد
هذا هو إيماننا، هذا هو حقنا
"ستكونون مضطهدين من أجل اسمي" - "اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" (من كلمات الرب يسوع) <BLOCKQUOTE>
بهذه الكلمات كلّمنا الرب يسوع، ترى هل كان يريد أن يقول لنا ماذا سيكون مصيرنا فقط لأننا نتبع تعاليمه ونحمل اسمه؟
منذ فجر التاريخ تدفع المسيحية ثمن انتمائها، من دمائها، فقط لتشهد لإيمانها ولتقول للعالم كله أن مَن بذل دمه على الصليب من أجل فداء العالم، لا تهون عليها دماءها اقتداء به.
منذ فترة قريبة فجّرت كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في العراق، وذهب ضحيتها أكثر من 57 مؤمناً كانوا في داخلها، منهم كاهنين شابين، سقطوا فقط لأنهم يشهدون للحق ولإيمانهم. وبعد شهرين بالضبط، فجّرت كنيسة الأقباط في الإسكندرية، وذهب ضحيتها أكثر من 25 مؤمن مسيحي بالإضافة إلى عدد لا بأس به من الجرحى.
ولكن هناك سؤال يطرح نفسه، لماذا كل هذا الحقد الأعمى تجاه شعب مؤمن كل ذنبه أنه مسيحي؟ لماذا هذا التكفير بحق شعب يقول دائماً كلمة الحق؟ لماذا يجب على المسيحيين وحدهم أن يدفعوا ثمن حروب الآخرين على أرضهم من دمائهم ومن أجسادهم الطاهرة؟
كيف على شعب متجذر في أرضه منذ آلاف السنين أن يطلبوا منه بكل وسائل الإرهاب والعنف أن ينسلخ عنها؟ المسيحيون المشرقيون هم أصل هذه الأرض، وكل الذين يطلبون منهم الرحيل هم الدخلاء عليها. لن تنتهي حضارة عمرها مئات آلاف السنين مهما كان العنف والاضطهاد كبيراً. سنبقى في هذه الأرض ونمارس معتقداتنا وحرياتنا مهما كلف الأمر ومهما دفعنا أثماناً غالية من دماء وشهداء وجرحى.
إلى كل الذين يمعنون فينا تنكيلاً واضطهاداً نقول: الحق لا يموت، نحن معتقدنا حق وإيماننا حق وكل ما تفعلونه لن يجديكم نفعاً. الساكت عن الحق شيطان أخرس، ولكن ثقوا كلكم أننا لم نكن ولن نكون شياطين خرس مهما كلّف الأمر. سنبقى هنا، سنبقى في هذه الأرض. هل تعتقدون أنكم بتكفير شعب بكامله ستنالون مطلبكم؟ إذا نلتم من أجسادهم، لن تنالوا من كرامتهم ومن عنفوانهم ومن تجذرهم في أرض دفعوا كل هذه الأثمان للبقاء فيها. نقول لكم: لا خوف على الكنيسة، لأن هناك شعب يضحي بكل ما يؤتيه من قوة للدفاع عنها.
الشهادة من صلب إيماننا المسيحي، فالمسيح كان أول الشهداء ليعطينا الدافع لنسير مسيرته في الشهادة. فدماؤه الطاهرة تعلمنا كل يوم أنه مهما نبذل من دماء فإننا بذلك نقول للعالم كله: علينا أن نتبع مسيرته ونبذل الدماء في سبيل معتقدنا وحريتنا.
إلى متى يبقى الاستنكار فقط كلاماً، كلما حصلت فاجعة في أي بلد؟ إلى متى سيبقى الكلام على المنابر كلاماً من دون أفعال؟ أين الضمير العالمي تجاه كل ما يحصل في هذا الشرق؟ يتحدثون عن التعايش المشترك، أين هو هذا التعايش في ظل تكفير كل مَن لا ينتمي إلى دينهم ومعتقدهم؟ إلى متى سيبقى المسيحيون مهمشين في ظل أنظمة لا تعترف بحقوقهم. هل بهذا الأسلوب سيُمنع على المسيحيين الذهاب إلى كنائسهم وممارسة شعائرهم الدينية عبر تخويفهم وإرهابهم بمختلف الوسائل والأساليب؟
ديننا دين التسامح، والدين الإسلامي يتنصل من كل هؤلاء التكفيريين لأن دينهم يقول: كل المؤمنين أخوة. هل بقتل هؤلاء الأبرار والشهداء من المسيحيين يرتاح هذا الشرق من خلافاته؟ لا أعتقد. هل بقتل المسيحيين يثبت المسلمون أنهم يتبعون تعاليم دينهم؟ لا فالإسلام هو دين المسالمة والسلام. لا، لن يحصل هذا حتى ولو بقي مسيحي واحد فقط، فإنه سيقول كلمة الحق ويشهد للحق ويمارس حريته ومعتقده بحق.
وإلى كل شعبنا المشرقي في شرق هذا العالم وغربه، دماء الشهداء تستصرخكم: لا تتركوا أرضكم، اثبتوا فيها، أعطوا كل يوم قوافل من شهداء أبرار وأطهار كل ذنبهم أنهم مسيحيون، ولكن ابقوا. دفعنا دماءنا ثمناً لبقائكم فلا تتركوها تذهب هدراً. لا تدعونا نستشهد مرّتين. قاوموا بكل الأساليب، واشهدوا دائماً للحق والحقيقة فالمسيح أعطانا المثال ونحن على دربه سائرون. كونوا مؤمنين بأنه مهما طال الليل لا بد لفجر الأمل أن يشرق من جديد، فظلام الترهيب والتكفير لن يطول، لأن فجر الحقيقة سيأتي.
بكل محبة نقول لكل الأنظمة العربية التي تجاهر بأنها تحافظ على المسيحيين، نريد أفعالاً وليس فقط أقوالاً. نريد حماية حقيقية لكل المسيحيين في دولكم. كفانا ترهيباً، وتقتيلاً وتهجيراً. لن نترك هذا الشرق لأننا أصله، ولن يستطيع كل مَن يحاول نزعنا من أرضنا أن ينال من مطلبه. لأن حضارة عمرها آلاف السنين لن تنتهي، ولن نسكت بعد اليوم على الظلم. ولن نسامح مَن فتك بنا ومَن أسال دماءنا الذكية، وإن غدا لناظره قريب.
هذا هو إيماننا، هذا هو حقنا، العيش بكرامة وعنفوان وحرية. فإيماننا المسيحي سيفنا، والحق صولجاننا ومَن يملك السيف والصولجان لن ينكسر ولن يخاف مهما عصفت الرياح العاتية في وجهه من الآن وإلى أبد الآبدين.
تعازينا الحارة لكل ذوي الشهداء الأبرار، مع تمنياتنا القلبية للجرحى بالشفاء العاجل. والراحة الدائمة أعطِ يا رب كل الشهداء والموتى المؤمنين باسمك القدوس، وليضئ نورك الأزلي لهم، ولتكن دماؤهم الذكية نوراً يضيء عتمة الظلام الإرهابي. واعطنا القوة والدافع لكي نستمر في الدفاع عن معتقداتنا وإيماننا بكل الوسائل الإيمانية والسلمية. والمجد والخلود للشهداء الأبطال.