تحركات دولية بشأن الأزمة اللبنانية

تحركات دولية بشأن الأزمة اللبنانية
2011-01-15 15:16:22

بدأت تركيا وفرنسا تحركات للحد من تفاقم الأزمة اللبنانية بعد استقالة أكثر من ثلث أعضاء الحكومة حيث أجرى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مباحثات هاتفية بهذا الشأن، في حين وجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسالة دعم لنظيره اللبناني ميشال سليمان.

وقالت وكالة الأنباء القطرية إن الشيخ حمد تلقى اتصالا هاتفيا من أردوغان أمس الجمعة استعرض فيه الجانبان علاقات التعاون بين البلدين، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وكان أردوغان أعلن في وقت سابق أمس أنه سيجري اتصالات بالمسؤولين القطريين والإيرانيين لمناقشة الأزمة اللبنانية، وسيقرر استنادا إلى نتائج تلك الاتصالات ما إذا كان سيتم إطلاق مبادرات للقاءات تشمل الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر ولبنان ومصر.

كما أكد في لقاء لحزب العدالة والتنمية الحاكم -أعقب اجتماعه مع نظيره اللبناني سعد الحريري في أنقرة الجمعة- أنه لا يمكن السماح للبنان بالانزلاق إلى حالة من عدم الاستقرار، وحث كل الأطراف اللبنانية المعنية على تعزيز الجهود التي تبذلها للتعامل مع الأزمة.


الحريري (يمين) أثناء لقائه الرئيس سليمان(الفرنسية)
ودعا كذلك الأطراف اللبنانية إلى ضرورة أن لا يؤدي القرار المرتقب للمحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري -الذي من المرجح أن يوجه اتهاما لعناصر من حزب الله بالضلوع في الاغتيال- إلى زعزعة التقدم الذي تم تحقيقه على صعيد السلام في لبنان.

وكان عشرة من وزراء المعارضة ووزير من حصة الرئيس استقالوا من حكومة الحريري يوم الأربعاء الماضي بسبب خلاف مع حزب الله، الذي دعا لبنان إلى سحب دعمه للمحكمة الدولية بينما رفض ذلك الحريري الذي أصبحت حكومته الآن في حكم المستقيلة بحسب الدستور اللبناني.

وبدوره أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلوا تصميم بلاده على القيام بكل ما هو ممكن لمنع تصعيد التوتر في لبنان، محذرا من أن امتداد الأزمة اللبنانية إلى باقي المنطقة سيؤدي إلى حالة عدم استقرار تزعج للجميع، حسب قوله.

وعلى الصعيد ذاته، قال بيان للرئاسة الفرنسية إن ساركوزي وجه الجمعة رسالة لنظيره اللبناني أكده له فيها دعمه الشخصي ودعم بلاده له خصوصا في هذه الفترة الدقيقة، مشددا على أهمية الدور الذي يقوم به سليمان في سبيل الحفاظ على حسن سير عمل المؤسسات وروح الحوار والسلم الأهلي.

سابقة تاريخية
وكان الحريري اعتبر في تصريح مكتوب بعد لقائه الرئيس سليمان في قصر بعبدا مساء الجمعة أن استقالة 11 وزيرا من حكومة الوحدة الوطنية التي كان يرأسها "لا سابق له في تاريخ لبنان".

وأكد في أول تصريح له بعد استقالة الوزراء أن استقالتهم "حق ديمقراطي لكنه يشكل تطورا لا سابق له في تاريخ الحكومات والأول منذ اتفاق الطائف"، معربا عن خشيته من تحولها إلى نموذج لفشل العمل المشترك بين اللبنانيين في تشكيل حكومات وحدة وطنية.

وأشار إلى استعداده للمشاركة في الاستشارات النيابية الملزمة التي أعلن سليمان أنها ستبدأ يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين لتشكيل حكومة جديدة وفق ما ينص عليه الدستور، لكنه لم يحدد ما إذا كان سيكون مرشحا لرئاستها، مشددا على أنه لا بديل عن الحوار وأن أية جهة لا يمكنها إلغاء الأخرى.

على صعيد متصل قالت مصادر أمس الجمعة إن المدعي العام بالمحكمة الدولية سيرسل "قريبا" مسودة لائحة اتهام إلى قاضي التحقيقات دانيال فرانسن لتأكيدها قبل بدء المحاكمة.

وقالت المصادر إن اللائحة ربما تصدر الأسبوع المقبل, وسط تكهنات واسعة بأن المحققين في المحكمة الخاصة بلبنان سيوجهون اتهامات لأعضاء في حزب الله, وهو احتمال يثير مخاوف من اشتعال فتيل العنف.

وقد نفى حزب الله مرارا أي دور له في عملية الاغتيال, وقال زعيم الحزب حسن نصر الله العام الماضي إنه لن يسمح باعتقال أحد من أعضاء الحزب.