الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 14تاريخ التسجيل : 07/12/2009الابراج : العمل/الترفيه : راهب
موضوع: المسيح سلامنا / ترجمة عن اللغة الإيطالية السبت 6 فبراير 2010 - 21:59
المسيح سلامنا
النصّ الإيطالي: المونسنيور ماركو فريزينا الترجمة إلى العربية: الراهب باسم اسحق الوكيل
السلام ليس ببساطة غياب الحرب، ليس "المعيشة الهادئة" التي نجد فيها موضعنا المطمئنّ، بدون مشاكل. السلام الحقيقي هو هبة من الله ممنوحة لنا بواسطة المسيح، ذلك الذي هو مصالحة ووحدة (أفسس 2: 14 وما يليها)، الذي حقّق هبة السلام المسيحاني بدمه وصانعاً في جسده "إنساناً واحداً جديداً". السلام إذن هو الوحدة المستعادة، المصالحة المسترجعة مع الله ومع الإخوة، البهجة التي تنشأ من كلّ هذا والتي تملأ قلوب المؤمنين. في بناء الكنيسة، المسيح هو حجر الزاوية الذي يرتبط به ويستند عليه كلّ البناء، إنّه الأساس الذي يعطي "سلاماً" للكنيسة جمعاء. سلام المسيح يختلف عن سلام العالم لأنّه لا يتمّ فرضه بفتوى أو بغطرسة، بل بالمحبّة. كما أنّه يجلب نظام المحبّة الجديد بدءً بقلب الإنسان وثم يتوسّع إلى كلّ الأفعال البشرية محيّاً إيّاها بنور الروح المبهج الذي يجلب وينمي السلام.
حياتنا في حاجة إلى سلام، العالم يحتاج إلى هذه الهبة السامية ويبحث عنها، أحياناً مخطئاً الإتّجاه والوسائل، لكنّ السلام هو ما يرغب به ويتوق إليه كلّ البشر حتّى عندما يشنّون الحرب. لا يمكن للإنسان أن لا يشتاق إلى الفرح الناشئ عن التوازن والنظام اللذين يعد بهما السلام، يتمتّع بوئام الطبيعة الساحر، بجمال الأشياء الذي يوحي إلى قلب الإنسان أن يؤدّي الحمد العميق الواجب لله. نشيد السلام والحبّ هو ترنيمة المفديين، المسيح هو ملك الكون لأنّه "ملك السلام" (أشعيا 9)، لأنّ فيه كلّ شيء يأخذ معناه وغايته، كلّ شيء يتآلف ويتلاقى، الجميع يجدون مجالهم ووقتهم المناسب. لهذا هو "مصالحة" (أفسس 2: 16) من خلال جسده المعطى لنا على الصليب، من خلال تلك الذبيحة السامية التي يتلاقى فيها الإنسان القديم والإنسان الجديد، ليموت الأوّل ويولد الثاني ولادة جديدة، كلاهما من أجل العثور على الحبّ الذي يخلّص في علامة المسيح الفدائية الفريدة.
الكنيسة هي مبشّرة سلام لأنّها تحتفل بسرّ المصالحة والحبّ، لأنّها من خلال الأسرار تعلن للعالم عن إمكانية الوحدة والإلتقاء بواسطة حبّ المسيح الخلاصي، لأنّها بمنحها روح الربّ تجعل عمل المسيح الفدائي فعّالاً وحيّاً ويصبح بإمكان كلّ إنسان أن يجد أخيراً السلام الحقيقي.
لنطلب من الربّ هذه الهبة العظيمة، لنبتهل إليه بثقة، لنطلب أن يتصدّق علينا بهذه النعمة: "إمنحنا السلام". في الظرف التاريخي المعاصر الذي نرى فيه الإنسان يتسلّح ضدّ أخيه، نجد قلب الإنسان ينضمر إلى حدّ الموت تحت نير العداوة الخبيث، نير التكبّر، نير الكراهية، تصبح صلاتنا من أجل نيل السلام ملحّة وضرورية. لكنّ هذه الصلاة لا يمكن أن تنفصل عن أعمال السلام وخاصّة عن التبشير بذلك الذي هو مانح السلام: المسيح الفادي.
"سلاماً أترك لكم، وسلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم أعطيكم أنا" (يوحنّا 14: 27)، هذه العبارات تبيّن لنا بوضوح الإتّجاه والأسلوب. ينبغي إعلان المسيح، جلب نعمته، طلب عونه وحضوره، العمل على جعله محبوباً لكي يعرف العالم "أمير السلام"، وأن يتوجّه إليه لنيل هذا السلام.
لنقبل إذن دعوة البابا يوحنّا بولس الثاني الذي كرّر النداء الكبير للطوباوي البابا يوحنّا الثالث والعشرين في بداية سنوات الستّينات: "إمنحنا السلام". السلام بين البشر يولد دائماً من السلام مع الله والذي يتحقّق بدءً من قلوبهم للإنفتاح بعد ذلك إلى الأُسَر، إلى الأمم، إلى الشعوب، إلى العالم. لنصرخ نحن أيضاً بقوّة إلى الربّ لكي يصغي إلينا: "إمنحنا السلام على الأرض".
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: المسيح ســــلامنا الخميس 15 أبريل 2010 - 23:19