الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60092مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: "جدتي سترمى خارج السويد" الأحد 7 فبراير 2010 - 23:52
"جدتي سترمى خارج السويد"
سلطات الهجرة السويدية تقرر ابعاد امراءة عراقية بالرغم من كبر سنها
امراءة عراقية تبلغ من العمر 68 عاما وتعيش مع اولادها واحفادها في ستوكهولم منذ عدة سنوات . لكن المراءة التي تدعى ماريا ستبعد الى العراق ، لوحدها – بالرغم من انتمائها الى الاقلية المسيحية المضطهدة. ووفقا لدائرة الهجرة ، ليس هناك مايدعو لاعطاء هذه المراءة حق الاقامة في السويد، سنها وصحتها هي ليست اسباب للجوء. قبل عدة ايام جاء الجواب من خلال فتحة البريد في الباب . لايحق لجدتي ان تبقى في السويد. بعد اسبوع يجب على ماريا البالغة 68 عاما الحظور الى مكتب دائرة الهجرة في الساعة التاسعة صباحا لكي تحصل على معلومات حول العودة الى بلد الام. منذ ذلك الحين لم تتمكن ماريا من النوم . شاهد عيان قال، ان الحبوب المنومة لم تعد تنفع معها ، خلال اللحظات التي تغفو فيها ترى كوابيسا فيها يتم جلبها وترحيلها. تقول حفيدتها مريم البالغة 17 عاما: كيف يمكن لجدتي العيش لوحدها في بغداد؟ لم يبقى لها اقارب هناك. كيف ستعيل نفسها ، كيف ستدفع الايجار في بلد يفتقد الى حقوق الانسان؟ هربت العائلة من العراق – بغداد وجاءت الى السويد في بداية الالفية الثانية. لدى ماريا خمسة ابناء بالغين وجميعهم يحملون حق الاقامة في السويد. احدهم كان جنديا في الحرب قبل ان يهرب. جاءت ماريا الى السويد كارملة قبل عامين ونصف وعاشت لدى ولدها البكر يوسف ومنذ ذلك الحين لم يبقى احد من اقاربها في العراق. يقول ابنها البكر يوسف بيأس: قلت لسلطات الهجرة ساهتم انا بامرها، يمكنها السكن عندنا ولانحتاج الى اية معونة ، لانحتاج الى اي اشيء دعوها فقط ان تبقى، هذا الشيء الوحيد الذي نحتاجه منكم. يخشى يوسف ان تتأذى والدته في العراق، ان تلاحق من رجال الميلشيات، ان تضرب او ربما تقتل.. لقد اصبح المسيحين العراقيين اكثر اضطهادا، يشك المرء ان تكون المجاميع الدينية المتطرفة هي التي تقف خلف الاعتداءت على المسيحين وتفجير كنائسهم واختطافهم. وفقا للامم المتحدة اكثر من نصف مليون مسيحي عراقي هرب من العراق خلال السنوات الاخيرة ويبلغ هذا العدد حوالي 60% من نسبة المسيحين العراقين. ايام قليلة قبل عيد الميلاد اصدرت دائرة الهجرة ، بعد تعرضها لانتقادات شديدة، اصدرت توجيهات جديدة من شانها ان تسهل حصول المسيحين العراقين على حق اللجوء. لكن هذه التوجيهات بالنسبة الى ماريا ليست لديها اي معنى. وفقا لقرار دائرة الهجرة النهائي ، سوف توضع المرأءة الصغيرة في الحجم والتي تبلغ 68 عاما ، وتعاني من داء السكري، سوف توضع في اول طائرة متوجهة الى بغداد. ماريا خائفة وترفض التصوير كما انها ترفض ان نستخدم اسمها الحقيقي في هذا المقال ، لانها تعتقد ان الامر سيعقد وضعها. ولانها لاتتكلم السويدية يساعدها احفادها في الترجمة من العربية . تقول ماريا اني اريد ان اموت هنا حيث يحيط بي ابنائي واحفادي.
ماذا تقول دائرة الهجرة ؟
وفقا ليواكيم هوغوسون الخبير القانوني في دائرة الهجرة، ان الاسباب الموضوعية والحساسة(الاسباب الانسانية) لاتنطبق لحصول الكبار في السن على الاقامة، كما لايكفي وجود اقارب في السويد كسبب للحصول على الاقامة. يجب علينا ان نتبع القوانين التي يشرعها البرلمان السويدي . المجال لاعطاء الاقامة بسبب لم الشمل العائلي ليس كبيرا. لكن التوجيهات الجديدة ستسهل اظهار الاقليات العراقية المضطهدة حاجتها الى الحماية، و يجب دائما اجراء اختبار شخصي، من حالة الى اخرى،. حيث يتم اختبار مصداقية طالب اللجوء وتدقيق اسباب لجوئه . يضيف هوغوسون، عموما يمكن القول ان المسيحين العراقيين مجموعة مضطهدة، لكن هذا يعتمد على من اين جاء الشخص المعني ومن اي مكان في العراق. بالاضافة الى ذلك تقوم السلطات العراقية حاليا بحماية الكنائس المسيحية نوعما .
ناتاليا كازميسكايا/ جريدة ستوكهولم سيتي الصادرة 4/2/2010