الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: لا تحكم على الناس من مظهرهم الإثنين 24 يناير 2011 - 19:36
يقول أحد الباحثين في حكم تطوير الذات ورسائلها وعبرها من خلال قصة حقيقية: توقف القطار في إحدى المحطات في مدينة بوسطن الأميركية وخرج منه زوجان يرتديان ملابس بسيطة، كانت الزوجة تتشح بثوب من القطن، بينما يرتدي الزوج بزة متواضعة صنعها بيديه، وبخطوات خجلة ووئيدة توجه الزوجان مباشرة إلى مكتب رئيس “جامعة هارفارد”، ولم يكونا قد حصلا على موعد مسبق.
قالت مديرة مكتب رئيس الجامعة للزوجين القرويين: “الرئيس مشغول جدا، ولن يستطيع مقابلتكما قريبا”، ولكن سرعان ما جاءها رد السيدة الريفية حيث قالت بثقة: “سننتظره”. وظل الزوجان ينتظران لساعات طويلة أهملتهما خلالها السكرتيرة تماما على أمل أن يفقدا الأمل والحماس البادي على وجهيهما وينصرفا. ولكنهما ظلا جالسين ومصرين، فقد حضر الزوجان لأمر مهم جدا، ولكن مع انقضاء الوقت، وإصرار الزوجين، وبدأ غضب السكرتيرة يتصاعد، فقررت مقاطعة رئيسها، ورجته أن يقابلهما لبضع دقائق لعلهما يرحلان، هز الرئيس رأسه غاضبا، وبدت عليه علامات الاستياء، فمن هم في مركزه لا يجدون وقتا لملاقاة ومقابلة إلا علية القوم، فضلا عن أنه يكره الثياب القطنية الرثة وكل من هم في هيئة الفلاحين، لكنه وافق على رؤيتهما لبضع دقائق لكي يضطرا للرحيل.
عندما دخل الزوجان مكتب الرئيس، قالت له السيدة إنه كان لهما ولد درس في “هارفارد” لمدة عام لكنه توفي في حادث، وبما أنه كان سعيدا “خلال الفترة التي قضاها في هذه الجامعة العريقة، فقد قررا تقديم تبرع للجامعة لتخليد اسم ابنهما”. لم يتأثر الرئيس كثيرا لما قالته السيدة، بل رد بخشونة:
“سيدتي، لا يمكننا أن نقيم مبنى ونخلد ذكرى كل من درس في “هارفارد” ثم توفي، وإلا تحولت الجامعة إلى غابة من المباني والنصب التذكارية”. وهنا ردت السيدة “نحن لا نرغب في وضع تمثال، بل نريد أن نهب مبنى يحمل اسمه لجامعة هارفارد”. لكن هذا الكلام لم يلق أي صدى لدى الرئيس، فرمق بعينين غاضبتين ذلك الثوب القطني والبذلة المتهالكة ورد بسخرية: “هل لديكما فكرة كم يكلف بناء مثل هذا المبنى؟ لقد كلفتنا مباني الجامعة ما يربو على سبعة ونصف مليون دولار!” ساد الصمت لبرهة، ظن خلالها الرئيس أن بإمكانه الآن أن يتخلص من الزوجين، وهنا استدارت السيدة وقالت لزوجها: “سيد ستانفورد: ما دامت هذه هي تكلفة إنشاء جامعة كاملة فلماذا لا ننشئ جامعة، جديدة تحمل اسم ابننا؟ فهز الزوج رأسه موافقا”.
غادر الزوجان ليلند ستانفورد وجين ستانفورد وسط ذهول وخيبة الرئيس، وسافرا إلى كاليفورنيا، حيث أسسا جامعة ستنافورد العريقة، والتي ما زالت تحمل اسم عائلتهما وتخلد ذكرى ابنهما الذي لم يكن يساوي شيئا لرئيس جامعة “هارفارد”، وحدث هذا عام 1884م، ومازالت أسماء عائلة “ستانفورد” منقوشة في ساحات ومباني الجامعة. من المهم ألا نحكم على الناس من مظهرهم وملابسهم ولكنتهم وطريقة كلامهم، ومن المهم ألا نقرأ كتابا أبدا من عنوانه، حتى لو كان ثمنه عام 1884 سبعة ملايين دولار.