الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 606تاريخ التسجيل : 12/03/2010الابراج :
موضوع: مدلولات بعض الأرقام في الكتاب المقدس السبت 29 يناير 2011 - 0:41
مدلولات بعض الأرقام في الكتاب المقدس
الأرقام والأعداد تتكرر بكثرة في الكتاب المقدس وخاصة 3 ، 4 ، 7 ، 10 ، 12 ، 40 ولكل رقم دلالات مهمة جدا في حياتنا اليومية ، سنرى باختصار كل ما هو مهم لنا ولحياتنا . 3 هو الله أي كما نقول الآب والأبن والروح القدس الإله الواحد آمين وبالطبع يجب ان نفهم بان إلهنا يختلف عن إله الآخرين الذين لا يؤمنون بالأبن والروح القدس وهم بذلك يكون عندهم الله فوق وأكبر فقط . أما نحن لدينا الثالوث ونُؤمن بهِ . 3 هي في كل شئ أي البداية والوسط والنهاية . 3 هي الزمن الماضي والحاضر والمستقبل . 3 هي في المادة بحالاتها الصلبة والسائلة والغازية . 3 هي في الفراغ أو الفضاء الثلاثي الأبعاد . 3 تمثل الطول والعرض والأرتفاع لحساب الحجم . 3 هي من الوجود والخلق أي الزمان والمكان والمادة . 3 تُشير الى عدد الصلبان الخشبية اثناء صلب الرب فوق جبل الجلجلة . 3 ترمز الى قيامة الرب بعد 3 ايام من صلبه . مار بطرس ينكر المسيح 3 مرات في يوم المحكمة . 3 عدد الملوك المجوس الذين قدموا لزيارة الطفل يسوع في مغارة بيت لحم لتقديم الهدايا . تم تقديم 3 هدايا الى طفل المغارة يسوع وهي الذهب واللبان والمر . أما الرقم 4 فهو عدد الخلق ويُستدل من النقاط التالية : 4 تدل على المواسم في السنة ، الخريف والشتاء والربيع والصيف . 4 هي الأتجاهات الجغرافية الشمال والجنوب والشرق والغرب . 4 أول عائلة في الخلق آدم وحواء وهابيل وقايين . 4 فيها الحكم والعدالة ، أي أن هناك 4 أشياء وهي المحكمة والعدالة والقصاص (الحكم الصادر بالسجن أو الموت وحسب العقوبة التي يستحقها) أو والبراءة . الأنجيل المقدس كتبه 4 رُسل وهم متي ومرقس ولوقا ويوحنا . 4 نقاط يتكون منها الشكل الهرمي أي 3 في القاعدة والرابعة في الأعلى ويتم التوصيل بينها . ومن الأرقام الأخرى المهمة هو الرقم سبعة حيث لدينا: 7 أيام في الأسبوع . 7 ألوان في الطيف الشمسي . هناك 7 من الوصايا الألهية العشر تبدأ بكلمة لا . في الأنجيل توجد اشارة الى 7 أبواق و 7 أختام و7 أمثال في متى و7 وعود للكنائس . أما الرقم عشرة فهو رقم الكمال الإلهي ، حيث يتحدث الرب يسوع المسيح في انجيل يوحنا عن عشرة أمور مهمة وهي : 1. أنا هو خبز الحياة 6 : 35 ، 48 . 2. أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء 6 : 51. ، أنا هو الخبز الذي نزل من السماء 6 : 41 . 3. أنا والآب واحد 10 : 30 . ، أنا هو لا تخافوا 6 : 20 . 4. أنا هو نور العالم 8 : 12 . 5. أنا هو الشاهد لنفسي 8 : 18 . 6. إني أنا باب الخراف 10 : 7 . 7. أما أنا فإني الراعي الصالح 10 : 14 8. أنا هو القيامة والحياة 11 : 25 . 9. أنا هو الطريق والحق والحياة 14 : 6 . 10. أنا الكرمة الحقيقية 15 : 1 ، 5 . أما الرقم أثني عشر فهو يرمز الى الكمال في السلطة او الحكومة حيث نلاحظ وجود إثنا عشر سبطاً من اسباط اسرائيل وإثنا عشر نبياً في العهد القديم وإثنا عشر تلميذاً للرب يسوع له المجد . وأخيرا هناك رقماً مهماً آخر وهو الأربعين الذي يتكرر كثيراً عند التحدث عن التجارب والأختبارات في الكتاب المقدس وقد كتبت عنه سابقاً وأضيفه هنا باختصار: الدروس المُهمة للشعب من الرقم اربعين يوماً لقد ذهب يسوع الى البرية وعاش فيها اربعين يوماً ، كان يعيش بين الحيوانات والوحوش بصورة مرئية او غير مرئية ، لا يعلم بها احد ، كيف قضي حياته هناك ؟ وماهي المصادر التي كان يعيش منها في الوقت الذي لا يحتاج الى اي مصدر والى اي شئ لأنه ابن الله ، كانت الملائكة معه في تلك البرية وتخدمه ليل نهار ، انظر مرقس 1 : 12 – 13 ، كانت تلك الفترة زمناً للصوم وقد صام اربعين يوماً كما يقول متى : 4 – 2 ، لم يأكل يسوع اي طعام ولم يشرب حتى الماء ، لوقا 4 : 2 ، خضع يسوع للتجربة اثناء الصوم وقد جُرّب من الشيطان فعلاً والأنجيل المقدس يوضح لنا كيف نجح يسوع في الصوم والأمتحان ورفض المال والجاه والسلطة . صوم يسوع يتشابه مع ما قام بهِ موسى حينما صعد الى الجبل وبقي هناك لا ياكل ولا يشرب حتى الماء ، وبعد انتهاء المدة كتب الوصايا العشر على اللوحين ، انظر الخروج 34 : 28 ، في تلك الفترة كان موسى ضيفاً بالروح عند الله يسمعه ولا يراه ومنه اخذ العهد ، اي جاء العهد بعد فترة الصيام القاسية والأمتحان كما حدث ليسوع حينما جرّبه الشيطان . تتطابق قصة الصوم مع ايليا على جبل حوريب ، الذي بقي هناك في احدى المغارات الخالية وهو ينتظر الله او صوت الله بفارغ الصبر ، انتظر اربعين يوماً الى ان خاطبه الرب ، انظر الملوك الأول 19 : 7 – 9 ، بقوة الأكل الذي كان قد اكله قبل يوم السفر عاش ايليا الفترة الطويلة بدون طعام ولا ماء ، بعد ان تكلم مع الصوت الذي اعطاه الحق الى الأبقاء على حياة كل من لم يركع للبعل ولم يقبل صنمِهِ من بني اسرائيل ، اي هنا صدرت الأوامر الى ايليا بفرز الشعب اي من هو معهُ ومن هو ضدهُ . إذا عُدنا الى الكتاب المقدس نلاحظ وبسهولة المغزى الرئيسي من النصوص المكتوبة الا وهي بعد اربعين يوماً ( اربعين نهاراً واربعين ليلة ) هناك رسالة مهمة الى الشعب من الله يتم طرحها باسلوب عميق للتفكير بها وكما كتبتُ اعلاه هناك تجربة وصوم واعطاء ارشادات وتعاليم سماوية وفحص الشعب وغير ذلك من قبل يسوع ربنا و موسى و ايليا . درس مُهم آخر ياتينا من الرب ايضاً ، بعد قيامة يسوع تراءى للتلاميذ بعد اربعين يوماً من آلامِهِ وواعدهم بارسال الروح القدس الذي سيحل عليهم ويعطيهم القدرة والقوّة للتبشير باسمِهِ ، اي البشارة بالخلاص لأنحاء المعمورة ، بعد ان تكلم مع تلاميذهُ واعطى لهم الرسالة صعد الى السماء ، اعمال الرسل 1 : 3 ، تكلم واكل وأعطى توصية . إذا ربطنا النص مع النصوص السابقة نلاحظ التشابه الذي يخص الرقم اربعين ، بعد يوم القيامة ياتي يسوع ويعطينا خطة العمل بواسطة تلاميذه لكي ننطلق نحن ايضا وبدون خوف ، اذهبوا وبشروا ، هل نحن نقوم بما اوصانا يسوع ؟ ام نحن لا نُبالي ولا نهتم بما هو مُخطط منذ فجر المسيحية ، علينا أخذ العبر والدروس المُستنبطة من كل حادثة حتى لا ندخل التجارب ولكي نتمكن من الوصول الى ما يُريده ربنا من عندنا ، علينا ان نكتشف الحياة الجديدة بالرب مهما كانت الصعوبات الأكتشاف لا يأتي بسرعة وببساطة وإنما يأتي بالتضحية والغفران والعمل وكل هذهِ نحصل عليها إذا كان عندنا الأيمان ، لا يكفي ان نقول نحن مسيحيين ، لنتعلم من مثالنا وقدوتنا الرب يسوع . التلاميذ اكتشفوا الحياة الجديدة بعد قيامة الرب وهكذا موسى اكتشف ارض الميعاد بالعمل حيث ارسل جواسيس لأكتشاف الطريق الى ارض كنعان واختار من كل سبط من بني اسرائيل رجُلاً واحداً لكي يذهبوا وينظروا الى تلك الأرض ، رجع الجواسيس بعد اكمال عملهم وتنفيذهم للأوامر التي زوّدهم بها موسى بعد اربعين يوماً ، ذهبوا الى موسى وجماعة بني اسرائيل وتحدثوا عن كل ما شاهدوه من ثمار الأرض الخصبة وانواع الرجال الساكنين هناك من حيث قوتهم وضخامتهم وعددهم وغير ذلك من الصفات التي اوصاهم بها موسى ، راجع العدد 13 : 25 – 28 ، لقد استطلع المُرسلين بكل امانة وتقدير الى نبيهم ومُرشِدهم . انها رسالة اكتشاف جديدة لنا لكي نكتشف نحن ايضاً وبدون خوف من كل المطبات والعثرات التي تعمل بالضد . نوح يكتشف الأرض بعد اربعين يوماً ، كما نعلم بان استمرار نزول المطر على الأرض في وقت الطوفان كان اربعين يوماً وبدون انقطاع ، انظر التكوين 7 : 12 ، بعد اليوم الأربعين اصبحت سفينة نوح مُرتفعة عن الأرض اربعين يوماً آخراً ايضاً ، راجع التكوين 7 : 17 ، بعد الفترة تلك قرر نوح فتح احدى الشبابيك التي كان قد عملها عند بناء السفينة لكي يرى ماذا جرى من حولِهِ ، وبعد ذلك قرر ارسال الحمامة الى خارج السفينة لكي يكتشف الحال وماذا جرى في الخارج ، التكوين 8 : 6 - 8 ، هنا ايضا درساً آخر لنا وهو بقاء نوح وأولاده والحيوانات المُختارة داخل السفينة وبدون الأتصال مع العالم الخارجي اربعين يوماً ومن ثم اربعين يوماً آخراً بعد وقوف المطر ، لنا هنا درساً في غاية البلاغة نتعلمه من نوح حيث عاش تلك المدة بخوف من المجهول ولكن ثقته بالخالق جعلته يصبر حتى النهاية والخلاص ، لنتعلم منه الصبر والعزيمة والثقة بالخالق الذي سوف لا يهملنا ابداً ، اعطانا ابنه الوحيد لنكون واثقين بكل ما جاء بتعاليمهِ الرائعة في وقت الشدة ، علينا ان نستكشف نحن كما اكتشف نوح اليابسة بعد الطوفان ، وإذا كان الرب معنا فمن سيقدر علينا ؟ ، نقول الحق ونتكلم بالحق امام السلاطين والرؤساء دائماً من اجل البناء والخلاص . درساً مُهماً آخر عن التوبة وغفران الله والخطايا نتعلمهُ من يونان النبي ، عندما ارسل الله يونان الى نينوى كانت الغايات اعطاء النصائح والرجوع عن الأثم والخطايا ، كان يونان يُنادي بالشعب ويقول " بعد اربعين يوماً تُدّمر نينوى " ، لقد سمع اهل نينوى النصائح ووصل الدرس الى آذانهم ، سمعوا الصوت الصارخ وآمنوا بالله وصاموا جميعهم وتندموا عما فعلوه ، انظر يونان 3 : 4 ، خطابات يونان استمرت ومنها جاء الأنقاذ للشعب ولو لم يكُن يونان لكانت نينوى مثل سدوم وعمورة مثلاً ، يجب ان لا ننسى الدرس ، علينا الآن الصوم والصلاة بدون انقطاع لكي يستجيب الرب الى طلباتنا ويرحمنا . وفي الختام ، السؤال هو : هل يستطيع أي واحد منا الصوم اربعين نهاراً وأربعين ليلةُ ويبقى عائشاً لكي يعطي لنا درساً في الوقت الحاضر ؟ الجواب رُبما إذا كان عنده ايمان بقدر حبة الخردل يستطيع واكثر من ذلك . اتمنى الفائدة للجميع والرب يحفظكم . مسعود هرمز النوفلي 27/1/2011