الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7042مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: الحكومة تتظاهر ضد المعارضة الثلاثاء 9 فبراير 2010 - 15:04
الحكومة تتظاهر ضد المعارضة !
سهر العامري
تظاهرت الحكومة في العراق أمس ضد المعارضة العراقية المتمثلة بالقائمة العراقية ، التي يقودها الدكتور إياد علاوي وصالح المطلق وطارق الهاشمي وآخرون ، وتلك أول مظاهرة يشهدها العالم في تاريخه ، ذلك حين تقوم حكومة بحشد الشارع ضد معارضين لها ومثل ذاك الحشد تقوم بحشد التاريخ القديم كذلك حيث صار طارق الهاشمي أبا جهل وعاد صالح المطلق أبا سفيان ، تلك الشخصية التي خصها النبي محمد بحديث لازالت الأفواه تردده للآن : من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن ! والنبي محمد حين قال ذلك قاله في معرض المصالحة التي تمت بين الفريقين بعد حرب ضروس قطعت فيها الأيدي وتدحرجت فيها الرؤوس ، وأكل فيها كبد عم النبي الحمزة بن عبد المطلب. أقول إنني للمرة الأولى أشاهد فيها حكومة في العالم تتظاهر ضد معارضيها بحجة أنها تريد أن تمنع البعثيين من الجلوس تحت قبة البرلمان القادم ، ذاك كان هو الهدف المعلن لتلك المظاهرات ، ولكن الحقيقة ليست هي تلك ، فمنذ مدة ليس بالقصيرة كانت الإدارة الأمريكية مهتمة بترتيب أوضاع الحكومة القادمة في العراق التي ستنبثق بعيد إجراء الانتخابات المقررة في السابع من آذار القادم . وحين أتمت تلك الإدارة تخطيط مشروعها ذاك بدأت بتطبيقه من خلال ترشيح شخصيات قيادية عراقية له من بين العراقيين الذين يتولون بعض المسؤوليات في عراق اليوم. ولهذا الغاية بالذات وضعت الإدارة تلك برنامجا زمنيا محددا تستدعي ( ولا أقول تستقبل) فيه بعضا من المسؤولين العراقيين الحالين ، وكان أول من أستدعي هو نائب الجمهورية، عادل عبد المهدي ، أعقبه مباشرة مسعود البرزاني ، رئيس إقليم كردستان ، ثم طارق الهاشمي ، النائب الثاني لرئيس الجمهورية. ويبدو لي أن هذا الاستدعاء تمّ وقف ضوابط أمريكية معينة أخذت بنظر الاعتبار أهمية المنصب الذي سيناقش مع كل واحد من هذه الشخصيات ، فعادل عبد المهدي مرشح من قبل الإدارة الأمريكية لمنصب رئاسة الوزارة العراقية وفقا للمشروع الذي نتحدث عنه ، ولذا سمعنا عادل عبد المهدي بعد عودته من الولايات المتحدة يتعرض لحكومة المالكي وللمالكي شخصيا ، ويتهمه بالتفرد في الحكم ، وبلغ الحال عند بعض رجالات الائتلاف الوطني الذي ينتمي له عادل عبد المهدي أن قال : ( إن حكومة المالكي ليست حكومتنا ) مع العلم أن المالكي صعد كرئيس للوزراء من بين صفوف هؤلاء. ومع ذلك فقد يتبدل ترشيح عادل عبد المهدي عند الإدارة الأمريكية لصالح أياد علاوي ، رئيس الوزراء السابق ، ورئيس القائمة العراقية الحالي في حال ما استطاعت القائمة تلك أن تبلي بلاء حسنا في الانتخابات القادمة ، ذاك البلاء الحسن الذي تخشاه أطراف في صفوف المتدينين على مختلف صنوفهم ، ولهذه عمدت تلك الأطراف الى إثارة مسألة إبعاد الكثيرين عن المشاركة في الانتخابات من قائمته ، أي علاوي ، وعلى هدي من مقالب غوار الطوشي الذي أعدها احمد الجلبي بتخطيط من المخابرات الإيرانية ، خاصة أن القائمة العراقية مفضلة من قبل أمريكا والدول الأوربية وكذلك الدول العربية من حيث كونها قائمة علمانية تضم في صفوفها مكونات تبتعد عن الصبغ الدينية ، وهذه الأفضلية عبر عنها أحد ممثلي الإتحاد الأوربي صراحة لقناة الحرة الأمريكية بقوله : إننا نريد أن نرى حكومة علمانية في العراق. أما رئاسة الجمهورية فهي حسب المشروع الأمريكي ذاك ستكون لطارق الهاشمي ، نائب رئيس الجمهورية الحالي ، وذلك لجملة من الأسباب ليس من بينها الخبرة التي اكتسبها الهاشمي خلال السنوات الأربعة الماضية فقط ، وإنما المقدرة التي أظهرها في أكثر من منعطف سياسي خاصة موقفه الراسخ في الدفاع عن حق عراقيي الخارج بالمشاركة في الانتخابات ، بينما حرصت بعض القوى الدينية على حرمانهم من المشاركة تلك ، ويبدو لي أن الإعجاب الأمريكي هذا هو الذي دفع الإدارة الأمريكية الى الطلب من الهاشمي ترك الحزب الإسلامي ، وتشكيل حركة سياسية علمانية جديدة عرفت بعد تركه للحزب المذكور : بحركة التجديد ، التي انضمت فيما بعد الى القائمة العراقية ، ذاك من جهة ومن جهة أخرى يأخذ المشروع الأمريكي المعد للعراق بعد الانتخابات القادمة برغبات الدول العربية التي تريد أن ترى في العراق رئيسا عربيا لدولة عربية هي من بين مؤسسي جامعة الدول العربية ، وفي هذا الحال تعديل مهم طرأ على السياسة الأمريكية اتجاه العراق في زمن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، ويبدو أن جماعة الائتلاف الوطني قد أدركوا ذلك وقد تجسد هذا الإدراك من خلال قيام عمار الحكيم بزيارات متعددة لأكثر من دولة عربية ، ومن خلال عدم مشاركتهم للمالكي في موقفه من سورية ، وأخيرا من خلال ترحيبهم بعودة البعثيين الى مؤسسات الدولة ، وهو الترحيب الذي أذاعه علانية رئيس المجلس الأعلى ، عمار الحكيم ، نفسه عند زيارته للأردن. أما رئاسة البرلمان ستؤول على ما يبدو الى الأحزاب الكردية ، وقد تكون مسألة الرئاسة هذه قد نوقشت مع رئيس الإقليم عند استدعائه الى واشنطن مؤخرا مثلما أسلفت من قبل ، فجلال الطالباني على ما ترى الإدارة الأمريكية قد بلغ من العمر عتيا ، رغم أنه كان العصا السحرية التي تظهرها تلك الإدارة وقت ظهور الشدائد والملمات في المشهد العراقي الذي يتقاتل به بعض العراقيين على الماضي وفي أحقية عمر أم علي في الخلافة،بينما يتقاتل العالم المتمدن على المستقبل، وفي أحقية امتلاك هذا الكوكب أو ذاك . ولذاك السبب لم يستدع َ جلال مع المستدعين ، مثلما لم يستدع َنوري المالكي ، رئيس الوزراء كذلك ، ويبدو أن عدم الاستدعاء هذا ، وعدم ترشيحه لمنصب مهم في الحكومة القادمة من قبل الإدارة الأمريكية هو الذي اضطر نوري المالكي الى إطلاق التصريحات الشديدة اللهجة ضد السفير الأمريكي ، أو دعوته لانعقاد جلس للبرلمان تسبقها جلسه للرئاسات الأربعة ، تلك الجلسة التي لم تلبها رئاسة الجمهورية متمثلة بالرئيس جلال الطالباني ، وبنائبيه : عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ، هؤلاء الذين يعرفون جيدا اتجاه الرياح الأمريكية ، ولهذا السبب ترك المالكي وحده يتابع مقلب الجلبي مثلما تابعه من قبل إبراهيم الاشيقر (الجعفري) ذات المقلب حين أشار عليه الجلبي بزيارة تركيا وقت توتر العلاقة بين الأحزاب الكردية العراقية وبين الحكومة التركية ، وهذا ما جعل تلك الأحزاب أن ترفض تجديد ولاية الجعفري لرئاسة الوزارة العراقية مرة أخرى ..نعم لقد تواروا جمعيا حين علا زئير الأسد الأمريكي ، تاركين المالكي في منتصف الطريق يلوذ بمظاهرات الشوارع وهو نهج ، لعمري ، لم ينفع صدام من قبل أمام طغيان الآلة العسكرية الأمريكية. حتى أن الحال قد بلغت بالمالكي الى طلب النجدة من التيار الصدري للتظاهر معه ، لكن التيار رفض نجدته . ولتقرؤوا معي نص الخبر التالي ( اكد مصدر رفيع الشأن في التيار الصدري لـ"إيلاف"، رفض تياره لدعوة وجهها ائتلاف دولة القانون من اجل حشد الشارع ضد دخول البعثيين البرلمان. وقال المصدر: تلقى التيار الصدري دعوات عديدة من ائتلاف دولة القانون الحاكم والذي يتزعمه نوري المالكي للاشتراك سويا في الحشد لمظاهرات كبيرة مناوئة لعودة البعثيين الى السلطة ودخول البرلمان. والإيحاء للناخب عن توحيد صفوف الائتلافين. الا انه وحسب المصدر فان التيار الصدري رفض تلك الدعوات المتكررة التي أطلقها رئيس الوزراء او أعضاء في ائتلاف دولة القانون. وفي الشأن نفسه فقد حمل الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم مكتب "الشهيد الصدر" على رئيس الوزراء نوري المالكي قائلا : ان المظاهرات التي ينوي ائتلاف دولة القانون تسييرها إنما تنطوي على مبادرة وسلوك ازدواجي وأضاف العبيدي في تصريح لإيلاف" لهذه المظاهرات ازدواجية واضحة من قبل هذا الحزب الإسلامي الحاكم .وزعيمه نوري المالكي لان نوري المالكي مسؤول من خلال قيادته لرئاسة الوزراء عن عودة البعثيين وبقوة الى أجهزة الدولة وخصوصا الأجهزة الأمنية . وأردف: رفض نوري المالكي في أكثر من مبادرة تطبيق اجتثاث البعث على الأجهزة الأمنية.رغم مناشداتنا المستمرة له طوال فترة توليه الحكم. وتأتي دعواته لقيام المظاهرات المناهضة لعودة البعثيين لمجلس النواب اليوم محاولة منه للتنصل عن مسؤوليته المباشرة في عودة البعثيين لمؤسسات الدولة والعملية السياسية)