أنت الحياة يارب

بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين

أنت الحياة


في كلِّ مرةٍ أقوم فيها بمبادرة حُبٍ، تبادر أنتَ فيَّ يا إلهي. فأنت الحب، ونبع الحبِّ الأزلي...
وفي كل مرةٍ تلاقي محبتي قبولاً من إنسانٍ ما، ننمو كلانا في قلبك يا إلهي. فأنت حرٌ وتعشق الحرية المطلقة. ولا تدخل قلباً عنوةً، بل تختار الوقوف عند الباب تقرع. وإذ يُفْتَحُ البابُ تدخل إلى القلب، وتشارك صاحبه حياته. تحمل همومه معه، وتحزن معه، وترقص فرحاً معه...
أنتَ تسقي بروحكَ بذورَ الحكمةِ والمحبةِ كي تنمو وتثمر ثمراً طيباً... تقلبُ الترابَ وتسمِّده، وتنزعُ عنه الأعشاب الضارة، فتعيد الحياة والخصب إلى الأرض القاحلة، ويزداد الثمر... تجعلُ التعبَ والراحةَ طريقاً لاختبار صحبتك، ويصبح الشكُّ واليقينُ منهجاً للبحث عنك واكتشافك. لكنك تبقى حراً وتحترم حرية الإنسان واختياراته، لأنك كريمٌ وتحترم الكرامة الإنسانية! فمن أعطى بلا حدودٍ حتى حياته، لا ينزع عطيته فيما بعد، ويلتزم بخدمة من تقبَّل عطيته حتى النهاية، ويشاركه ثمار استخدامه السليم ويدفع معه ثمن استخدامه الخاطئ حتى النهاية... فمن يحب لا يترك محبوبه وحيداً، وإن ابتعد عنه...
وإذا اختار إنسانٌ رفض محبتي، أتعلمُ منك احترامَ حريته واختياره حتى النهاية... وإذا مررْتُ بخيبة أملٍ فما الضير في ذلك؟ بل إنني أشعرُ بك كيف يخيب أملك عندما يختار إنسانٌ الابتعادَ عنكَ، ويعظمُ عندي صبرك، وعدم تدخلك بقرارات الإنسان، وعدم لومك له... وأتعلمُ منك كيف تعذر المخطئَ وترحم الضعيفَ، فهذه قدرتك...
هكذا أستطيع أن أرحم نفسي فيما لو كنت أنا ذلك المخطئ والضعيف...
أنتَ لا تتدخل مباشرةً في مجرى التاريخ، بل يتخذ حضورك في الأرض شخص إنسانٍ ضعيف... أنت لا تُظْهِرُ قدرتك بكامل مجدك، ولا ترفع صوتك، لأنك تريد أن يصغي الإنسان طوعاً إلى صوتك الخافت! لأنك يا إلهي محبةٌ ولست إلا محبةً... فالحب ليس عاطفةً وحسب، بل هو قبل كل شيءٍ قرارٌ والتزامٌ... الحبُّ أمانةٌ لاختيار ما هو أفضل للمحب والمحبوب... ولا معنى للحب بالإكراه، فإن لم يكن القرارُ حراً يكفُّ الحب عن أن يكون حباً. لذا تحرِّر الإنسان من عبوديته، وتجعله ابناً لك. لأنك تحب الإنسان وتريد أن يحبك الإنسان!
العبدُ يطيعُ سيِّدَه مجبراً، ولا يبقى في بيته إلى الأبد... أما الابن فيبقى في بيت أبيه مدى الدهر! وحتى لو استقلَّ عنه، يبقى لا لأنه يحتاجه، بل لأنه يحب أباه وأبوه يحبه... وأنت قد اخترت أن تحبنا حباً أزلياً لا حدود له... ومشيئتك أن نبادِلَك الحبَّ بالحبِّ قدر ما نشاء، لذا أنت تحتاج إلى الإنسان كي تنفذ مشيئتك... لا لأنك كائنٌ ضعيفٌ لا حول له ولا قوة، بل لأن هذه هي إرادة الحبِّ، إرادَتُكَ أنت... لأن هذه هي طبيعة الحب، طبيعتُكَ أنت...
أنت تعلِّمُنا كيف نحبُّ مثلك، وكيف ننمو بالحبِّ معك... أنت تعلِّمُنا بنفسك، ومن خلال أبنائك، ومن خلال من يرفضون بنوتك، ومن خلال كل ما يحيط بنا من أشياءٍ وظروفٍ متنوعةٍ! لذا فإننا نشكرك على كل ما في حياتنا... نشكرك على كل من في حياتنا... نشكرك يا ربُّ لأنَّك حياتنا...
أجمل ما في الحياة أنك صنعتها...
أعظمُ ما في الحياة أنها أنت...

دُعـــــــاءٌ في قمّــــــة الرّوعـــــة والبهــــــاء !

تسلم اياديكم اختنا العزيزة * كريمة عم مرقس * على هذا النّشاط الممتاز !

ســلام المسيح يظلّــلُ حياتكــــم دومـــــاً ...

فائق تقديرنــا وآحتــرامنــــــا ...

بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين

مشكور اخي نادر على مرورك الدائم وردك القيم والمتميز

بارك الله فيك امين