كانت برية سين صحراء شاسعة موحشة، من الرمال والأحجار. وكانت هذه البيئة الجرداء المقفرة أفضل مكان ليمتحن الله شعبه ويصوغ طباعهم.
حدث مرة أخرى أنه عندما واجه بني إسرائيل الخطر والعوز والمتاعب، أنهم تذمروا بمرارة واشتهوا العودة إلى مصر، ولكن الله أمدهم باحتياجاتهم، وهكذا كان يفعل دائما. فقد تسبب الظروف الصعبة ضيقا، وعندما يحدث ذلك، فالنتيجة الطبيعية هي التذمر فبنو إسرائيل لم يريدوا العودة حقيقة إلى مصر، بل أرادوا حياة أيسر في وسط الضغوط الراهنة. لم يستطيعوا رؤية سبب ذلك الضيق (وكان في هذه الحالة، هو عدم اتكالهم على الله)، بل انصب تفكيرهم على أسرع طريق للنجاة. عندما تتعرض للضغوط، قاوم تجربة البحث عن أسرع طريق للنجاة، بل اتكل على قوة الله وحكمته، لمعاونتك على معالجة سبب ضيقك.
وعد الله بأن يسد حاجة العبرانيين إلى الخبز في البرية، ولكنه قرر أن يمتحن طاعتهم. أراد الله أن يرى إن كانوا يطيعون تعليماته المفصلة. ونحن لا نتعلم الطاعة إلا بالطاعة.
ظهر المن على الأرض كل يوم كحبوب بيضاء في حجم اللآليء، وكان الشعب يجمعونه ويطحنونه مثل الحبوب، ويعجنونه ويصنعون منه رقاقا بعسل. كان المن لبني إسرائيل عطية مجانية. كان ينزل كل يوم، وكان هو ما يحتاجون إليه تماما، فقد سد حاجتهم الجسدية في ذلك الوقت. وقد استخدم المسيح كلمة "المن" في (يو 6: 48، 49) في الإشارة إلى شخصه، فالمسيح هو خبزنا اليومي الذي يسد حاجتنا الروحية الأبدية.
كان على الإسرائيليين ألا يعملوا يوم السبت، ولو لطبخ الطعام، لماذا؟ كان الله يعلم أن الانشغال يوميا بالعمل، قد يبعد الشعب عن عبادته. فمن السهل جدا أن يزحم العمل والمسئوليات العائلية والنزهات كل أوقاتنا فلا نعطي وقتا لله، فاحرص جدا على وقتك مع الله.
وضع بنو إسرائيل بعض المن في جرة تذكارا للوسيلة التي زودهم بها الله بالطعام في البرية. ويمكن أن تكون الرموز جزءا هاما في العبادة المسيحية، فنحن نستخدم بعض الأشياء الرمزية لتذكرنا بعمل الله في حياتنا. ومثل هذه الرموز قد تعاوننا معاونة كبيرة في عبادتنا طالما نحرص على عدم تحولها إلى هدف للعبادة.
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: خروج (16 / 01 – 36) بنو إسرائيل في البرية (5) الأربعاء 9 فبراير 2011 - 22:02