الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: قرود السيرك السياسي : كاظم فنجان الحمامي الخميس 11 فبراير 2010 - 23:14
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قرود السيرك السياسي
شبكة البصرة
كاظم فنجان الحمامي
تتقافز قرود السيرك السياسي هذه الأيام في غابات البلدان العربية والإسلامية، وتتنطط هنا وهناك في الصحف والفضائيات والمنتديات الالكترونية لتمارس هوايتها القديمة في التهريج الكلامي وشقلبة الحقائق، فتقلبها رأسا على عقب، ويدفعها طيشها أحيانا للاستخفاف بعقول الناس البسطاء، فتتلاعب بسجلات تاريخنا القريب، وتزوق المواقف المتخاذلة والعدوانية والخسيسة لبعض السلاطين والأمراء والرؤساء العرب والمسلمين، الذين ساهموا ومازالوا يساهمون في تدمير العراق، والذين مازالوا يشتركون في تمزيق وحدتنا الوطنية بمعاول ** البغيضة أحيانا، وبأحزمة وعبوات الإرهاب أحيانا أخرى، وشاءت الأقدار أن تلتقي مصالح القوى الشريرة المعادية للشعب العراقي، وتترسب في قيعان خزانات مياه المجاري الثقيلة الممتلئة بفضلات رجال الأمة الذين باعوا ضمائرهم، وفقدوا رجولتهم منذ زمن بعيد، فاستجمعوا طاقاتهم كلها، واستنفروها من اجل تحويل العراق إلى دولة ضعيفة فقيرة مهزوزة معزولة، تعصف بها رياح النزاعات والصراعات القومية و**، وتنتهكها التخبطات السياسية العشوائية، وتغرقها أعاصير الفتن والدسائس، وتخنقها سحب الفساد، وتتحكم بها التدخلات السافرة لدول الجوار، التي اشتركت جميعها في هذه المهزلة من دون استثناء، وكان لابد من إشراك جوقة وعاظ السلاطين في الهاء الناس وتضليلهم وتخديرهم، فوضعوا لهم نظريات خنفشارية مشحونة بالخزعبلات لتبرير الغزو الأمريكي على بغداد،
مخطط نشره البنتاغون للبوابات التي تسلل منها الغزاة إلى بغداد هم يعترفون بالغزو والاحتلال والمتحذلقون العرب ينكرون ذلك
وكانت قرود السيرك السياسي خير عون للأقطار التي ساندت قوات التحالف في عدوانها الأخير على العراق، فعمموا على الناس نظريات مضحكة ومثيرة للسخرية، ومتناقضة في مظهرها وجوهرها مع واقع الحال، ومتضاربة مع ما آلت إليه أمورنا في العراق بعد السقوط الواحد والعشرين لبغداد بمشاركة الطغاة والبغاة والزناة، وبدعم جوقة الخونة والمتواطئين مع البيت الأبيض، ووصلت الصلافة بوعاظ السلاطين إلى المستوى الذي سولت فيه أنفسهم المريضة ارتكاب أبشع جرائم التزييف والتحريف من خلال إنكار ما قامت به تلك الأقطار، التي فتحت بوابات عواصمها لقوات التحالف الأمريكي، وسمحت لها بالتسلل إلى العراق، بل إنها وضعت مطاراتها وقواعدها العسكرية وموانئها وأراضيها في خدمة فيالق البنتاغون. ثم اشتركت دول الجوار، في شرق العراق وغربه وشماله وجنوبه في المراحل اللاحقة للمهزلة التدميرية، التي اكتسحت العراق كله. بل إن وعاظ السلاطين،
صورة من الجو لمئات القاصفات والقاذفات الأمريكية التي انطلقت من قاعدة السيلية في قطر وشاركت كلها في صب حممها فوق رؤوسنا
وعلى الرغم من استمرار بقاء القوات الأمريكية وحلفائها في ضيافة دول الجوار، ما زالوا يبذلون قصارى جهودهم في تشويه صورة المواطن العراقي المغلوب على أمره، ويتعمدون توجيه الاتهامات له بالتواطؤ مع القوات الغازية والسماح لها بدخول بغداد، وهكذا تحاذفت علينا هذه الاتهامات السخيفة الباطلة، وتساقطت فوق رؤوسنا رغم إن الامريكان أنفسهم يعترفون بجريمتهم علنا ولا يخجلون من فعلتهم النكراء، ويندفع وعاظ السلاطين ومن خلفهم قطيع المطبلين والمزمرين الأغبياء في تطبيق نظرية المجرم (غوبلز)، التي يقول فيها: (إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الناس)، وتستمر هذه الأطروحات التحريضية الكاذبة رغم مثول رئيس الوزراء البريطاني السابق أمام لجنة قضائية للتحقيق معه بشأن احتلال العراق، ويعد (بلير) أرفع مسؤول بريطاني يمثل أمام لجنة التحقيق، التي كان رئيس الوزراء (غوردون براون) أعلن تشكيلها أمام مجلس العموم في حزيران الماضي لإجراء تحقيق، قال إنه سيكون مستقلا ويغطي الفترة من صيف العام 2001 وحتى نهاية تموز 2010.
كان بلير الفطير من اشد المستمتعين بالغزو لكنه لن يفلت من الحساب في الدنيا والآخرة
وتتمتع اللجنة بصلاحيات الدخول إلى جميع المعلومات الحكومية الحساسة، ومراجعة الوثائق السرية ذات الصلة باحتلال العراق، ولها صلاحيات أخرى تخولها استدعاء واستجواب أي شاهد بريطاني للمثول أمامها، وهكذا استمعت اللجنة إلى الأدلة وراء أبواب موصدة لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي البريطاني. وسوف لن يرضي الشفافية البريطانية أي شيء أقل من فروة رأس (بلير)، الذي يتهمونه بالسير وراء الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ضد الإرادة الشعبية البريطانية. وكانت التهمة الأخطر التي وضعت بها هذه اللجنة (بلير) في قفص الاتهام هي الكذب على البرلمان. فمتى نضع السلاطين ووعاظهم في قفص الاتهام بتهمة الكذب على الناس وتزييف الحقائق؟، ومتى نحاسب أولئك الذين تواطئوا مع (بلير وبوش) في تدمير مدننا؟، ومتى تبادر الجامعة العربية لتشكيل لجنة قضائية للتحقيق مع الرؤساء والأمراء والسلاطين العرب الذين اشتركوا في بناء اكبر الجسور الجوية، التي استخدمتها القاصفات الأمريكية في ضرب بغداد؟. اما الدول غير العربية التي اشتركت في العدوان وتدخلت في شؤوننا الداخلية، وأسرجت وألجمت وتحشدت ضدنا فنحن أولى بها من غيرنا، لكننا نتطلع الآن إلى دور الجامعة العربية في محاسبة المتآمرين علينا من أبناء عمومتنا، ونتطلع أيضا إلى دور الجامعات العراقية في كتابة فصول هذه الحلقات التخريبية المتداخلة، قبل أن ينجح وعاظ السلاطين، وقرود السيرك السياسي، وجلاوزة الأقلام الرخيصة في قلب الحقائق وتمرير نظرياتهم الخبيثة المؤدلجة، وبخلاف ذلك فإننا سنضيع الخيط والعصفور،