انه طريق الآلام وينبوع الدموع يـا ابناء شعبنـا المظلوم الذي فرض عليكم بالقوة منذ غزو واحتلال وطنكم الحبيب ، فبدل الديموقراطية والرفاهية التي وعدكم بهـا الغازي المحتل جلب لكم العنف والأرهـاب والدمـار بكل اشكاله ، ففي كل يوم جديد يسقطون شهداء جدد لينظموا الى قـافلة شهداء العراق الذين يروون بدمـائهم الزكية ارض الرافدين الطاهرة ويكتبون بهـا سفر العراق ليولد من جديد حرا مستقلا موحدا كمـا كـان على مر الزمن ، وهـا هو ولدكم العزيز ابن بغداد البار الصبي اليـافع الطالب مسعود يسقط شهيدا بقذائف الأرهـابيين الذين جـاء بهم المحتل من كل حدب وصوب لينظم الى كوكبة من سبقوه في الشهادة .
فبقلوب حزينة وعيون بـاكية نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الجلل سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيد الغالي برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنـاته بين الملائكة والأبرار والصديقين ويلهمكم ومحبيه ويلهمنـا جميل الصبر والسلوان ، رافعين الأكف مبتهلين اليه تعالى ان لا يري اي من ابناء شعبنـا اي مكروه ويحفظهم من كل سوء انه سميع مجيب الدعـاء .
يقول احبـاء الشهيد مسعود ...
مسعود يـا حبيبنـا ... ايهـا المسافر عبر السحاب ، الراحل الى مـا وراء الغمـام في السمـاء العليـا ، كيف مضيت سريعـــا دون وداع ، ولمـا غادرتنـا بهذه العجالة وانت برعم يـافع امـامك مشوار طويل لتصبح شجرة وارقة وربيعك لم يزهر بعد ...؟؟؟
لقد ذهبت يـا مسعود وتركت في النفوس لوعة وفي القلوب غصة وفي بغداد حيرة، ولكنك رغم بعـادك عنـا فانت تعيش معنـا ، وفي احلامنـا ، وفي ضمـائرنـا ، نذكرك عند الأصيل ، ونراك في الفجر بسمة حلوة في شفـاه الأطفال الصغـار ، ونسمعك نشيدا شجيـا مع تراتيل جوقـــات الكنـائس في الأعيـاد الكبيرة ، فنم قرير العين في مثواك يـا قرة اعيننــا ولتسعد روحك الطاهرة في عليـائهـا فمـا هذه الدنيـا الا دار زوال وفنـاء .
الا شلت الأيدي التي وجهت تلك القاذفة القاتلة الى مدرستك وقتلتك وعدد من معلميك وزملائك الطلبة وجرحت عدد اخر منهم ومزقت جسدك الغض الطاهر وافنت فتوتك واوقفت قلبك النـابض بـالحياة ومرح الصبيـان وسرقت فرصتك في الحيـاة وقضت على كل احلامك وافكارك وانت في اول الطريق ومقتبل العمر .
لقد بكتك ريتـــا ابنة عمتك بحرارة وهي في الغربة كمـا بكينـاك نحن ايضـا يـا مسعود وانقبضت قلوبنـــا وحزنت نفوسنــا عليك كثيرا ونحن بعيدين عنكم فكيف اذن والدتك الثكلى وعمتك المنكوبة ووالدك المفجوع وافراد عائلتك الذين ندبوا حظهم لمـا جرى لك ...؟؟؟ ليكن الله في عونهم جميعــا ويسبغ عليهم نعمه الألهية لتحمل هذه الفاجعة الكبرى لاسيمـا وانت وحيد العائلة وكنت ذكيـــا في دراستك ومتميزا بين اقرانك من الطلبة ومن المعفيين دائمــا وكانت عائلتك الكريمة تعلق الآمـال الكبيرة على مستقبلك ولكن باستشهادك ذهبت امالها ادراج الرياح والى الأبد للأسف الشديد .
صدقونـا يـا احباء نحن هنـا في الغربة نفرح لأفراحكم ونحزن لأحزانكم لأنكم منـا ونحن منكم وكلنـا ابناء العراق الواحد الموحد ، كنـا نتمنى ان نكون معكم وانتم تودعون الراحل الشهيد البار الى مثواه الأخير ليوارى الثرى في ارض الآبـاء والأجداد الى جـانب شهداء العراق الأبرار لنشارككم ونعزيكم بحرارة ونخفف عنكم بعض الألم ، لأن توديع الأحباء الوداع الأخير هي لحظات عصيبة في حياة الأنسان ولاسيمـــا حينمـــا يكونون في عمر الزهور، ولكننـا للأسف الشديد نعيش في الغربة المقيتة بعيدين عنكم الاف الأميال .
ان القلم يقف حائرا احيـانـا لأيجاد الكلمـات المعبرة المنـاسبة في هكذا منـاسبات لأنهـــا مـاساة كبيرة يعيش في جحيمهـــا ابنـاء شعبنــا المظلوم منذ 4 سنوات ،واأسفـاه عليك يـــا عراق مهد الحضـارات والأمجـاد .
نطلب من الرب ان يكون هذا المصاب خـاتمة احزانكم وان ينعم بالأمـان والأستقرار على وطننـا المفدى العراق ليعود الى ربوعه السلام ويعيش شعبنـا المسكين عيشة تليق به كونه صاحب اعرق حضارة في التاريخ، ودمتم برعايته الألهية .
طالت يد الأرهـاب احد ابنـاء شعبنـــا المظلوم الطالب * مسعود قيس الجزراوي * ذي ال ... 13 ربيعـــا حينمـــا اطلقت قذيفة على مدرسته المتوسطة في شارع فلسطين خلف مطعم الموالي فاصابته شظية في راسه فاستشهد في الحال كمـا استشهد معه احد المعلمين وطـالب اخر وجرح عدد اخر . وهو وحيد لعائلته واخ لشقيقتين وكان من الطلبة المتفوقين في الدراسة ويعفى دائمــا من الأمتحانات في مدرسته ، وبذلك انظم شهيد جديد الى قافلة شهداء العراق الكبيرة ،تغمد الله الفقيد الغالي برحمته الواسعة واسكنه فسيح جنـاته والهم عائلته الكريمة ومحبيه جميل الصبر والسلوان .
من هنا 
من هنا 
من هنا 
العمل/الترفيه
الخميس 8 أكتوبر 2009 - 23:16
