لماذا كانت الشريعة لازمة لشعب الله الجديد؟ عند جبل سيناء، أعلن الله للشعب وظيفة الشريعة وجمالها. لقد وضعت الشريعة لقيادة بني إسرائيل إلى حياة القداسة "العملية"، فكان القصد من وصايا الله وتوجيهاته إرشاد الجماعة إلى سد حاجات كل فرد فيهم بأسلوب يتميز بالمحبة والمسئولية. وفي أيام الرب يسوع، كان معظم الناس ينظرون إلى الشريعة نظرة خاطئة، كانوا يرون فيها وسيلة للخلاص، وظنوا أن طاعة كل الشريعة هي تصريح الدخول للحياة الأبدية. ولكننا نجد الله يبين لهم هنا أن الشريعة قاعدة للحياة، وليس طريقا للخلاص.
كان بنو إسرائيل قد خرجوا لتوهم من مصر، البلاد التي بها الكثير من الأصنام والعديد من الآلهة. وحيث أن كل إله كان يمثل جانبا مختلفا من جوانب حياة الإنسان، صار من الشائع أن يعبد الإنسان العديد من الآلهة لتكون له حياة أمتع. وعندما أمر الله شعبه أن يعبدوه ويؤمنوا به، لم يكن هذا أمرا شاقا عليهم، فقد كان بالنسبة لهم إلها آخر يضاف إلى قائمة الآلهة. ولكن عندما قال : "لا يكن لك آلهة أخرى سواي"، كان هذا أمرا من الصعب على الشعب قبوله. ولكن إذا لم يتعلموا أن الله الذي أخرجهم من مصر هو الإله الحقيقي الوحيد، فلا يمكن أن يكونوا له شعبا، مهما حفظوا الوصايا التسع الأخرى. وهكذا جعل الله هذه وصيته الأولى، وشدد عليها أكثر من سائر الوصايا. واليوم يمكن أن نسمح لبعض القيم أن تصبح آلهة لنا، فالمال والشهرة والعمل والمتعة، يمكن أن تصبح آلهة عندما نركز عليها أكثر من اللازم كهدف للحياة والأمان. ولا يمكن أن يقصد أحد من البداية عبادة هذه الأشياء، ولكن بقدر ما تشغل من الوقت في حياتنا، بقدر ما يمكن أن تصبح آلهة تتحكم في النهاية في أفكارنا وطاقاتنا. ولكن إعطاء الله المكان المركزي في حياتنا، يمنع تحول هذه الأشياء إلى آلهة.
اسم الله اسم خاص لأنه يحمل حقيقة شخصه، ولكن يشيع استخدامه اليوم باستهانة، في القسم أو في اللعن، حتى ليصعب علينا إدراك مدى خطورة ذلك. والطريقة التي نستخدم بها اسم الله، تدل على حقيقة مشاعرنا نحوه. فيجب علينا أن نحترم اسمه، ونستخدمه بلياقة في التسبيح والعبادة وليس في اللعن والمزاح أو القسم، ونحن نقع تحت الدينونة إذا استهنا باسمه.
كان السبت يوما مخصصا للراحة والعبادة. وقد أمر الله به لأننا في حاجة إلى أن نصرف وقتا، بلا عجلة، في العبادة والراحة كل أسبوع. والله الذي يهتم بأن يعطينا يوما كل أسبوع للراحة والعبادة هو إله عجيب حقا. ومراعاتنا وقتا بانتظام للراحة والعبادة في وسط عالمنا المتعجل، تبين أهمية الله في حياتنا، مع الحصول على فائدة إضافية في تجديد قوتنا.
هذه أول وصية بوعد. فلكي يعيش بنو إسرائيل على مدى الأجيال في سلام، كانوا في حاجة إلى احترام السلطة، وبناء عائلات قوية. ولكن ما معنى "إكرام" الوالدين؟ "الإكرام" يعني التحدث معهم بأدب أولا، والتحدث عنهم حديثا طيبا، كما يعني التصرف بأسلوب يظهر لهم اللطف والاحترام (ولكن لا يجب أن نتبعهم في أعمال العصيان لله). فللوالدين مكانة خاصة في نظر الله. وحتى الذين يجدون من الصعب عليهم التعامل مع والديهم، يلزمهم رغم ذلك أن يكرموهم.
الكذب محاولة للخداع. ونحن نخدع الآخرين بإخفاء جزء من الحقيقة، بقول نصف الحق، أو بتغيير الحقائق، أو باختراع أكذوبة. ويحذرنا الله ضد هذه الأنواع من الخداع. ومع أن الخداع هو أسلوب حياة عند الكثيرين، إلا أنه علينا مقاومة ذلك.
يقول الله إن علينا ألا نشتهي ممتلكات الآخرين، فهو يعلم أن هذه الممتلكات لا تجلب لنا السعادة. قد تعجب بممتلكات شخص آخر، أو قد تقول : "أود لو أن لي شيئا من هذه" بدون أن تحسده، فالحسد يحدث عندما نستاء من حقيقة أن الآخرين يمتلكون ما لا نمتلك، فالاستياء والحسد يسيران جنبا إلى جنب. وحيث أن الله وحده هو الذي يستطيع أن يملأ كل احتياجاتنا، فالقناعة الحقيقية لا توجد إلا فيه. وعندما تبدأ في الشعور بالحسد، حاول أن تقرر ما إذا كانت هناك حاجة أساسية لديك وراء هذا الحسد. فمثلا قد تحسد شخصا على نجاحه، ليس لأنك تريد حرمانه من النجاح. بل لأنك تحتاج إلى الشعور بتقدير أكبر من الآخرين. فإذا كانت هذه هي الحال، فاطلب من الله أن يعطيك الغلبة على الحسد ويساعدك على سد هذه الاحتياجات الأساسية.
أحيانا يتكلم الله مع شعبه بإظهار قوته العظيمة، وأحيانا أخرى يتكلم إليهم بهدوء. فلماذا هذا الاختلاف؟ يتكلم الله بأفضل الطرق التي تحقق إرادته. ففي سيناء كان هذا الإظهار الرهيب للبروق والرعود لازما ليبين لبني إسرائيل قوة الله العظيمة وسلطانه المطلق، إذ كان ذلك ضروريا حتى يصغي الشعب لموسى وهرون.
نجد العبارة التالية، في جميع أجزاء الكتاب المقدس : "لا تخف". فالله لم يكن يريد أن يرعب الشعب، بل كان يظهر قوته العظيمة حتى يعلم بني إسرائيل أنه الإله الواحد الحقيقي، ومن ثم يطيعونه. والله يريدنا أن نتبعه عن محبة، لا عن خوف. وللتغلب على الخوف، يجب أن نفكر أكثر في محبته. ونقرأ في (1يو 4: 18) : "ليس في المحبة أي خوف، بل المحبة الكاملة تطرد الخوف خارجا".
لماذا كانت هناك تعليمات محددة لبناء المذابح؟ لم يكن لدى شعب الله الكتاب المقدس، بل كانت لديهم تقاليد قليلة ليتعلموا منها، فكان على الله أن يبدأ من البداية ويعلمهم كيف يعبدونه. وأعطاهم الله تعليمات محددة لبناء المذابح لأنه أراد أن يهيمن على كيفية تقديم الذبائح، ولكي يمنع زحف عبادة الأوثان إلى عبادته، فلم يسمح لهم بنحت حجارة المذبح أو تشكيله على أية صورة، كما لم يسمح لهم ببناء المذابح في أي مكان، وكان الهدف من ذلك منعهم من نحت تماثيل أو صور تعبر عن ديانات أخرى أو إحداث أي تغيير في الطريقة التي أراد الله أن تتم بها الأمور.
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: خروج (20 / 01 – 26) بنو إسرائيل في سيناء (2) الأربعاء 16 فبراير 2011 - 22:25
نشاط روحاني متميّــــــــز ! شكراً اختنا العزيز كريمة عم مرقس ,,, ودّنـــا وآحتــرامنــا ...
كريمة عم مرقس عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010الابراج :
موضوع: رد: خروج (20 / 01 – 26) بنو إسرائيل في سيناء (2) الخميس 17 فبراير 2011 - 15:05