الحركة الثقافية والفنية تعود إلى الحياة في مصر بعد ثورة يناير سلامة عبد الحميد - عادت عجلة الإنتاج والعرض الفني المصري للدوران مجددا على استحياء عقب توقف تام استمر ما يقرب من ثلاثة أسابيع عقب تفجر "ثورة شباب 25 يناير" التي انتهت بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك.
وبينما لاتزال قطاعات الإنتاج في التلفزيون المصري الحكومي وفي مدينة الإنتاج الإعلامي متوقفة لعدم وجود وزير للإعلام ولتوالي اتهامات الفساد والتربح وإهدار المال العام بحق مسئولين كبار فيها إلا أن الشركات الخاصة بدأت تستعيد نشاطها استعدادا لشهر رمضان كموسم للدراما التليفزيونية والموسم السينمائي الصيفي. وقالت شركتا "العربية" و"ثلاثي المتحدين" إن دور العرض السينمائي التابعة لها فتحت أبوابها للجمهور قبل عدة أيام مع الالتزام بمواعيد حظر التجوال المقررة من قبل الجيش المصري والتي تبدأ في الثانية عشر من منتصف الليل لكن الإقبال عليها لم يعد لمستواه السابق لكنها تتزايد يوما بعد يوم.
وأعلنت شركة "نيو سينشري" للإنتاج والتوزيع السينمائي إنها قررت مواصلة تصوير الأفلام التي كانت بدأتها قبل الأحداث إضافة إلى بدء العمل على الانتهاء من ميزانيات الأفلام الجديدة.
وقالت الممثلة والمنتجة الشابة بشرى مسئولة الإنتاج التنفيذي بالشركة ،إنه بات من الضروري قيام كل شركات الإنتاج بالبدء فورا في تنفيذ أفلامهم وعدم توقف صناعة السينما لأن هناك آلاف الأسر التي تعتمد على تلك الصناعة في حياتها اليومية من عاملين بالأجر اليومي أو الأسبوعي إضافة إلى المطاعم وسيارات الأجرة وغيرها من المتعاملين مع دائرة الإنتاج.
وأضافت بشرى إن الشركة تقوم حاليا باستكمال تصوير ثلاثة أفلام هي "بيبو وبشير" بطولة منة شلبي وآسر ياسين وإخراج مريم أبو عوف وتأليف هشام ماجد وكريم فهمي وفيلم "سامي أكسيد الكربون" بطولة هاني رمزي وإخراج أكرم فريد وتأليف سامح سر الختم ومحمد نبوي وعلاء حسن وفيلم "جدو حبيبي" الذي تشارك هي شخصيا في بطولته مع النجمين محمود ياسين ولبنى عبد العزيز والمطرب أحمد فهمي من إخراج علي إدريس. كما يجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة في مونتاج ومكساج فيلم "أسماء" بطولة هند صبري وإخراج عمرو سلامة لكي يلحق بالعرض في مهرجان "كان السينمائي الدولي" الذي يقام في أيار/ مايو القادم.
وقرر كاتب السيناريو ناصر عبد الرحمن تغيير اسم فيلمه الجديد "الشارع لمين؟" إلى "الشارع لنا" بعد نجاح "ثورة 25 يناير" بعدما أثبت المصريون حسب قوله "أنهم أصحاب الشارع الحقيقيون" ويبدأ خلال الأيام المقبلة عقد جلسات عمل مع المخرج خالد يوسف والمنتج كامل أبو علي للاتفاق على باقي فريق العمل بعد الانتهاء من كتابة السيناريو الذي ينتهى بانتصار الثورة.
وفي مجال الإنتاج التلفزيوني يستكمل المخرج رامي إمام الثلاثاء القادم تصوير مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" تأليف يوسف معاطي وبطولة النجم عادل إمام وعدد كبير من الشباب والذي بدا تصويره قبل تفجر الأحداث وتوقف طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية. ويجري عدد كبير من شركات الإنتاج حاليا التجهيز لبدء تصوير مسلسلات جديدة بينها "الريان" و"الحكر" في حين يعود العمل خلال أيام في تصوير مسلسل "سمارة" للمخرج محمد النقلي والمؤلف مصطفى محرم.
وأعلن كاتب السيناريو الشاب إسلام يوسف إنه على وشك الانتهاء من كتابة مسلسل جديد بعنوان "الملك" يعد الأول من نوعه الذي يناقش الأسباب المباشرة لقيام "ثورة 25 يناير" حيث بدأ في كتابة أحداثه قبل عام تقريبا بناء على تتبعه لقضايا الفساد والتزوير في الانتخابات وحالة الاحتقان التي وصل إليها الشعب المصري في السنوات القليلة الماضية. وقال يوسف إن المسلسل يرصد شخصية رجل الأعمال البارز وأمين التنظيم السابق في الحزب الوطني الحاكم أحمد عز باعتباره أحد الأسباب الرئيسية والمباشرة لانتشار الفساد وتزوير الانتخابات الأخيرة التي أدت إلى حالة من الغليان لدى المصريين تحولت إلى ثورة قادها الشباب.
في المقابل افتتح المركز الثقافي "ساقية عبد المنعم الصاوي" أمس الأربعاء مهرجان الساقية الثامن للأفلام الروائية القصيرة الذي يستمر في الفترة من 16 إلى 18 شباط/ فبراير الجاري بمشاركة 53 فيلما روائيا أنتجتها جهات بينها المركز القومي للسينما والمعهد العالي للسينما والتليفزيون المصري ووزارة الثقافة المصرية والجامعة الفرنسية في مصر ومجموعة من الجهات المستقلة.
الحركة الثقافية والفنية تعود الى الحياة في مصر بعد ثورة يناير