ليست هذه مجرد مجموعة من القوانين التفصيلية، ولكنها بمثابة نماذج وأمثله لما يكون عليه تطبيق المباديء الإلهية. فكان الله يتناول مواقف عملية ويبين كيف يجب أن تطبق شرائعه في الحياة اليومية للشعب. وكان لهذه الحالات أهداف : (1) حماية الأمة. (2) تنظيم الأمة. (3) تركيز انتباه بني إسرائيل على الله. والشرائع المذكورة هنا لا تغطي كل المواقف المحتملة، حيث أن كل قانون يمكن أن يطبق على عدد لا نهاية له من الحالات المتنوعة.
نجد في كل أجزاء (خر 22) مبدأ التعويض، لتصويب أخطائنا. فمثلا إذا سرق إنسان بهيمة، كان عليه أن يدفع قيمة البهيمة في السوق. وإذا ارتكبت خطأ ضد شخص آخر، فلربما كان عليك أن تذهب إلى أبعد مما ينتظر لتصويب الخطأ. وكان هذا (1) يساعد على تخفيف آلام كنت أنت السبب فيها. (2) يساعد الآخر على أن يكون أكثر استعدادا للغفران. (3) يمنعك من تكرار الخطأ.
لماذا تتكلم شرائع الله بهذه الصرامة ضد السحر (لا 19: 31 ؛ 20: 6 ؛ 27 ؛ تث 18: 10-12)؟ كانت عقوبة السحر هي الموت، لأنها كانت جريمة ضد الله نفسه. فاستخدام القوى الشريرة، كان كسرا للوصية الأولى "لا يكن لك آلهة أخرى سواي" فكان السحر تمردا ضد الله وسلطانه، فهو في جوهره تحالف مع الشيطان عوضا عن التحالف مع الله.
حذر الله بني إسرائيل من أن يظلموا الغرباء، لأنهم كانوا هم أنفسهم غرباء في مصر، فليس من السهل أن تنتقل إلى بيئة جديدة حيث تحس بالوحدة، وأنك لست في مكانك. فهل هناك غرباء حيث تقيم في العالم؟ لاجئون؟ طلبة جدد في مدرستك؟ مهاجرون من بلاد أخرى؟ فاشعر بما يعانونه من صراعات، وعبر لهم عن محبة الله بتصرفاتك.
مما يستلفت النظر في مجموعة القوانين العبرانية، هو مراعاة العدالة نحو الفقراء والمساكين، فقد أصر الله على معاملة الفقير والمسكين معاملة طيبة، ومنحهم الفرصة لتحسين أوضاعهم. ويجب علينا أن نعكس اهتمام الله بالفقراء، بمساعدة من هم أقل منا حظا.
لماذا أصرت الشريعة على رد رداء الإنسان قبل المساء؟ كان الرداء من أثمن الأشياء عند بني إسرائيل، فكانت صناعة الثياب صعبة وتستغرق وقتا طويلا، ولذلك كانت غالية الثمن. ولم يكن لمعظم الناس سوى رداء واحد، وكان الرداء يستخدم غطاء أو جوالا لحمل الأشياء فيه، أو رهنا لدين، وطبعا كثوب.
كان يجب على بني إسرائيل المبادرة إلى إعطاء عشورهم لله، فكانت شريعة الله تستلزم أن تقدم العشور أولا بأول. وحيث أن الله لا يرسل إخطارات بالدفع، فمن السهل الاهتمام بكل المسئوليات المالية الأخرى، بينما نهمل تقديم عشورنا، لكن إعطاء الله أولا مما قد سمح هو وأعطانا، يثبت أن له الأولوية في حياتنا.
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: خروج (22 / 01 – 31) بنو إسرائيل في سيناء (4) السبت 19 فبراير 2011 - 21:42