فنان من زمن الحلم الجميل، يلّون الشجن ملامح شخصيته وطعم غنوته، إذا بحثت عن عنوانه فستجده في كلمة حلوة، مفتاحه الرومنسية ونقطة ضعفه أي لحظة إنسانية، حكايته هي حكاية كل عاشق... نعشق ضحكته ونحب غلطته! بدأ في السبعينيات مع جيل العمالقة، فقدّم أوراق اعتماده كحنجرة موهوبة منذ أول أغنية.
الفنان هاني شاكر في وصلة حوار إنساني يكشف فيها تفاصيل خاصة جداً في حياته وأحلامه.Sotaliraq.com
ما أبرز بيانات بطاقتك؟
إسمي هاني عبد العزيز شاكر، مواليد 21 ديسمبر (كانون الأول) وخريج المعهد العالي للتربية الموسيقية.
أول سطر في حياة كل منا يشكّل ملامحنا ويرسم شخصيتنا، فما هو أول سطر في حياة الطفل هاني شاكر؟
أول سطر كتب فيه الفن والموسيقى، عندما كنت في اللفة كنت أبكي بشدّة ولا أسكت إلا إذا استمعت إلى موسيقى أو غناء، مع الأيام بدأ حبي للفن يكبر معي وتبرز موهبتي أكثر فأكثر.
وما كانت ألعابك في مرحلة الطفولة؟
«عمري ما اشتريت» مسدساً أو بندقية، معظم ألعابي كانت آلات موسيقية مثل الطبلة والكمنجة والبيانو، وعندما لمس أهلي عشقي للفن بدأوا يوجهونني نحوه، فتابعت في المرحلتين الابتدائية والتكميلية دروساً موسيقية في الكونسرفتوار وشاركت في كورال الأطفال في محافظة القاهرة مع الدكتورة رتيبة الحفني.
عند افتتاح التلفزيون عام 1960 كنت أحد أوائل الأطفال الذين شاركوا في برنامج الأطفال مع ماما سميحة وفي الإذاعة مع أبلة فضيلة.
كيف كانت ملامح البيت الذي فتّحت عينيك عليه؟
أنا من أسرة متوسّطة، كان والدي مديراً في إحدى إدارات مصلحة الضرائب ووالدتي موظفة في وزارة الصحة، لي أخ أكبر اسمه ماجد وأخ أصغر اسمه محمد، كانت تربيتنا شديدة التماسك وحياتنا الأسرية شديدة النظام والانضباط، فمثلاً كان الغداء أحد المواعيد المقدسة التي لا يصحّ الخروج عنها، إذ يجب أن نجلس جميعاً على المائدة لتناول الطعام معاً مهما كانت ظروف أي واحد منا.
وملامح شخصيتك؟
كنت خجولاً جداً وعجزت شخصيتي عن ملاحقة التطوّر السريع الذي بدأت أشعر به في مشواري الفني. لم أتخلص من الخجل إلا بعد التحاقي بالجيش وأداء الخدمة العسكرية.
هل تذكر لحظة حزينة ما زالت حيّة في وجدانك؟
لحظة رحيل والدي عام 1970 قبل أن أبدأ رحلتي مع الغناء بحوالي ثلاث سنوات، كان يعاني من الربو ومرض يومين فحسب وتوفاه الله في اليوم الثالث، كنت يومها على أبواب امتحانات الثانوية العامة ونجحت والتحقت بكلية التربية الموسيقية، منذ السنة الأولى حللت ضمن العشرة الأوائل على الدفعة وحصلت على 15 جنيهاً منحة تفوّق.
هل كنت طفلاً شقياً؟
إطلاقاً، سيطر على تصرفاتي الهدوء والوقار على رغم صغر سني.
كيف كان أسلوب والدك في تربيتك أنت وإخوتك؟
لم يكن عنيفاً ولم يضربنا يوماً وكان شديد التفهم لنا ولتصرفاتنا... حاولت أن أقلده مع ولداي دينا وشريف لكني فشلت، فأنا دائماً في حالة نرفزة وصوتي مرتفع داخل البيت.
ووالدتك؟
كانت شديدة الحزم والقسوة وقت اللزوم، في محاولة منها لصنع معادلة مع أبي في التربية.
بالمناسبة، هل غنيت للأم؟
نعم. إحدى أحبّ الأغنيات إلى قلبي واحدة كتبت كلماتها ولحنتها، يقول مطلعها:
كتبوا في حبّك مواويل/ وأغاني كتير وقليل/ لكن عمر اللي قالوه/ ما يرد لك الجميل/ ياست الكل إنت/ يا بحري وسفينتي/ لو تاهت بي الخطاوي/ قلبك هو مدينتي.
هل سرق الفن طفولتك؟
لا، كان يأخذني إلى عالم من الخيال والجمال ولم أشعر بأنه عبء عليّ أو على مستقبلي.
من الصعب أن نجد أغنية لك لا تحتوي على كلمة حب، فهل عشت تجارب حب فاشلة؟
بالطبع، مثلاً في الكلية أغرمت بزميلة لي إلا أن علاقتنا انتهت بالفشل.
أيهما «شاور» على زوجتك نهلة: قلبك أم عقلك؟
الإثنان لذا نجحت تجربة زواجي منها.
هل تزوجت بشكل تقليدي؟
جداً، رأيت صورة نهلة وأعجبت بشكلها فسألت عنها وطلبت من أقاربي معرفة تفاصيل عنها وعن حياتها وتقدمت من ثم لخطبتها وبعد ثلاثة أشهر تزوجنا.
هل أنت داخل البيت المطرب نفسه الذي تزخر أغنياته بالعذوبة والحب والرقة؟
جزء كبير مما أغنيه يعيش ويسكن في داخلي.
يتردّد أنك من عشاق المثل الإنكليزي «منزلك هو قلعتك»، فنادراً ما تسهر في الخارج ونجحت في أن تقيم سوراً حول منزلك يحظّر خروج أي تفاصيل أو أسرار عنه.
صحيح، أرفض أن تكون حياتي عرضاً مباحاً أمام الناس.
ما الذي يجذبك في المرأة؟
ذكاؤها.
والجمال؟
ستعتاد عليه وربما تملّه، لكن الذكاء يدوم أكثر ويسعد صاحبه ويسعدك.
ناديك المفضّل؟
الزمالك، أنا متعصب له و{تبقى مصيبة لو الزمالك انهزم في ماتش».
غنيت: «غصن الحياة مش كله ورود.. بين الورود بيبان أشواك»، هل تذكر لحظة أشواك في حياتك أدمت قلبك ومشاعرك؟
لحظة مرض ابنتي دينا وأنا أراها تخوض سلسلة طويلة وصعبة ومرهقة من التحاليل والصور لعلاج مرضها اللعين.
متى تعلو ضحكتك؟
طول الوقت لأني أكره النكد.
ما هي مشكلتك؟
طيب أكثر من اللازم.
ما الذي تبحث عنه؟
السعادة.
وتهرب منه؟
الخوف والقلق.
ما هي غلطتك؟
لا غلطة أندم عليها، لكن أكيد ثمة أخطاء لم أحسب فيها صح.
«فاكر أول أجر»؟
كان جنيها واحداً لقاء مشاركتي في أحد برامج الأطفال في التلفزيون.
أكلتك المفضلة؟
الملوخية، وأحب الشطة جداً.
لمن تشكو همومك؟
لزوجتي أو لنفسي قبل أن أنام.
ما الصفة التي تحمد الله عليها؟
الصبر والحلم.
من هو الشخص الذي لا تحب التعامل معه؟
الحقود.
كيف ترسم نفسك؟
طفل في حالة دهشة من كل شيء حوله.
ما الأمر الذي ترفض المساس به؟
كرامتي.
هل أنت بطبيعتك مسالم أم تميل إلى العنف؟
مسالم إلى أقصى درجة ولا أترك حقي أبداً في الوقت نفسه.