الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 582مزاجي : تاريخ التسجيل : 06/04/2010الابراج :
موضوع: الايمان والعقل (قراءة في المجمع الفاتيكاني الاول) الخميس 24 فبراير 2011 - 12:49
دنخا عبد الاحد عبد المسيح
مقدمة
عندما نقرأ عن المجمع الفاتيكاني الاول علينا بدايةً ان نطلع –ولو قليلاً- عن الظروف المحيطة انذاك، فنزعة الحداثة التي نشأت في الغرب تُعلي من شأن العلم والعقل وتَحط من شأن الأيمان. فالمذاهب الفلسفية والحداثة كانت دائما تنادي بالديانة الطبيعية، اذ كانت تبني كل ديانة على اسس العقل الخالص والمادة. فكان رد فعل المجمع هو ان يثبت عقائد ايمانية، ويحاول ان يعيد العناوين الى موقعها، لذلك نلاحظ ان عناوين المجمع كانت بمثابة تثبيت عنوان "الله الخالق" وامكانية تدخل الله بحكمة في الخليقة، وان الله ليس بعيداً عن خلائقه بوحيه الفائق للطبيعة، والذي هو نفسه موضوعه.
- الايمان والعقل نظامين للمعرفة: وكرد فعل على "العقلانيين" الله الكاشف؛ لا يكشف فقط كل ما يتعلق بالتاريخ وتدبير العالم؛ بل كل مايتعلق بالحقائق التي تتجاوز العقل المخلوق بوحي ونور ينير العقل بالايمان. لذلك في عنوان الفصل الرابع من المجمع الفاتيكاني الاول نلاحظ، ان المجمع يحاول ان يثبت اسس عنصرين مهمين في تشكيل الحقيقة (الايمان والعقل)، ويبحث في العلاقة لكونهم نظامي معرفة والبحث المعمق في دور العقل وحدوده . "
1- الله من خلال العقل: لكي تتشكل الحقيقة، التي هي توَق كل واحد منّا. حسب الكنيسة الكاثوليكية هي تتم من خلال عنصري الايمان والعقل. اذ يصف الفصل الرابع هذين النظامين ويميزهما اذ "يمتاز الواحد عن الاخر، لا بمبدئهما بل بموضوعهما ايضا" اذ نرى هذا التمييز هنا هو من مبدأ واحد، وهو ان العقل الطبيعي يصل الى الحقائق بطريقة طبيعية، من خلال الخليقة والاشياء المحسوسة(اذا صح التعبير)، و ويدلل الفصل الرابع 3015 مج فا 1 من القديس بولص الرسول الذي يشهد ان الوثنيين عرفوا الله في مخلوقاته. ولكن رغم ان العقل الطبيعي قادر بطريقة طبيعية ان يصل الى الله؛ الا انه هناك اسرار مخفية في الله والتي يكشفها الله من خلال وحيه ولمن يريد باستنارة الايمان للعقل.
2- اسرار الله : الاسرار المخفية في الله، لا يمكن معرفتها بدون استنارة الايمان، وحكمة الله السرية والتي اليوم كشفها الله بالروح، من خلال وحيه، "وتمت بنعمة ابنه يسوع المسيح". ونقتبس من مج فا 1 رقم 3016 "وحين يستنير العقل بالايمان فيبحث بعناية وتقوى واعتدال، فانه يصل، بعطية من الله، الى ادراك الاسرار ادراكا مثمرا، وان محدوداً[…] فان الاسرار الالهية، بحكم طبيعتها، تفوق العقل المخلوق، حتى انها، وان نقلها الوحي وتقبلها الايمان، لاتزال مغطاة بحجاب الايمان وكانها مغشاة بشيء من الغموض، ما دمنا، في هذه الحياة الزائلة" اذا هناك ادراك لله بخطوة بدأت من الله باتجاه الانسان، وهذه الخطوة هي الوحي التي لا بد للانسان ان يخطو بدوره، كاجابة على خطوة الله ويتقبل هذا الايمان، حتى يدرك حقيقة مثمرة، قد تكون في طياتها غامضة!.
3- احقية الايمان ونبذ العلم الكاذب: وباعتبار الايمان فوق العقل واعتبار ان الايمان والعقل نورين من الله، الا ان الله قد احلّ في "الانسان نور العقل"، اذا لا يمكن ان يختلفا او يتناقضا؛ بل العكس هما يتعاونان، ونقتبس من مج ف 1 – 3019 "العقل الصائب يبرهن عن اسس الايمان" وهنا تلزم الكنيسة ابنائها المسيحيين بالمحافظة على وديعة الايمان والدفاع عن ايمانهم امام ما يقدمه العلم الكاذب من اضاليل كما تسميها الوثيقة "ظواهر الحق الخداعة"(3018)
- خلاصة : اذاكان الله هو واهب نور العقل وواهب الايمان بوحيه، اذا لا يمكن ان يتناقض هذين النظامين، باعتبار ان الله لا يمكن ان يفيض عنه ما يناقضه او ما يتناقض في ما بينهِ (اذا صح التعبير). وعلى هذا الاساس يجب ان نعتبر ان الايمان يسير مع العقل، ويكمله لتشكيل المعرفة المُتاق اليها من كل "انسان". وعليه فان رسالة البابا يوحنا بولص الثاني الايمان والعقل " Fides et ratio" اتت كاضافة عظيمة لتوضيح هذه المفاهيم في المجمع الفاتيكاني الاول، واعلانٍ لها، اذ يقول في بداية رسالته: "الإيمان والعقل هما بمثابة الجناحين اللذين يمكّنان العقل البشري من الارتقاء إلى تأمل الحقيقة
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: الايمان والعقل (قراءة في المجمع الفاتيكاني الاول) السبت 26 فبراير 2011 - 20:00
موضوع متميّــز يستوجب كـــلّ تقديــــر ! تسلم اياديكــم اخونــا العزيز ~ بســيم ماموكــا ~ على هل النّشــاط الرّوحانــي الممتـــــاز ! خالص ودّنــا وآحترامنـــــــا ...