الشهيد المغدور سليم خليل عايش السيفي

فقدتك عزيزا ً، ابن خال ٍوأخ ٍوعديل، بكيتك لغيلة إغتيالك، وعزَّ عليّ أن يحتال التعصب فيقتحمك وحيدا في دارك. وكبير أن تصارع مندائيتك الشر كله فتسيل دماؤك شهيدة ًشاهدة ًعلى الحقد وعلى سوء الدين وعلى العراق البائس بزمانه الأغبر. زمانٌ صيّرنا بلغاء في خطب التعازي والنعي من كثر ما كتبنا، وحفظنا به الرواها اد هيي من كثر ما رددنا، زمانٌ توزعت فيه مجالس عزائنا على القارات وحسرتنا تمتد بينها وتعبرها، ولم يعد غريبا أن يقام مجلس عزاء لقتيل أو متوفٍ في عشرة بلدان.

وآه يا سليم، ياطيبة سوق الشيوخ وبساطة الفقر وحسن الطموح ونقاء السريرة. وتبا ًلصولة الغدر ودناءة النفوس التي إغتالتك مثلما إغتالت مندائيين قبلك، ومن يدري من القادم فسجلنا مفتوح في العراق ومازالت كل يوم تطوى صفحة منه، وليس من يأخذ حيفا ً، وليس من يستل سيفا ً، بل عوفا ًبالنفس والدين. ليس لنا أن نقول لكم إبقوا، وليس لنا أن نقول لكم اخرجوا، وليس بأيدينا ما يحميكم فصرتم إستهداف اللاأخلاق واللاسلطة.

لم أودعك، فمن الفواجع أن حُرمنا حق وداع أحبابنا إلى مثوىً صاروا يساقون له حتفا، وصرنا ننعى ونقبل التعازي عن بعد بأحبة عشنا عمرنا معهم، ونبكي ولا من يخفف عنا وقع المصابات، وأبكيك..

وأعلمُ أن ليسَ البكاءُ بنافع ٍ... عليك ولكني أمني الأمانيـــا

الخاطر مفجوع، والرأس مصدوع، والألم بين الضلوع، والحشرجة في النفس تمسك عني قلمي ولا تجود إلا بدمعي. ليس لي إلا أن أعزي نفسي فيك ، وأقبل رثائي فيك وأدعو الحي الذي إختار أن تعود نيشمثاك بهذه الطريقة شاهدة على مصابنا وتحملنا وعلى صبرنا نحن المندائيين بما إختاره لنا من قدر يعز علينا أن يكون بمثل هذا المآل. فإلى مشوني كشطا يابن خال، وإلى عالم الأنوار يا أبا نور و نوار، وليرحمك الحي العزيز برحمته. أكا هيي، اكا ماري، أكا مندا اد هيي



قيس مغشغش السعدي